علي إبراهيم
23-01-2010, 03:12 PM
((ذكريات رحلة حب))
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/869461870.jpg (http://www.0zz0.com)
من ثلاث حلقات
الحلقة الأولى
(1)
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/958513939.jpg (http://www.0zz0.com)
لماذا أحسُ بأنني اعرفُكِ قبل تعارفنا ؟
لماذا أحس بأنّ حزني وحزنكِ توأمان ولدا من رحم واحد ؟
لماذا أشعر بأنكِ الذاكرة والنسيان .. العاصفة والسكون ؟
لماذا أحس بأنني الضجة والسكينة .. الشراسة والوداعة ؟
من تكونِ ؟
من تكونِِ ؟
لا أعلم .. فكل ما اعرفه إننا كلمتان انحدرتا من حكاية واحدة لم تنته بعد ..
دائماً ، كنت أصل الى محطتكِ القصية متأخراً ..
بالأمس جمعتنا الحياة مصادفة ، وتلألأت صورتكِ البهية في عيني ..
كنت حينها رجل ٌبلا تجربة .. قلب غير مشروخ .. وجه لايلتفت الى آمراة ..
وكنتِ ـ أنتِ ـ حقلاً للطيور ..قلبٌ يتألم .. يتتبع خطى ظلال رجلٌ غاب عنك ..
لم يمهلني الوقت لأجمع شظايا قلبك ، وأصيرها في يدي لؤلؤة أصنع منها قلادة ، تضيء عمري ، وليس رقبتكِ وحدها .
لم تمدِّ يدك لي ، لأصنع الفرح لكِ ، أداوي به جراحكِ .. وأتوجك ملكتاً في دنيا الغرام ..
كنتِ تريدين رجل دافئ .. لكنك بقيتِ تضعين على عينيك نظارة سوداء تمنعك من رؤية الرجل الذي يسكنني .. رجلٌ لم تدرك حينذاك قدراته في أن يكون كل الفصول .. ثلجي .. دافئٌ .. يجمع بين يديها الصحو والعاصفة ..
في لحظة توقك الى نسمة باردة تمنحك الغيوم وكرات الثلج والمطر ..
وفي لحظة انهمار دموع الشتاء ، تسدل على كتفيك جدائل شمسه ألاذارية ..
يمنحك تقلبات الخريف واخضرار الربيع ..
لم تدُرك ـ انتِ ـ إنّ هذا الرجل أنا .. فلم تدليني على الطريق الى قلبك ..
ولم أدلك على الطريق الى السعادة ..
أحمقان ألتقيا على ضفاف شاطئ مجهول .. وأفترقا حُمقاً ..
قبل حماقة الفراق قلتُ لكِ :
سنفترق من غير أن تعصف بنا ريح الوداع .. فأنا رجل يكره الوداعات .. والغيابات .. والانتظارات في محطات الرحيل ..
مضت السنوات ..
توالدت فصول الانتظار .. وغيبوبة المشاعر .. وتصاعد رنين الغربة .. ودفنت في اعماقي قصتكِ .. وأدرت وجهي عنها ، فليس من عودة بعد الرحيل الصامت ..
أقفلت بوبات القلب المسكون بالحزن على تأريخ لم يكتمل ..
لم أجرؤ على المرور عبر بوابة البحث عنكِ .. خوفاً عليكِ مني، وعقاباً لي لأنني خذلتكِ.. بيد إنني في الوقت نفسه لم أرغب بمغادرة القصة قبل تذييلها بنهاية .. وإمضاء ، لأفهم .. لنفهم ، معاً ، طلسم الفراق ..
وألتقينا .. مصادفة أيضاً ، كما اللقاء الأول ..
رأى كلٌّ منا نضجه في مرآة الآخر ..
نسيتُ كل الكلمات ..
بحثتُ عن تلك الانثى البعيدة التي لم أودعها ..
وأدركتُ أنني وصلتُ اليكِ مرة أخرى متأخراً ..
متأخراً ..
متأخراً ..
,,,,,
15-04-2008
الى اللقاء مع حلقة ثانية
من ذكريات رحلة حب
مع اطيب الامنيات لكم
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/340713631.jpg (http://www.0zz0.com)
من ذكريات الحب
الحلقة الثانية
(2)
الفرح كائن اسطوري يفرد جناحيه متى ما شاء ، لا متى ما شئنا نحن ..
