أماتَكُمُ من قَبلِ مَوْتِكُمُ الجَهْلُ....وجَرّكُمُ من خِفّةٍ بكُمُ النّمْـل



- أبو الطيب المتنبي -






جمعهم الزمان والمكان، فجَعل منهم زملاء عمل، لينهمك كلٌ منهم في عمله ، محاولاً كلاً منهم على حدة اثبات
وجوده وقدرته على القيام بالعمل على أكمل وجه،
مرت الايام .. وكما هو دوام الحال من المحال .. فلم يدم شيئٌ على حاله..

فقد نَشَبَ خصام بين (عمر) و(foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) حول سوء فهمٍ نَتَج خلال أحد نقاشاتهما حول أمرٍ من أمورٍ العمل،
وما هي إلّا لحظات حتى أصبحا حديث كل من هم في دائرة العمل، ليأتي ( طارق) والذي لا تربطه بأيٍ منهما علاقة شخصية سوى علاقة العمل،
وبسرعة البرق ليطرقَ باب (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) متظاهراً بتعاطفه الشديد معه وبرغبته في الوقوف إلى جانبه ضدّ من اثار غضبه وحنقه ..!!

فيرحّب ( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) بصديق الغفلة الجديد (طارق) ظانّاً منه الحسنى متوهّماً فيه الخير، ليفسح المجال له ليُفيد بما عنده من خير وحكمة،
ليبدأ ( طارق) فيضاً من الكلمات لاهوادة فيها في حقّ (عمر) أمام (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) .. غيبة وكذب واتهامات باطلة ..!
ليخرج مزهواً بنفسه وبالصديق المغفّل الجديد الذي اضافه إلى قائمة اصدقائه اللذين سيحتاجهم في يومٍ ما، فزلّاته كثيرة،
وكثرة هؤلاء السذّج ستشفع له عند مدير العمل إن اضطر لشهادةٍ في حسن النية والبراءة،

تاركاً (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) مشتعلاً بغيظه، صابّاً نار غضبه على (عمر)
و(طارق) ينظر من بعيد .. وكله أمل ..
أملٌ في الخلاص من (عمر) الذي كان في يومٍ ما منافساً شريفاً له
وأملٌ في صديقه المغفّل (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) الذي سيكون انضمامه إلى صفّه مُربِحاً

لتكشّف الأيام لـ( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) مدى سذاجته التي كان عليها، ليضّع يده على خدّه مألباً لذاته،
فلا الأيام ستعود .. ولا الجرح سيندمل ..

كم مرة كنتُ أنا وأنتَ وهي وهو (foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?) .. أو ربما (عمر)
ويحدث في مثل هذه الحالة، أن نصطدم بالناس،وأقل ما يمكن أن نفعله هو البكاء بصمت، ونغلق ابوابنا على أنفسنا،
ولكننا بعد ذلك نجد أنفسنا محاولين أن نعدّل من هذا التطرف ليكون الاعتدال نوعاً من الاحتياط،
أي أننا نغيّر سلوكنا من عدم تصديق أي شيء إلى تصديق بعض الأشياء والشك في بعضها الآخر، ثم تصديق ما نراه منطقياً أو معقولاً ..
بما يُناسب الحالة التي نعيشها ..

فقد كان إذا قيل لأحدهم: أنتَ جميل، فإذا به يزهو على الناس ..
كل الناس يحبونك، فإذا به يُعانق كل الناس ..
كل الناس يكرهونك، فتراه يهرب من كل الناس ..
حتى يصبح بعد ذلك كرةً في أرجل الناس يضربونه من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين
والنتيجة: أنه لم يعد يصدّق أحداً من الناس ..!!
حتى تجيء بعد ذلك مرحلة يعتدل فيها، ويكون اعتداله أنه يصدّق بعض ما يسمع ويكذّب البعض الآخر

أما الثمن .. فهو فادح
وليس هناك من أحدٌ لن يدفع هذا الثمن، فالبعض يدفعه مبكراً، والبعض الآخر سيدفعه ولو متأخراً
فالذي يعطي أذنيه للناس يفقد عينيه ..!
والذي يعطي عينيه يفقد أذنيه ..!
أما الذي يُعطي عقله للناس، فهو الذي أضَاعَ السمع والبَصر، أَضَاع نفسه ..!!

