المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعر الشعبي الكبير عبد الحسين ابو شيع***



ام فيصل
22-01-2010, 06:10 AM
الشاعر الكبير عبد الحسين ابو شيع مازال حياً بأثره الخالد الجميل





الكثير من رجال الادب الشعبي الذين نبغوا في هذا المضمار والذين مارسوا كل فنونه وابدعوا فيه وتركوا للناس حرفا يضيء لهم الدرب تبقى ذكراهم عطرة واسماؤهم خالدة ولامعة كالنجوم


فمن من شعرائنا اليوم ومحبي ومتذوقي هذا الادب وكل سائر الناس في مجتمعنا اليوم.. من لم يسمع بالشاعر الكبير الخالد عبدالحسين ابو شبع الشاعر الوطني الذي حفظت قصائده كل الطبقات وتتردد على كل لسان حتى هذه الساعة..

نشأته

ولد العام 1917 في بيئته النجفية الخصبة المعطاء للادب والشعر.. انغرس حبه للادب الشعبي ولا يتجاوز عمره الـ13 عاما فبرز بين فطاحل الشعراء لكونه متوقد الذكاء.. حتى اشاد به امير الشعراء عبود غفلة (بانه سيكون له شأن كبير وفعال في المجتمع) على حد تعبيره.
وفعلا تفتحت اكمام شاعريته فراح يقرض الشعر باغراضه وفنونه الشعرية حتى اصبح نموذجا متميزا بين اقرانه بتجديد افكاره اولا ولكونه ذا مقدرة على محاكاة الناس من خلال كتابته الشعرية المعبرة عن ملامح الواقع الذي يعيشه ثانيا فهنا نلاحظه معبرا من خلال تجربته الحياتية تعالج الكثير من القضايا الاجتماعية وعكس في كتاباته مظاهر الواقع العام.. وكأنه يعيش اليوم:



بعض البشر عالتواف تركض ابحلها
ما تدري يكضي الزمان او محد ابحلها
ظلت تقامر بعدهم تحلم ابحلها
طايش ابن ادم يحزب ما يجي بعمره
للخير ما يهتدي ابحجه ولا ابعمره
هذي نتيجة جميع اليفشل ابعمره
يشغل الناس بمشاكل تعجز ابحلها




فعبد الحسين ابو شبع يؤكد ان الشاعر الشعبي مرآة بيئته.. ينصح ويوجه من خلال كتاباته في تجربته الحياتية التي خاضها ويخوضها مع عامة الناس كما نلاحظ.. في كتابته في هذا الزهيري الذي ينتقد فيه بعض الحالات المذمومة في مجتمعنا:




اتذكر اسنين من عمري خساره فتن
وظلت الحسبات تضهدني لحيلي فتن
جن الشرايع جميع بسكم حالي فتن
جيما على ظهور اشرار البرية نحس
يجعلوك انت البليد وكالوا احنه نحس
تعتزل عن البشر معتزل كالوا نحس
لو عاشرت تبتلي يا ويلك من الفتن




اسلوب خاص ومتميز


كان شاعرا شعبيا جمع في اسلوبه الرقة والمتانة فله اسلوبه الخاص ونهجه المستقل وطابعه المتميز عن بقية شعراء عصره.. ذو اسلوب جميل.. وذو افاق واسعة.. يتدفق شعره كالسيل استطاع ان يبلور اسلوبه بوعي شعري متقدم في الاغراض الشعرية ضمن الحدود الذي يعرفها معرفة اكيدة كما في هذه الابوذية:


انوحن على الاخذ كلبي وفر بيه
وشفته على الجمر حطه وفر بيه
ليش الاضحك بوجهه وفر بيه
يخلي بالظهر طعنات بيه


ونقرأ كما في هذه الابوذية الجميلة المدورة كما عرف بها ابو شبع:


ما ظن استقر الكلب بل لاب
ومن ناده النداء اهذيت بل لاب
مسكت انه القشور ومسك بل لاب
غيري وفاز بالدنيه الزهيه