او لايفردهما الاّ في حكايات الاطفال وعلى وسائد النيام ومخيلة البراءة ..
كنت لا اؤمن باساطير الفرح هذه ، واعزف عن قراءة حكايات الطفولة ، وارفض ان تحتضن وسائد الاحلام نعاسي ، وأنأى بافكاري بعيداً عن أفق الخيال .
كنت افعل كل ذلك قبل ان اشعر بالظمأ الى شطآن الفرح ..
فرح الوطن ..
فرح الصغار يوم العيد ..
فرح الامهات بقرة اعينهن ..
فرح الاشجار بالماء ..
فرح الورود بالندى ..
فرح الطريق بالقادمين من افق بعيد ..
فرح اليوم بأمل الغد ..
كنت لا اؤمن بأن الحزن هو مسيرة الانسان .. ولا الحلم هو الخلاص..
فأمسيت اؤمن باساطير الفرح حين تقرر ان يكون الوطن جرحاً نازفاً في القلب .. قلبك انت .. قلبي .. قلوبنا جميعا ..
امسيت اعرف ان الوجع حقيقة ، لا دواء له حتى في حكايات الاطفال ، لكنني احاول ان اتعلق باهداب الفرح في حكايات الصغار .. هناك قد اجد متسعاً للسرور ، وان كان في الخيال ..
من يحمل الوطن الى شطآن الفرح الارضي .. لنحيا كلنا على ارض من محبة وسلام
بلا خوف
او قلق
او عذاب ..
هل تحملني حبيبتي بين ذراعيك عاشقٌ عصري يحلم ، ليس بأميرةٍجميلةٌ تحمليه على جواد ابيض سحري ، بل بفرصة يلتقط فيها الحبيب الاكبر ، العراق ، انفاسه ويفرح ويبتسم وينتعش انتعاش الظمآن بقطرات الماء الباردة..
ما عادت احلامي صغيرة او شخصية او ذاتية ، صار فرح الوطن حلمي .. بينما اعماقي تائقة الى القهقهة في حدائق الاطفال ..
اريد استرداد طفولتي ، علني اضحك في لحظات فرحاً بلعبة صغيرة او عناق امومي او ترنيمة في سرير هزاز ..
اريد ان انسى اني انتمي لعالم الكبار .. كبار يختارون لنا شكل الموت ويعدّون لنا الاكفان ..
اريد ان اكون طفلً بجناحين ملائكيين لايعرف عن العالم سوى خارطة الفرح ..
يلهو بكرات الثلج والدمى ، وقد يجد في اللعب فسحة للانسلاخ عن هذا العالم الدموي الكئيب ..
لم اعد ، لم نعد نسمع من القياثر سوى انغام الوجع ..
لم تعد العصافير تسمع في الحقول البعيدة سوى اناشيد الهلع ، تهز اعشاشها وتعبث باجنحتها ..
خذيني اليك حبيبتي ، ودثريني كما تدثر الامهات الاطفال في ليالي البرد الشتائية ..
امنحيني جناحي عصفور لاتعبث بهما الحروب ولايهز عشه الرصاص ..
امنحيني من الاطمئنان شيئاً ولو النزر القليل ..
قل ان الوطن في طريقه الى الخلاص ..
الى فرش الدرب بالورود للأطفال ..
الى لملمة الجراح ..
الى سكينة الروح وهدوء النفس ..
الى استقامة الحال ..
الى استنشاق عبير الربيع ..
الى التندي بقطرات الغيث ..
الى احتضان الحياة كما يجب ان يحياها لا كما يريد العابثون
.. فمن قال إن الفرح كائن اسطوري يفرد جناحيه متى ما شاء ، لا متى ما شئنا .. او لايفردهما الا في حكايات الاطفال ؟!
لكم اطيب الامنيات
11-05-2008
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/125559490.gif (http://www.0zz0.com)
ذكريات
( رحلة حب)
الحقلة الثالثة
(3)
والاخيرة
كهفُ صمتٍ يحتويني منذ وقت غير بعيد ..
بيني وبينه صلة تتجاوز حدود العلاقة بين انسانٍ ومكان ٍ أليف ..