ولذلك .. فالناس شرٌ لابد منه .. خيرٌ لابد منه .. وبين هذا الخير وهذا الشر تتأرجح حياة العذاب اليومية
فهناكَ أناس لهم أنياب وأظافر، وأعماقهم في لون الشوارع القديمة التي كان الزفت يغطيها ناعماً لامعاً
إنها الحقيقة الناصعة السواد ..!!
http://up.foraten.net/uploads/d519f1de74.jpg (http://up.foraten.net)





أرجو منكم التفاعل
والإدلاء بأرائكم وتجاربكم إن وُجدت

موضوع قيم ايها الجريح
وحالات مثل هذه تعج بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية
واعتقد ان الإنسان عندما يكون صادقا مع نفسه اولا
فسيكون صادقا مع غيره في حبه وفي تعامله مع الآخرين


وبناء الثقة بين الأصدقاء تقوم على اساس ذلك الصدق فيما بينهم
فلو بنيت الثقة بين الطرفين لم يستطع اي عامل خارجي ان يغير من نظرته تجاه صاحبه
لأنه بالتأكيد يعرفه حق المعرفة ويثق به ويعلم انه لايمكن لهذا الصديق ان يتكلم ضده


اذا اساس الصداقة الثقة المتبادلة بين اثنين


شكرا للنورس
والموضوع يحتاج الى نقاش طويل


دمت مبدعا في اختيارك عزيزي

اخى النورس

موضوعك جميل ويحتاج الى كلام كثير

لانه من واقع نعيشه وتصادفنا مثل هذه الحالات كثير

ولكن الصدق اولا كفيل بتغيير المفاهيم الخاطئه

عندما يكون صادقا اولا مع نفسه يصدق مع الاخرين

والانسان قوى الايمان

لاينساق وراء القيل والقال

ودائما يلتمس الاعذار لصديقه

ولا يسمع لهؤلاء الدخلاء المخربون ان يفسدوا هذه الصداقه الجميله

لغرض ما فى نفوسهم من حقد

موضوع مهم جدا

وارجوا التفاعل من الاعضاء اكثر

اهنيك اخى النورس لحسن اختيارك

لك خالص تحياتى

http://up.arabsgate.com/u/3358/3554/46046.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ العزيز النورس الجريح
حقيقة ناصعة السواد في نطاقات حياتنا العملية
نجدها في كل مكان وليس في مقر العمل على الدوام
فأصدقاء الغفلة لا يظهرون إلا وقت افتراق الأحبة وأصدقاء العشرة
وكم نواجههم كثيرا في حياتنا
والعاقل هو من يدرك حين غضبه إذا ظهر إليه شخص يشتم فيمن غضب منه
أنه هو هذا الشر بعينه مهما أظهر من طيبة ولطف فهم أصدقاء سوء يظهرون وقت الغضب ويختفون وقت الحاجة والرخاء
يظلمون ويّدعون الطهر وهم عنها ببعيد

واحب اكلك شي دائما اني اردده وين ماروح

ياكلبي ميز ناس اشكال الوان شكم ذيب لابس ياقلبي ثوب انسان

تسلم يا غالي على الموظوع في غاية الروعة طرح مميز جدا دام لنا نبض قلمك المميز

تقبل مروري البسيط في متصفحك المتواضع

أهلا بك وبمقالك الذي يدعولكثير ٍ من الحيطة ِوالحذر
فإن كان السُذّج كثيرين فالمطبلين لهم أكثر
ترجع ياسيدي لذي عقل ٍ حكيم فغياب العقل هو فقدكيفية زِنة الأمور وإتزانها, فالإصغاء أفة ً أعيت الكثير من فقراء العقل وأقزامها إن إختزلناها في سماع مايلوّث قلوبنا وضمائرنا حيال الأشياء .
سيدي لاإسراف ولاتقتير مع الناس وفي العلاقات ونكون للإعتدال والوسطيةأقوم لكي لايكون الندم حصيلة تجاربنا فالحياة مليئة بإشباه الأصدقاءالذين يترصدون الزلل ويتحينون الوقوع فمصائب قومٍ عند قوم فوائد
وأعداء النجاح هم من عيونهم ترقُبك لتصطاد في الماء العكر فهؤلاء كُثر .
فلا تدع جوارحك الذي يسيرها عقلك مبسوطة لهم ولاتغلّها
فأصدقاء الغفلة يتكاثرون عندما يجدون مرتعا خصبا لمن لديهم أذان صاغيه لإستدراجهم .
شكرا لك
العنــــود

شكراً لكل من سطر حروفه
في متصفحي شكراً لكل من نثر دره
هنا ليزين موضوعي المتواضع
شكراً أم فيصل شكراً نور الشرق شكراً وردة بغداد
شكراً أيتها العنود
بارك الله فيكن ولا حرمنا هذه الأقلام
المميزة