الانتخابات والناس
هنالك من إخواننا العراقيين من يتفاءل بالخير حيال الانتخابات والقسم الآخر أما لا أبالي وإما يائس حسب رأيه من العراقيين الوطنيين فكلهم عنده سواء ! كالموجودين حالياً . ويؤكد رأيه بهذه العبارة (العراقي خوش آدمي و بس يكعد على الكرسي يصير حرامي).
وفي الحقيقة أن النظر ة الأخيرة خاطئة . لأن العراقيين لا يمكن ان ننسى مروءتهم وغيرتهم وكرمهم ! نعم مع قلتهم ولكن لهم حضور في عالم التضحية والبناء الحضاري . فهل نسينا بأن شعب العراق هو شعب الأوصياء ؟
نعم من الشواهد لدينا شعلان ابو الجون والصدرين الشهيدين وشهداء الانتفاضة الشعبانية قدست أرواحهم جميعاً وغيرهم على مدى الأزمنة . ولا ننسى بأن من يحكموننا الآن قد استلموا الحكم نتيجة فراغ سياسي قد مر به العراق فأتت بهم قوات الاحتلال ونصبتهم كحكومة انتقالية . أو أتوا من دول الجوار بدعم اقليمي . وكلاهما يمتلك القوة والتأييد سواء من المحتل أو من بعض المرجعيات الدينية و الاجتماعية آنذاك . بينما كان العراقي النزيه المخلص الوطني يقبع في بيته كأنه (حلس من احلاس بيته ) وأقصد كأنه قطعة أثاث من بيته فلا يخرج إلا إلى الشارع الذي يسكن فيه . نتيجة عدم الاستقرار الأمني الذي خطط له جيداً وأراده المحتل . فلم يتصدى هؤلاء الوطنيون لقيادة العراق . والبعض الآخر تصدى الآن بعد أن شاهد الواقع المأساوي الذي حصل فأراد أن يساهم في إزالة الضيم عن الشعب العراقي .
بالتأكيد . لا يمكن ان يخلو العراق من الوطنيين المخلصين . ولكن كيف نجدهم ؟
وللإجابة على هذا السؤال نحتاج إلى طرح مقدمة كي تفهم قصدي عزيزي القارئ .
قد نجد شخصاً الظاهر منه النزاهة والاعتدال الديني والأخلاقي و الروح الوطنية . ولكن هل هو هذا الشخص الذي نبحث عنه ؟ بالتأكيد لا . ولا غرابة . بل علينا بعد معرفته معرفة التيار أو الحزب أو الجهة التي ينتمي إليها . هل سيعمل على تحقيق متطلعات الناس الذين رشحوه كممثل عنهم ؟ أم سيعمل لصالح الدولة التي تدعم الحزب أو التيار الذي ينتمي إليه ؟
وأما اللا أبالي فهؤلاء هم الاكثرية فلا يكترثون لشيء . ولا يهمهم امر العراق . ويعتقدون بأن دورهم يقتصر على الانتخابات فقط . وبعد الانتخابات لا تكليف عليهم ! وفي الحقيقة أن هؤلاء هم سبب خراب العراق ! بالرغم من انني اعذرهم لآن اعداء العراق هم الذين قد روضوهم على ذلك وأوصلوهم الى هذا المستوى من التفكير من خلال إشغالهم بهموم العيش المر الذي يمرون به.
إذن على من تقع مسؤوليتهم يا ترى ؟!
بالتأكيد تقع على العراقي المخلص لبلده وشعبه الذي يشعر بالمسؤولية تجاه هؤلاء المساكين . الذين لا حول لهم ولا قوة .
هؤلاء تقع مسؤوليتهم على المثقفين دينياً واجتماعياً وسياسياً من المخلصين الوطنيين . فيجب الوصول إليهم وتحذيرهم من انتخاب المفسدين وتفهيمهم بدورهم في بناء وطنهم . وإلا فأنهم عرضة للخداع والإخضاع من قبل المفسدين فيكونون طريقا لرجوع المفسدين من جديد . فهل انتم فاعلون ؟!
ولأنهم الأغلبية في المجتمع فأنهم سلاح قوي فعال وخطير في نفس الوقت ! ان استغليناه واستثمرناه فالخير للجميع . وان وقع بيد المفسد فانه سيقتلنا به لاحقاً .
نعم بالتجويع والحرمان والذل وسفك الدماء والتفجيرات والمليشيات والطائفية المبطنة والتهجير والتبعية والترويع ونهب الثروات ..... الخ .
وارجوا ان اكون قد وفقت وساهمت في بناء بلدي الحبيب ولو بالنصيحة والكلمة الهادفة عسى ان يتأثر بها اخواني العراقيين فيساهموا في بناء العراق الجريح .