كل دولة تمر بمرحلة حرجة ولابد من تنامي التغيير عبر مرور فترة من الزمن الى تكون الحصيلة ولادة طاقات وقدرات بإمكانها عمل التغير وحتى التغيير .. فمن المعلوم هناك فرق ما بين التغير والتغيير ، فالتغير هو نشأ في ذات الانسان وهذا ما ارادته الاية الكريمة (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) وهذا نداء للانسانية ان مسألة السعادة والهناء بالعيش الرغيد منوط بانفسكم وتغيرها ... اي التغير شيء معنوي . اما التغيير فهو ذلك العمل والجهد المبذول من قبل الانسان لقلب جذور قضية ما او اتجاه معين نحو الافضل والاحسن ، ومن وجهة نظري ان التغيير ملازم للتغير والا فلا تغيير ما لم يكن هناك تغيرا في النفس .
وعلى هذا الصعيد فالعراق لا بد له من وعي وادرك لشعبه كي تنمو بذور التغير النفسي وبالتالي تكون المسيرة وخطها تسير بخط مستقيم ... تعطينا هذه المقدمة نتيجة واضحة ومفيدة بالمقام انه لابد من ان نعي وندرك مفردات الحياة وخاصة المنكر والمعروف لأن اختلاطهما او تداخلهما يربك الحياة ويجعلاهما غابة تحتضن الوحوش والضباع .
اذن صار واضح ان الدولة التي تمر بالمحن والفتن لا يمكن درأها مباشرة او من الوهلة الاولى .. بل يجب ان تستمر لفترة معينة هذه الفترة كفيلة بولادة التغير والتغيير معا على قلة من الاشخاص الذين يتمتعون بمفهوم الانسانية الصحيحة . ولكن تبقى رواسب المعاناة واضحة على الساحة بسبب ان الظلم والجور متفشي في ميادين الحياة وسيكون التغيير صعب في تطبيقة واثباته بل حتى ان المغيرين سيعانون من بعض التهميش والتزييف لرسالتهم المصلحة وهذا ما نراه واضحا وجليا في سيرة الانبياء والمرسلين والائمة عليهم السلام . وهذا ينطبق على الان في عراق المحن والفتن وفي اعتقادي ان الائتلاف لابد ان يكون هناك ادراك ووعي للشعب وهذا منوط بنا نحن الذين رفعنا راية الاصلاح فنحن يجب علينا تحمل عبء كبير من اجل الاصلاح ومن ثم تأتي الرئاسة والزعامة الى اقدامنا كما فعلها امير المؤمنين من قبل عليه السلام . ولكن ما الآلية التي يجب ان نتبعها بصدد ذلك ؟ هل نمسك زمام الاعلام والمال لكي نؤدي التغيير حتى ينعكس التغير وبالتالي الاصلاح يثبت ويستمر ؟ ام هل علينا ان ننزل الى الساحة العملية ونستقرء الآراء ومن ثم نعطي الطريقة المثلى للعمل ؟ على ما اعتقد ان الامر الثاني هو الصحيح فالانبياء والائمة عليهم السلام سنحت كثير من الفرص لتولي الرئاسة والزعامة ولكن الظرف الرئيسي وهو وعي الناس غير موجود فأنتفت تلك الرئاسة بفقدان الوعي ولذا بقوا سلام الله عليهم يوعون بالناس ويفهمونهم في كل ميادين الحياة العملية اذن على ائتلافنا ان يضع نصب عينه هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوعية الشعب وغرس بذرة التغير بنفوسهم لا ان يهتم بالفوز فالفوز – برأيي- تفشي عين الصواب والتميز الاسود من الابيض والصالح من الطالح وبهذا يمكن آنذاك ان نتزعم لكي يكون الامر ساري وفعال ولا يوجد هناك عشوائية وتخبط في اي برنامج وآلية لمسيرة الشعب كونه شعب مثقف وواعي وانساني .