المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصداقة الأبدية ولكن بشروط



علي إبراهيم
22-01-2010, 02:53 AM
الصداقة الأبدية ولكن بشروط


طُرِقَ الباب , ففتحت ربّة البيت الفتيةُ البابَ , لترى ثلاث شباب بملامحَ جميلة فخاطبتهم:


نعم, امر ... خدمة ؟


فأجابوها: نحن جياعٌ وعطاشا


فابتسمت لطريقة كلامهم , وردّهم بشكل جماعي وكأنهم شخص واحد , فاجابتهم: انا لا اعرفكم , ولايمكنني ان ادخل الغريب الى بيتتنا , حتى يأتي زوجي , ولكن يمكنني ان اضيفكم في الباب .


فردوا عليها : نحن لسنا من عابري السبيل , لنأكل بالباب .


فأكدت: حسنا , يمكن ان تنتظروا زوجي كيما نقيم لكم حسن الضيافة , فهو الان في عمل خارج البيت , وكما تعرفون ان الجميع احباب الله فلا فرق بين غني وفقير , فاسمحوا لي الان ان اغلق الباب مع الاعتذار حتى يحضر زوجي .


فتبادل الثلاث نظرات الاعجاب والاحترام مع بعضهم البعض تجاه المرأة وردّوا عليها: حسنا, لاضير, فنحن سننتظر زوجك الكريم .


اغلقت الباب وهي في حيرة من امرهم ومن شمائلهم المتشابهة الموحية بالثراء والسيادة, مع طريقة كلامهم المشتركة باللفظ , وعند الغروب , حضر زوجها , متفاجئا بثلاث شباب متوسدين في غفوة ارضية الشجرة امام بيته,فدخل مستفسرا عن ذلك , لتروي له ربّة بيته ما جرى , وانطباعاتها عنهم , فقال لها زوجها: جيد, سادعوهم كي نضيَّفهم هذه الليلة كعاداتنا ,فلا يجوز تركهم وهم غرباء في الديار على ما أظن.


فتوجه زوجها الى خارج البيت نحو الشجرة لدعوتهم ووجدهم يتهامسون , ما ان اقترب منهم فتبادر الى ذهنه كأنه يعرفهم ,فسلم عليهم وقال: فانا وزوجتي نعتذر لكم , ولكن تعرفون اخلاق اهلنا بالتعامل مع الغرباء .


فردوا عليه: نعم نعرف التقاليد , بل ونحترمها, ولا ضير في ذلك .


فتسائل: كأنني أعرفكم أو رأيتكم في مكان ما ؟


فأجابوه: أِحتمال فنحن كثيروا التنقل جماعة او فرادا , ولا نمكث مكانا الا بشروط فتطول مدة بقائنا .


فأكد عليهم: اتمنا ان تقبلوا دعوتنا وتنزلون الليلة ضيوفا علينا .


فنظر كل واحد منهم الى الاخر وردوا بسرعة: لايمكننا قبول دعوتكم .


فتسائل زوج المرأة بتعجب: لماذا؟


وتبادل الشباب مرة اخرى النظرات , في وسط دهشة زوج المراة , وتكلم كل واحد منهم منفردا, مؤشرا الى واحد منهم, فقال وهو يؤشر للاول: هذا اسمه الغنى .


واشر اخر الى الثاني: هذا اسمه التوفيق .


واكمل الاخير مؤشرا نحو الثالث: وهذا اسمه العشق .


فرد زوج المرأة بدهشة من هذا التوضيح مرحبا: اهلا وسهلا والجميع مرحب بهم !


وعادوا للتكلم جماعيا:عليكم اولا ان تختاروا الان من تضيفوه في بيتكم .


فتسائل زوج المراة : لماذا ؟!


فردوا: ستعرفون عندما تختارون .


فطالبهم بحيرة : اسمحوا لي ان اشاور الاهل .


فشجعوه على ذلك : لك ما تريد ونحن بانتظاركم .


أنطلق حائرا من موقفهم ليشاور الاهل بالاختيار , وكان يدرك , لابد له من الاختيار من اجل الضيافة , فدخل البيت ليشرح لزوجته الامر , وشروط الضيوف للضيافة , وكان طفلهم يستعد للنوم في سريره , فابدى زوجها رأيه امام دهشة ربة البيت من الموضوع:ما رايك بان نضيف الغنى ؟


ولكن ربة البيت بعد برهةٍ من الصمت والتفكير ابدت رأياً مخالفاً : دعنا نضيِّف التوفيق .