انه بارد الى درجة اكتسابي برودته ..
يجذبني لأكون اعمق نقطة فيه .. لماذا نحلم بدفء نعرف انه رفيق اللحظات العابرة ؟!
كهفي لا يحمل دفئك .. لكن جدرانه تجيد لعبة ارجاع الصدى ..
امنحها خفقات طينية اثيرة ..
تعيدها لي رنيناً لنايات نائية ..
وسط ضجيج العالم اتمنى ان افقد حاسة السمع ، لأحظى ، دائماً ، باوقات ممتعة في سماع معزوفة النايات ..
فأنا لست سوى رجلاً عشقت الحب ، وتوهمت انه العصي على التمزق في حلبات الحرب والحياة ..
ـ الحرب لعبة ..
ـ الحياة خدعة ..
ـ الحرب خدعة ..
ـ الحياة لعبة ..
والحب .. ضحية الخدعة واللعبة ..
وأنتِ .. ما الذي اخذته منك اللعبتان ؟
وكم جرحاً حفرتهِ على صخور شواطئك الخداعتان ؟
وأنا .. ماذا تبقى من رجلِ صاخبٍ امتهن الحب ، ووضعَ أولى لبنات مدرسة له ..
كنتِ انتِ فيها المعلمةِ والتلميذة .. قبل عصف الريح .
عصف لم يُبق ِ شيئاً مني سوى ظل حزن ..
حتى الذكرى اخذت تهرب من فراغاتي ..
تُعري الارصفة والشوارع من خطواتي ..
ومدرستي .. حطام حرب .. بل قل هيروشيما جديدة ..
ودروسي اصداء غائبة في الاثير .. ووجهي رماد الطرقات النائية ، يتناثر على طفلٍ للحب، يتيم ، كان يسمى ذات يوم .. قلبي ..
اما حياتي ، فخفقات بلا اصداء .. وكلماتي صورة محترقة في ألبوم عتيق تلتهمه افواه الغبار .. غبار اللعبة والخدعة ..
وأنتِ تسأيلني ان اعود من الكهف القصي ؟!
في ذلك الكهف يعقد حزني مع الصمت هدنة ..
يتبنى الصمت فمي ..
يمنحني فسحة التأمل ..
هناك .. اعرف انني في مواجهة صمتي ، وقد تفضي المواجهة يوماً الى قرار .. ربما يكون اعترافاً جديداً بالحب ، ولبنة جديدة لمدرسة اخرى وابتسامة تشرق من وراء ظل الحزن ..
وقد يكون اعترافاً بإنّ الحرب لا تمنح أبانها وبعدها فسحة لنعيد بناء الحب ..
في الكهف اتركني اصالح نفسي او اخاصمها ..
قد استدير نحو باب الكهف واهرع الى ذراعيك ، او امنح الحرب ذكرياتي وكل ما أنا عليه الآن ..
فقط ، امنحيني بعض الوقت ، لأعرف أي نوع ٍ من الجراح أنا ..
*****
(2)
هل لي ان احلم معكِ بجزيرةٍ نائية ٍ، في مكان ما من محيط لايعرف العواصف الهوجاء او الاعاصير الرعناء ، كيما احيا بعيداً عن واقع مرير ضاج بالقتل ؟!
هل ان اتمسكَ بالحلم ، في بلد سُفحت فيه الاحلام ، واختلط رمادها بشظايا اجسادنا ، فما عاد الزمن يتسع للحلم ؟!
هل لي ان افرح حين ارى عاشقين يتهامسان ، يخططان للغد ، يسرقان من الزمن لحظات يبتسمان فيها ؟
كيف لي ان استسلم لجموح الفرح ، وأنا كلما رأيت اثنين في بداية طريق الحب ، أسأل نفسي :
أما زال الناس قادرين على الحب بلا خوف؟!
أما زال هناك مزاج للدخول الى عالمه السحري وشواطئه اللازوردية وفضاءاته الرحبة ؟
حين أسأل نفسي هذه الاسئلة ، تجذبني ذكريات الحب الى محطات غادرتها وغادرتني .. ابتسم لحظة مع نفسي ، اشعر بالهدوء يجتاح كياني . . فجأة يهتز جسدي على وقع انفجار يحدث قريباً من مكاني !!