قابلياته الأدبية
وثقافته الشعرية


كان من ابرز الشباب انذاك متمتعا بالقابلية الادبية وذا ارضية ثقافية شعرية بكونه كان يعيش في عائلة شعرية في بيت عمه الشاعر الكبير ابراهيم ابو شبع بعد ان تتلمذ على يده ونهل من منهله العذب والرائع فكان رمزا للعطاء الزاخر في مدن الفرات خاصة والبلاد عامة كان ينشد ارق الشعر في الرثاء فهو عطاء لا ينضب في هذا الميدان لكون ملحمة الطف المروعة فجرت قرائح الشعراء في المدن العراقية.. فمن هذه المدن (النجف) هذه المدينة التي انجبت فطاحل الشعراء ولم تزل ترفد الساحة الشعرية فيها ظهر شعراء حيث صوروا ما دار في هذه الواقعة المؤلمة لاحداثها باستشهاد الحسين وصحبه الميامين. فشاعرنا (ابو شبع).. واحد من الشعراء الافذاذ الذين اشتهروا بكثرة كتابة القصيدة الرثائية كغيره من بقية شعراء عصره.. فابدع وبرز شاعراً شعبيا له اسلوبه الخاص فكان مصورا بارعا لتلك الاحداث فكان ينشد ارق الشعر في الرثاء تمتاز كل كتاباته باللوعة والحزن والشجن:



هاي المظلومة اتنادي
يا بويه خيل ونار
والخيل اسحك بينه
والنار اتشب اعلينه
يا بويه خيل ونار




عطاء لا ينضب


فهو ينبوع لا ينضب لم يترك بابا من ابواب الشعر الشعبي العراقي ما لم يطرقه فباب الابوذية من الفنون الذي ابدع واجاد فيها فيجد القارئ لذة كبيرة في تجسيده للمثل الشعبي ا لعراقي بقوله:


يكلبي بيش اجبرنك ولحماك
ولا واحد شكف دونك ولحماك
يجيك الضيم من دمك ولحماك
عكب طيبك يجازوك برديه




وحين ينظم الشاعر في تجسيد المثل فيه يبذل كل ما عنده في كل الفنون وهذا ما لاحظناه عند (ابو شبع) في ابوذياته ودارمياته وزهيرياته وهنا يرسم لنا صوراً واضحة في هذا الزهيري:




لو ما اعرفج بشر من صلب ابا وجد
جاكلت ظبيا علاماتج عيون وجد
خليني يمج اتيه بغزل شاعر وجد
يا عذب ماي الحياة ابشوك راويني
للحب روايه صرت للناس راويني
بجامعة حبج ادروس ادرست روايني
نسبة نجاح الدراسة المثل من جد وجد




فشاعرنا ابو شبع ذو رقة عجيبة وذوق سليم.. انه مدرسة شعرية متكاملة الجوانب لكل الاجيال من بعده كان مليحا ظريفا حاضر البديهية يجعل كل كلامه شعرا.. لا يمر يوم الا وقال فيه شعرا فعند زيارته العاصمة الحبيبة بغداد في منتصف سبعينيات القرن الماضي شاءت رغبته ان يتجول في (اليخت) بنهر دجلة الخالد فكان اليخت يجمع مختلف الاجناس من النساء والرجال والاولاد والشيوخ فعند مسير اليخت في النهر وفي تلك الاجواء الساحرة وساعة كانت من نفحات الف ليلة وليلة واذا تفتحت قريحة شاعرنا العاشق اللطيف وهو يدير مسبحته ويردد ويقول لذلك المنظر الجميل الذي تزاحمت فيه الوجوه الجميلة.




مدري الشوك هيجنه لجنه
وحسبات اليعذبنه لجنه
ليخت يجري بنهر دجلة لجنه
ولدان وحواريهه سويه




بعدها يلوم نفسه وينتقدها بسخرية ويختم سفرته بهذا البيت من الدارمي قائلا:




يخت يمشي بنهر دجلة يخايب
لوجنه ما ظليت بيه يشايب


- شاعر الوجد والعشاق


اشهر اعلام عصره انذاك انه شاعر الوجد والعشاق اشتهر بقصائده الجميلة في شتى المجالات وذلك لسعة اطلاعه في الجوانب الحياتية التي عاشها منذ نشأته حتى وفاته فكتاباته مليئة بالصور الرائعة المترفة فيها معاناة انسانية نظيفة تحمل وجهة نظر الشاعر للحياة في قصائده الاجتماعية والسياسية والغرامية فكانت كلها تحمل حباً ولوعة وحنينا للحبيب الغائب الذي احمله هما ثقيلا:


يولفي عود من عيناي
طفي نار البجبدي
ما تنطفي بكل الماي
جي تستعر من وجدي
خفك كلبي ابجناحنه
كبل ما تهمل دموعي
وراد يطير بشواكه
وفز ولزمته اضلوعي
ناديته يكلبي هيد
وساعدني عله موضوعي
يكلي اشلون اهيد اشلون
وجرح افراكهم يدي.. الى آخر القصيدة




فهنا يبدأ اكثر عمقا ويعبر عن حب صادق.. ووصف صادق.. الذي يكمن في روحه العاشقة الولهانة حتى ايامه الاخيرة من حياته..