فتبحّر كل منهما في زوجه حائرا متفكراً , شاعران بصعوبة الاختيار , فأخرج طفلهما رأسه من الكساء مردداً وهو يتثائب : لماذا تناسيتم العشق ؟ فاختاروه افضل .


فاندهشا كلاهما من التدخل البريء لطفلهما , وكأنها حاجة في نفسه رغب ان يعبر عنها , فلم يجدا في نفسيهما اي نفور من رأيه , فهزّت ربّة البيت رأسها لزوجها ملمّحة بالموافقة .


سارع زوجها الى خارج البيت قاصدا الضيوف تحت الشجرة وقد اسدل الليل ظلامه على الارض , وقد وجدهم قد اشعلوا نارا , وهم في حديث وهمس , مقتربا منهم وتبين من نظراتهم لهفتهم لمعرفة الاختيار , فخاطبهم : تم اختيار العشق , مع اعتذارنا للأخرَين , فقد كان هذا شرطكم الصعب .


فنهض الثلاث وهم يباركون للعشق الفرح من الاختيار , وهو ينطلق مع مضيَّفه الى البيت, ليتفاجأ زوج المرأة ان الاخرَين يتبعانهما,فتسائل بدهشة:لماذا تتبعاننا


فرد الثلاث سوية: اذا ما كنتم اخترتم الغنى او التوفيق على الانفراد , لكان الاخران لايرافقانه , ولكن اخترتم العشق, واينما يتواجد العشق, يرافقه كل من الغنى والتوفيق


****



علي ايراهيم
21/01/2010

امير الاحزان:
22-01-2010, 04:48 PM
فرد الثلاث سوية: اذا ما كنتم اخترتم الغنى او التوفيق على الانفراد , لكان الاخران لايرافقانه , ولكن اخترتم العشق, واينما يتواجد العشق, يرافقه كل من الغنى والتوفيق
*****************************************
كنت اتابع مفردات هذه القصة خطوة بخطوة
كان لتناغم حروفها ايقاعها الخاص
وانا اخذت اعيش مع تلك الايقاعات التي تتردد عبر الحاسوب الى مسامعي
دون ان يكون لها صوت مجلجل
انما كان بهمس ليس له نظير

لك خالص مودتي لروعة ما كتبت

علي إبراهيم
24-01-2010, 03:09 PM
فرد الثلاث سوية: اذا ما كنتم اخترتم الغنى او التوفيق على الانفراد , لكان الاخران لايرافقانه , ولكن اخترتم العشق, واينما يتواجد العشق, يرافقه كل من الغنى والتوفيق

*****************************************
كنت اتابع مفردات هذه القصة خطوة بخطوة
كان لتناغم حروفها ايقاعها الخاص
وانا اخذت اعيش مع تلك الايقاعات التي تتردد عبر الحاسوب الى مسامعي
دون ان يكون لها صوت مجلجل
انما كان بهمس ليس له نظير



لك خالص مودتي لروعة ما كتبت



الاخ الكريم امير الاحزان مودتي وتقديري واعتزازي بمرورك على ما اكتب
هي الحياة يا سيدي إن لم نستطع القبض عليها في الواقع نعيد استحضارها في الأدب, فتكون القصص, يعض ما نتمنى أو بعض مانعيشه
مع مودتي الخالصة

ام فيصل
24-01-2010, 06:37 PM
قصة جميلة
وسرد مميز

سلمت يداك عزيزي على هذا التصوير الجميل
ولاحرمنا روعة ماتتحفنا به من مواعظ ودروس

تحياتي لك عزيزي مع تقديري

علي إبراهيم
26-01-2010, 10:23 PM
قصة جميلة
وسرد مميز

سلمت يداك عزيزي على هذا التصوير الجميل
ولاحرمنا روعة ماتتحفنا به من مواعظ ودروس

تحياتي لك عزيزي مع تقديري
أفتش في ضيا عينيكِ
عن غابات أشعاري
وأطلقها مجنّحةً
مع الأشواق أحلامي
وأعلم أنني أحلم
وأحلم أنني أحيا
بمملكةٍ من الوهمِ

شكرا لكرمك عزيزتي ام فيصل على تشجيعك لنا والحمد لله على سلامتك وعودتك لنا بخير

تحيااتي

ابوصلاح
03-06-2010, 08:46 PM
قصة جميلة جدا كل الشكر لك اخى