ورغماً عني ، يسحبني هول الانفجار من ذكرياتي ومحطاتي المهجورة ، واستسلم للجرح معلنة ان الوقت لايتسع للحب او الحلم !!
وحين أراك متسمراً امام نشرات الاخبار ، تعلن غضبك لما اصاب الوطن من جراح وخيبات وتقلبات ، وتعبر عن ألمك ، كأي عراقي غيور على بلده ، اتمسك بقناعة انه وقت الغضب ، وما طقوس الحب او الحلم الاّ ترف .. لا اكثر في هذا الزمن المرّ .. انه لايتسع الا ّ للبكاء على الوطن !!
فأبكي ، وتبكي عصافير الصباح على السعفات اليابسات ، ويهبط قمر المساء الى وسادتي ويبللها بدمع الاغتراب ..
ويح هذا الزمن الغادر .. ماذا فعل بنا ، وكيف سمحنا له بالتلاعب بنا وجرح وطننا ؟
ويح كل من حمل خنجراً مسموماً وطعن به جسد الوطن ، وأراق دمه ، واغتال احلامه ، وشوه عواطفه ..
ما عاد الحب هو نفسه .. ولا الحلم هو نفسه .. وماعدنا نحن نحن ..
تغيرت تضاريس الشوارع ، وفقدنا طقوساً من الحياة ، وتغيرنا ايضا ، وتاهت ذكرياتنا في ادخنة المفخخات وبين المقابر .. وهُمنا وما زلنا نهيم في دوامة الزمن . لاندري متى السكون .. متى نحظى بحلم جديد ، جميل ، صافٍ .. في محيط هادئ وجزر بعيدة تحتضن اجنحتنا ومشاعرنا ؟
قل لي ان تسمرك امام نشرات الاخبار لن يطول .. او .. لن يحدث باستمرار ، عندئذ أقول لك ان جذوة الامل ما زالت تتقد ، وإنّ افقاً للحياة قد يتسع ..
,,,,,
مع اجمل امنياتي لكم بالحب والسعادة التي لاتفارق وجوهكم الجميلة
اخوكم علي ابراهيم
5-07-2008
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/869461870.jpg (http://www.0zz0.com)
من ثلاث حلقات
الحلقة الأولى
(1)
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/958513939.jpg (http://www.0zz0.com)
لماذا أحسُ بأنني اعرفُكِ قبل تعارفنا ؟
لماذا أحس بأنّ حزني وحزنكِ توأمان ولدا من رحم واحد ؟
لماذا أشعر بأنكِ الذاكرة والنسيان .. العاصفة والسكون ؟
لماذا أحس بأنني الضجة والسكينة .. الشراسة والوداعة ؟
من تكونِ ؟
من تكونِِ ؟
لا أعلم .. فكل ما اعرفه إننا كلمتان انحدرتا من حكاية واحدة لم تنته بعد ..
دائماً ، كنت أصل الى محطتكِ القصية متأخراً ..
بالأمس جمعتنا الحياة مصادفة ، وتلألأت صورتكِ البهية في عيني ..
كنت حينها رجل ٌبلا تجربة .. قلب غير مشروخ .. وجه لايلتفت الى آمراة ..
وكنتِ ـ أنتِ ـ حقلاً للطيور ..قلبٌ يتألم .. يتتبع خطى ظلال رجلٌ غاب عنك ..
لم يمهلني الوقت لأجمع شظايا قلبك ، وأصيرها في يدي لؤلؤة أصنع منها قلادة ، تضيء عمري ، وليس رقبتكِ وحدها .
لم تمدِّ يدك لي ، لأصنع الفرح لكِ ، أداوي به جراحكِ .. وأتوجك ملكتاً في دنيا الغرام ..
كنتِ تريدين رجل دافئ .. لكنك بقيتِ تضعين على عينيك نظارة سوداء تمنعك من رؤية الرجل الذي يسكنني .. رجلٌ لم تدرك حينذاك قدراته في أن يكون كل الفصول .. ثلجي .. دافئٌ .. يجمع بين يديها الصحو والعاصفة ..
في لحظة توقك الى نسمة باردة تمنحك الغيوم وكرات الثلج والمطر ..