خل يمشي بخيال اهواي ما راح
وردت يريحني بدنياي ما راح
راح العمر بس الذوق ما راح
انه لساه بعد روحي طريه




التجربة الغنائية


لم تقتصر تجربته الشعرية في كتابته القصائد والموالات والابوذيات بل تعداها وابدع في مجال الشعر الغنائي الذي هو اساس كل اغنية والسبب المهم في انجاحها فكتب الكثير من الاغاني منها اغنيته الخالدة ذائعة الصيت والتي اداها الفنان الكبير ياس خضر:



ارحم دليلي.. واشفي غليلي
يا ولفي انوح اعليك.. اسمع ونيني
وكذلك في اغنيته الراقية والتي ترددت على شفاه اكثر مطربينا ومطرباتنا الريفيات والتي قام بتلحينها الفنان صباح زيارة
كتلك ولك عالباب دلينيلا وين مكصودك توديني
لا وين ما ادري
يالتيهت فكري
كلمة العدله.. يخي حاجيني


والكثير من الاغاني التي يعرفها بعض من مريدي الشاعر ابو شبع منها (حبيبي) والتي لحنها الفنان الراحل كاظم الخطيب واداها الفنان سمير معله صاحب الصوت العذب الذي لم يحالفه الحظ بالظهور على الساحة الغنائية في فترة السبعينيات والتي تقول كلماتها:



حبيبي لا تعذبني
احبك لازم تحبني
وحك شفافك الحلوات
عليهن ألطف البسمات
ما ذبك ابو هيهات
وحبيبي انته متذبني


- رحيله


في 1980/1/29 رحل رحلته الابدية فبرحيله افتقد ادبنا الشعبي العراقي شاعرا مبدعا.. فبرغم غيابه لكنه بقي حاضرا خالدا بيننا.. فما زال حيا بارثه الخالد الجميل.


ارجو ان تكونوا قد استمتعتم
مع تحياتي لكـــم

امير الاحزان:
22-01-2010, 04:22 PM
انتقالة رائدة وفريدة من نوعها
وها هي ام فيصل تأخذنا الى خيام الشعر الشعبي
لنكون بضيافة الشاعر الغائب الحاضر
احدى شعرائنا الشعبيين
الا وهو الشاعر المرحوم
عبد الحسن ابو الشيح
احسنت البوح ..وهذا المداد الرائع
لك خالص مودتي وتقديري

ام فيصل
25-01-2010, 06:05 AM
ولك جزيل الشكر والإمتنان لمتابعتك وحضورك المميز عزيزي الأمير
تحياتي لك ولجميل كلماتك
دمت بكل الخير
ولاحرمنا حضورك المتألق دوما

علي إبراهيم
27-01-2010, 02:57 PM
http://up.foraten.net/uploads/aeb8509021.jpg (http://up.foraten.net)


بارك الله بك اختي الكريمة ام فيصل على طرحك وقبل يوم كنت افكر بطح موضوع حول الشاعر البطل عبد الحسين ابو شبع وقد اسعدت عندما وجدت انك طرحتي موضعه والحمد لله التفت احد الكتاب الى تاليف كتاب عن حياة الشاعر الراحل عبد الحسين ابو شبع وقد صدر الكتاب في بغداد بعنوان " روائع .. عبد الحسين ابو شبع " وهو عبار عن قصائد للشاعر النجفي الشهري اعدها واشرف عليها foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الكعبي ..
وقد قدم لهذه الروائع الشعرية الشاعر الكبير مظفر النواب في مقدمة بعنوان " كلمتي" جاء فيها :
عندما تنبجس خلجات النفس التواقة الى عيون من المشاعر عن تحليق في فضاءات الرؤى الانسانية ، ستطيل بها الخوافي والقوادم مشاطرة ً إيّاها للرفيف والزفيف ، فيراها الرائي من بعيد كأنها ملكة او انها حورية السماء والفضاء التي لم يكن لها اقدام حتى تهبط الى الارض بل تمتلك اجنحة فقط. \

