المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسائلة و العدالة لمذا الان و لمذا البعض



سالم عطية
21-01-2010, 03:08 PM
لاقى حكم اعدام علي حسن المجيد التاييد من قبل المواطنيين, فقد اصدرت المحكمة الجنائية العليا في العراق باعدام وزير الدفاع السابق علي حسن المجيد (علي كيمياوي) بعد ادانته باصدار اوامر قصف بلدة حلبجة الكردية باسلحة كيماوية مما ادى الى مقتل اكثر من 5000 مواطن عام 1988 و كذلك جريمتي النقل و الاخفاء القسري لمدنيين عراقيين بصفتها جرائم ضد الانسانية. كما حكمت المحكمة ايضا بسجن فرحان الجبوري مدير منظومة استخبارات المنطقة الشمالية بالسجن 10 سنوات و سجن كل من سلطان هاشم foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? وزير الدفاع السابق و صابر عبد العزيز الدوري الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية بالسجن 15 سنة.
ان العدالة القضائية هي امر ضروري و حيوي لادامة النهج الديمقراطي الحر في العراق و هي مطلب جماهيري عام, لذلك تعتبر عملية محاكمة المتهمين حسب التهم الموجهة اليهم و استنادا الى الادلة المادية و الملموسة من اهم ما يميز النظام العراقي الجديد الذي جاء لتغيير الممارسات الخاطئة و الظالمة لنظام صدام السابق و التي ادت الى وقوع الالف من الضحايا الابرياء نتيجة للممارسات التعسفية لنظام صدام.
لقد ارتكب علي كيمياوي الجرائم العديدة و لم يسلم من ظلمه احد من العراقيين حيث قام بقتل العراقين بدون محاكمات او ادلة و حتى ادانة , و هذه بالظبط هي الممارسات الخاطئة التي علينا ان ننبذها و ان نحذفها من القاموس الاجتماعي للشعب العراقي, علينا ان نغلب حكم القانون و العدالة و ان نمكن القضاء من اتخاذ مجراه حتى لو تطلب الامر الكثير من الوقت فنحن لا نريد ان نعيد اخطاء النظام السابق , بل علينا ان نتعلم من الاخطاء و نصحح المسيرة من اجل عراق افضل.
و تتزامن هذه الاحداث مع القرارات الاخيرة لهيئة المسائلة و العدالة باستبعاد العديد من المرشحين للانتخابات القادمة بحجة علاقاتهم مع حزب البعث , هذا القرار جاء مفاجئا و بغير ادلة و براهين دامغة و كذلك لم يتم ابلاغ معظم من شملهم القرار بصورة رسمية او قانونية , بل ان بعظهم قد فوجيء بالخبر من خلال اجهزة الاعلام .و لست مدافعا عن المبعدين لكني اعتقد ان توقيت الابعاد غير صحيح اذ انه يفترض ان يتم قبل فترة طويلة اثناء تكوين تلك الكيانات السياسي و ليس قبل الانتخابات مباشرة مما قد يثير الفوضى, من المفروض ايضا اتحاة الفرصة للمبعدين بالدفاع عن كتلهم السياسية و احزابهم, كما ان شماعة الانتماء للبعث اصبحت بالية فجميعنا نعرف ان ان معظم العراقيين كان في صفوف البعث سواء طواعية ام بالاكراه بظمنهم اسماء سياسين كبار في الدولة العراقية لا يزالون في قائمة المرشحين للانتخابات, اتمنى ان تاخذ العدالة مجراها من جديد و ان يتم معاملة جميع العراقيين بالمساواة و العدالة.

إن الولاء هو المعنى المعبر والمظهر لحقيقة الانتماء الذي يدور ويعمل في فلكه الإنسان . بحسب مقدار التأثير الذي يقع عليه من هذا الانتماء سلبا كان أو إيجابا . لأن الانتماء هو الطبيعة الذاتية والموضوعية التي يعيش فيها الإنسان وهي القاعدة للمنتج من الحراك الإنساني وعلى كافة الأصعدة في الفكر والسلوك . وتتنوع الانتماءات حسب طبيعتها فمنها الفطري ومنها المكتسب . فمن كان فطري فقاعدته ( العرق . الجنس . اللون . ) ولا دخل للإنسان في ذلك لأنه طبيعة ذاتية وموضوعية خلقية أرادها الحق سبحانه للإنسان . أما الانتماء المكتسب فقاعدته ( الدين . السياسه . الاجتماع . الآداب والفنون . الاقتصاد . العلوم . العمل . النظم . أللغه ) . ولجميع هذه الانتماءات الحق في الحياة والوجود والعمل في دائرة الوجود الإنساني ولا يجوز انتهاك هذا الحق تحت أي ذريعة سواء كان بالاستغلال أو الإقصاء أو التهميش أو العنف ومن مارس ذلك بحق أي إنسان فهو متطرف . ومنسلخ عن جوهر العدالة الإنسانية التي رسمتها العدالة الإلهية لبني البشر . ولا ضمان لحق هذه الانتماءات إلا بالانتماء الأكبر وهو الانتماء للوطن . لأنه الحاضنة الأمينة لكل هذه الانتماءات والمدافع عنها وجودا وآمال ومصالح . لأنها مجتمعة تكون هي القوة الفاعلة لتحقيق الخير والتقدم والازدهار وعلى كافة الاتجاهات .
أما تنوع الولاءات فيعتمد على تنوع الانتماءات . وبما إن الانتماءات اغلبها فرعية والبعض منها وقتيه تزول بزوال تأثيرها لذلك كانت الولاءات فرعية أيضا . وكان البقاء دائما للانتماء الأكبر . ألا وهو الانتماء للوطن . لأنه الانتماء الذي يرعى مصالح كل الانتماءات الفرعية . لذلك كان الولاء الأكبر هو الولاء للوطن . وكل من سولت له نفسه أن يقصر بحق الوطن أو يخونه فقد خان جميع الانتماءات . وانحرف عن كل الولاءات . وكان معول من معاول التخريب والهدم بيد أعداء الوطن على الصعيد المحلي والخارجي . واستحق لعنة التاريخ والوطن أرضا وشعب . أما الناس الذين ولائهم المطلق للوطن . فهم الأخيار والنجباء الذين يأخذون على عاتقهم دوما وابدأ عملية البناء والتقدم والخير . وقد خلط البعض وللأسف بين الوطن ونظام الحكم . ونسوا أن الحكومة هي سلطة وقتية وطارئة تحكم الوطن وتقوده نحو الخير أو الشر بحسب صدق ولاء رجالاتها أو خيانتهم للوطن . لذا قدم لنا العقل البشري أفضل الوسائل لوصول الأخيار الشرفاء إلى استلام السلطة وهي الانتخابات النزيهة لضمان التداول السلمي للسلطة . بعد أن اعتمد البعض على الانقلابات العسكرية أو وصول أحزاب شموليه دكتاتورية بروح عنصرية وطائفية وحزبية ضيقة ولاءها لأحزابها لا للوطن . تسهم دائما في تخلف الوطن عن ركب الإنسانية والحضارة وتسود فيه ظواهر التخلف والفقر والعنف والتطرف الذي يورث سفك الدماء والاضطهاد وسلب خيرات الوطن ويبقى نصيب الشعب الحرمان وفي كل شيء . لذلك تبقى عملية بناء الوطن مرهونة بتحقيق الوحدة الوطنية ووصول الأخيار للسلطة . الذين ولائهم الأكبر للوطن وهمهم الوحيد هو الوطن أرضا وشعب بكل أبناءه وعلى اختلاف انتماءاتهم