وفي لحظة انهمار دموع الشتاء ، تسدل على كتفيك جدائل شمسه ألاذارية ..
يمنحك تقلبات الخريف واخضرار الربيع ..
لم تدُرك ـ انتِ ـ إنّ هذا الرجل أنا .. فلم تدليني على الطريق الى قلبك ..
ولم أدلك على الطريق الى السعادة ..
أحمقان ألتقيا على ضفاف شاطئ مجهول .. وأفترقا حُمقاً ..
قبل حماقة الفراق قلتُ لكِ :
سنفترق من غير أن تعصف بنا ريح الوداع .. فأنا رجل يكره الوداعات .. والغيابات .. والانتظارات في محطات الرحيل ..
مضت السنوات ..
توالدت فصول الانتظار .. وغيبوبة المشاعر .. وتصاعد رنين الغربة .. ودفنت في اعماقي قصتكِ .. وأدرت وجهي عنها ، فليس من عودة بعد الرحيل الصامت ..
أقفلت بوبات القلب المسكون بالحزن على تأريخ لم يكتمل ..
لم أجرؤ على المرور عبر بوابة البحث عنكِ .. خوفاً عليكِ مني، وعقاباً لي لأنني خذلتكِ.. بيد إنني في الوقت نفسه لم أرغب بمغادرة القصة قبل تذييلها بنهاية .. وإمضاء ، لأفهم .. لنفهم ، معاً ، طلسم الفراق ..
وألتقينا .. مصادفة أيضاً ، كما اللقاء الأول ..
رأى كلٌّ منا نضجه في مرآة الآخر ..
نسيتُ كل الكلمات ..
بحثتُ عن تلك الانثى البعيدة التي لم أودعها ..
وأدركتُ أنني وصلتُ اليكِ مرة أخرى متأخراً ..
متأخراً ..
متأخراً ..
,,,,,
15-04-2008
الى اللقاء مع حلقة ثانية
من ذكريات رحلة حب
مع اطيب الامنيات لكم
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/340713631.jpg (http://www.0zz0.com)
من ذكريات الحب
الحلقة الثانية
(2)
الفرح كائن اسطوري يفرد جناحيه متى ما شاء ، لا متى ما شئنا نحن ..
او لايفردهما الاّ في حكايات الاطفال وعلى وسائد النيام ومخيلة البراءة ..
كنت لا اؤمن باساطير الفرح هذه ، واعزف عن قراءة حكايات الطفولة ، وارفض ان تحتضن وسائد الاحلام نعاسي ، وأنأى بافكاري بعيداً عن أفق الخيال .
كنت افعل كل ذلك قبل ان اشعر بالظمأ الى شطآن الفرح ..
فرح الوطن ..
فرح الصغار يوم العيد ..
فرح الامهات بقرة اعينهن ..
فرح الاشجار بالماء ..
فرح الورود بالندى ..
فرح الطريق بالقادمين من افق بعيد ..
فرح اليوم بأمل الغد ..
كنت لا اؤمن بأن الحزن هو مسيرة الانسان .. ولا الحلم هو الخلاص..
فأمسيت اؤمن باساطير الفرح حين تقرر ان يكون الوطن جرحاً نازفاً في القلب .. قلبك انت .. قلبي .. قلوبنا جميعا ..
امسيت اعرف ان الوجع حقيقة ، لا دواء له حتى في حكايات الاطفال ، لكنني احاول ان اتعلق باهداب الفرح في حكايات الصغار .. هناك قد اجد متسعاً للسرور ، وان كان في الخيال ..
من يحمل الوطن الى شطآن الفرح الارضي .. لنحيا كلنا على ارض من محبة وسلام
بلا خوف
او قلق
او عذاب ..
هل تحملني حبيبتي بين ذراعيك عاشقٌ عصري يحلم ، ليس بأميرةٍجميلةٌ تحمليه على جواد ابيض سحري ، بل بفرصة يلتقط فيها الحبيب الاكبر ، العراق ، انفاسه ويفرح ويبتسم وينتعش انتعاش الظمآن بقطرات الماء الباردة..
ما عادت احلامي صغيرة او شخصية او ذاتية ، صار فرح الوطن حلمي .. بينما اعماقي تائقة الى القهقهة في حدائق الاطفال ..