وكذلك هو الشاعر الذي لا يرتضي اللاإرادي المكنون فيه ان يهبط بل يبقى في سماواته وفضاءات عشقه دون كلل او نصب ، وعلى سنين عمر التعارف واللقاء بالكلمة والاحساس وجدنا كثيراً مما يسمى بالخلجات ليس يمشي على قدمين فقط بل انه بعد ذلك يتعكز ولاتحمله اقدامه وان كثرت ،ووجدنا القليل القليل ممن يهدي روحه ال كل العشاق في العالم دون النظر الى اللون او الرائحة ،

فالذي يستطيع الطيران سيختبر المساحات اكثر ، ويرى من الخلائق مالا يراه ذووا العكاز او الاقدام. وكذلك هو شاعرنا الذي نكتب عنه وقد تعارفنا بالكلمة والنظرة والاحساس وانعدمت كل امتار البعد الطيني النشأة، فكاد اقول انه الوحيد في زمانه مزق مكانه وقفز من دون الكثير فوق مسرح وجوده الجسدي ليرى من كان في اخر صف في القاعة حتى تجاعيد وجهه المنهك التعب من انه عاشق بكى فراق حبيبه ، وسألت دموعه على وجه ام كانت اعواد المشانق سارقةً لفلذة كبدها ،

فالمسرح كبير والمشاهد له عين ترى ما يختزله الممثل احساساً لا تصنعاً من اجل حفنة دراهم ، حتى ينتهي المشهد بالتصفيق من قبل المشاهد ، والشهادة منقبل البطل المسرحي الذي قفز فوق خشبة مسرحه من اجل الغير واستشهد تاركاً اثراً دموياً معطراً برحيق الرفض لكل مايسيء الى الانسان والانسان فقط. لقد حملت الخوافي والقوادم شاعراً فقرأناه من بعيد حروفاً على سبورة الواقع لا الخيال ، والحقيقة لا الوهم ، فهو عاشق يبكي ، ومظلوم يتظلم وثم ينتصر ،

هذا هو الشعر ، وهذا هو الشعور ، الذي تجسد في هذه الابيات التي تعكس صورة جديدة من كامرة خفية بارعة ارادت ان تقول اني رأيت هذا الاحساس بعيني لا بعينكم فانا احترم عيونكم ولكنى لا اثق الا بعيني ، وهذه مشاهدتي ستقرءونها في قصائد ما سمعتموها من قبل ، فهي خاصة الخاصة الم الجوع يفوح من حرقتها، عاشرت الا معاصيرها ، فكانت كما فاضت من العيون ، لا كما يريد رأيها تصورها ،

اكاد اقول انها حقيقة شاعرنا الذي نكتب عنه ، عيون ابصرت ابعد من مسافة رؤيتها فكانت كما ترونها ، دوائر ابصار ومعرفة تتسع كما تتسع الدوائر في الماء حين القاء حسرة او دمعة فيه. نحن ننظر لهذا الشاعر من خلال عيوننا ، وللناس والمعاصرين والسامعين لهم الحق في النظر ، ولكننا في هذه المجموعة اردنا ان نقف على غير المسموع وغير المرئي وغير المعتاد . فوجدناه فياضة بالاحساس ، دفاقة بالمشاعر باكية متحسرة على شيء كان يتيماً في داخل شاعرنا الا وهو الانسان ،

فمن هذه الرؤيا ومن هذا الكتاب دعونا ندخل سوية الى يتم "عبد الحسين ابو شبع" الذي ابكى العيون ولم يجد احداً يبكي عليه. في الكتاب الكثير من قصائد ابو شبع منها :الموال والابوذية والدارمي والقصيدة الاجتماعية ..

يتألف الديوان من 520 صفحة من القطع الكبير ، وهو من اصدارات دار السجاد في بغداد . بارك الله بك وشكرا لك سيدتي الاديبة الفاضلة

ام فيصل
19-02-2010, 07:33 AM
شكرا للإضافة عزيزي
واثراء الموضوع
مع كل التقدير لكم