اريد استرداد طفولتي ، علني اضحك في لحظات فرحاً بلعبة صغيرة او عناق امومي او ترنيمة في سرير هزاز ..
اريد ان انسى اني انتمي لعالم الكبار .. كبار يختارون لنا شكل الموت ويعدّون لنا الاكفان ..
اريد ان اكون طفلً بجناحين ملائكيين لايعرف عن العالم سوى خارطة الفرح ..
يلهو بكرات الثلج والدمى ، وقد يجد في اللعب فسحة للانسلاخ عن هذا العالم الدموي الكئيب ..
لم اعد ، لم نعد نسمع من القياثر سوى انغام الوجع ..
لم تعد العصافير تسمع في الحقول البعيدة سوى اناشيد الهلع ، تهز اعشاشها وتعبث باجنحتها ..
خذيني اليك حبيبتي ، ودثريني كما تدثر الامهات الاطفال في ليالي البرد الشتائية ..
امنحيني جناحي عصفور لاتعبث بهما الحروب ولايهز عشه الرصاص ..
امنحيني من الاطمئنان شيئاً ولو النزر القليل ..
قل ان الوطن في طريقه الى الخلاص ..
الى فرش الدرب بالورود للأطفال ..
الى لملمة الجراح ..
الى سكينة الروح وهدوء النفس ..
الى استقامة الحال ..
الى استنشاق عبير الربيع ..
الى التندي بقطرات الغيث ..
الى احتضان الحياة كما يجب ان يحياها لا كما يريد العابثون
.. فمن قال إن الفرح كائن اسطوري يفرد جناحيه متى ما شاء ، لا متى ما شئنا .. او لايفردهما الا في حكايات الاطفال ؟!
لكم اطيب الامنيات
11-05-2008
http://www7.0zz0.com/2010/01/23/15/125559490.gif (http://www.0zz0.com)
ذكريات
( رحلة حب)
الحقلة الثالثة
(3)
والاخيرة
كهفُ صمتٍ يحتويني منذ وقت غير بعيد ..
بيني وبينه صلة تتجاوز حدود العلاقة بين انسانٍ ومكان ٍ أليف ..
انه بارد الى درجة اكتسابي برودته ..
يجذبني لأكون اعمق نقطة فيه .. لماذا نحلم بدفء نعرف انه رفيق اللحظات العابرة ؟!
كهفي لا يحمل دفئك .. لكن جدرانه تجيد لعبة ارجاع الصدى ..
امنحها خفقات طينية اثيرة ..
تعيدها لي رنيناً لنايات نائية ..
وسط ضجيج العالم اتمنى ان افقد حاسة السمع ، لأحظى ، دائماً ، باوقات ممتعة في سماع معزوفة النايات ..
فأنا لست سوى رجلاً عشقت الحب ، وتوهمت انه العصي على التمزق في حلبات الحرب والحياة ..
ـ الحرب لعبة ..
ـ الحياة خدعة ..
ـ الحرب خدعة ..
ـ الحياة لعبة ..
والحب .. ضحية الخدعة واللعبة ..
وأنتِ .. ما الذي اخذته منك اللعبتان ؟
وكم جرحاً حفرتهِ على صخور شواطئك الخداعتان ؟
وأنا .. ماذا تبقى من رجلِ صاخبٍ امتهن الحب ، ووضعَ أولى لبنات مدرسة له ..
كنتِ انتِ فيها المعلمةِ والتلميذة .. قبل عصف الريح .
عصف لم يُبق ِ شيئاً مني سوى ظل حزن ..
حتى الذكرى اخذت تهرب من فراغاتي ..
تُعري الارصفة والشوارع من خطواتي ..
ومدرستي .. حطام حرب .. بل قل هيروشيما جديدة ..
ودروسي اصداء غائبة في الاثير .. ووجهي رماد الطرقات النائية ، يتناثر على طفلٍ للحب، يتيم ، كان يسمى ذات يوم .. قلبي ..
اما حياتي ، فخفقات بلا اصداء .. وكلماتي صورة محترقة في ألبوم عتيق تلتهمه افواه الغبار .. غبار اللعبة والخدعة ..
وأنتِ تسأيلني ان اعود من الكهف القصي ؟!
في ذلك الكهف يعقد حزني مع الصمت هدنة ..
يتبنى الصمت فمي ..
يمنحني فسحة التأمل ..
هناك .. اعرف انني في مواجهة صمتي ، وقد تفضي المواجهة يوماً الى قرار .. ربما يكون اعترافاً جديداً بالحب ، ولبنة جديدة لمدرسة اخرى وابتسامة تشرق من وراء ظل الحزن ..
وقد يكون اعترافاً بإنّ الحرب لا تمنح أبانها وبعدها فسحة لنعيد بناء الحب ..
في الكهف اتركني اصالح نفسي او اخاصمها ..
قد استدير نحو باب الكهف واهرع الى ذراعيك ، او امنح الحرب ذكرياتي وكل ما أنا عليه الآن ..
فقط ، امنحيني بعض الوقت ، لأعرف أي نوع ٍ من الجراح أنا ..
*****
(2)
هل لي ان احلم معكِ بجزيرةٍ نائية ٍ، في مكان ما من محيط لايعرف العواصف الهوجاء او الاعاصير الرعناء ، كيما احيا بعيداً عن واقع مرير ضاج بالقتل ؟!
هل ان اتمسكَ بالحلم ، في بلد سُفحت فيه الاحلام ، واختلط رمادها بشظايا اجسادنا ، فما عاد الزمن يتسع للحلم ؟!
هل لي ان افرح حين ارى عاشقين يتهامسان ، يخططان للغد ، يسرقان من الزمن لحظات يبتسمان فيها ؟
كيف لي ان استسلم لجموح الفرح ، وأنا كلما رأيت اثنين في بداية طريق الحب ، أسأل نفسي :
أما زال الناس قادرين على الحب بلا خوف؟!
أما زال هناك مزاج للدخول الى عالمه السحري وشواطئه اللازوردية وفضاءاته الرحبة ؟
حين أسأل نفسي هذه الاسئلة ، تجذبني ذكريات الحب الى محطات غادرتها وغادرتني .. ابتسم لحظة مع نفسي ، اشعر بالهدوء يجتاح كياني . . فجأة يهتز جسدي على وقع انفجار يحدث قريباً من مكاني !!
ورغماً عني ، يسحبني هول الانفجار من ذكرياتي ومحطاتي المهجورة ، واستسلم للجرح معلنة ان الوقت لايتسع للحب او الحلم !!
وحين أراك متسمراً امام نشرات الاخبار ، تعلن غضبك لما اصاب الوطن من جراح وخيبات وتقلبات ، وتعبر عن ألمك ، كأي عراقي غيور على بلده ، اتمسك بقناعة انه وقت الغضب ، وما طقوس الحب او الحلم الاّ ترف .. لا اكثر في هذا الزمن المرّ .. انه لايتسع الا ّ للبكاء على الوطن !!
فأبكي ، وتبكي عصافير الصباح على السعفات اليابسات ، ويهبط قمر المساء الى وسادتي ويبللها بدمع الاغتراب ..
ويح هذا الزمن الغادر .. ماذا فعل بنا ، وكيف سمحنا له بالتلاعب بنا وجرح وطننا ؟
ويح كل من حمل خنجراً مسموماً وطعن به جسد الوطن ، وأراق دمه ، واغتال احلامه ، وشوه عواطفه ..
ما عاد الحب هو نفسه .. ولا الحلم هو نفسه .. وماعدنا نحن نحن ..
تغيرت تضاريس الشوارع ، وفقدنا طقوساً من الحياة ، وتغيرنا ايضا ، وتاهت ذكرياتنا في ادخنة المفخخات وبين المقابر .. وهُمنا وما زلنا نهيم في دوامة الزمن . لاندري متى السكون .. متى نحظى بحلم جديد ، جميل ، صافٍ .. في محيط هادئ وجزر بعيدة تحتضن اجنحتنا ومشاعرنا ؟
قل لي ان تسمرك امام نشرات الاخبار لن يطول .. او .. لن يحدث باستمرار ، عندئذ أقول لك ان جذوة الامل ما زالت تتقد ، وإنّ افقاً للحياة قد يتسع ..
,,,,,
مع اجمل امنياتي لكم بالحب والسعادة التي لاتفارق وجوهكم الجميلة
اخوكم علي ابراهيم
5-07-2008