المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أوراق على جناح للريح للضمير الانساني



علي إبراهيم
15-01-2010, 07:29 AM
أوراق على جناح للريح للضمير الانساني
http://illiweb.com/fa/onyx/icon_minitime.gifالثلاثاء يناير 05, 2010 12:02

http://up.arb-up.com/i/00095/6b5r8s9t6ypt.jpg (http://www.arb-up.com/6b5r8s9t6ypt/9074_1144905870jpg.jpg.html)


أوراق على جناح للريح للضمير الانساني



(1)



الضمير الذي ينسون محاسبته !




في زحام الحياة العصرية المليئة بالمتاعب والانشغالات وهواجس المصالح والرغبات ، قد لاتكون هناك فسحة ، ولو ضيقة ، يقف الإنسان فيها لمحاسبة نفسه على ما ارتكبه من أخطاء بحق الناس والمجتمع .. بحق قيمة إنسانية عليا .. بحق المصلحة العامة .


فكم واحداً منا يجد متسعاً ماقبل النوم ، ليراجع تصرفاته في نهار فات ، وإذا ما وجد نفسه مرتكباً خطأً ما في حق إنسان آخر ، فإنه يخضع ذاته لتأنيب الضمير ؟!


كم واحداً منا تلاحقه أخطاؤه النهارية في أحلامه الليلية ، فتظهر له في أشكال رؤى او حتى كوابيس ، مغزاها تنبيهه الى ذنوبه ؟


كم واحداً منا يمتلك فضيلة الاعتراف بخطئِه أمام المعني بالأمر طلباً للسماح والمعذرة ؟!


قد تطول قائمة الأسئلة ، ولايجيب عليها البعض إلاّ بتضمين الأجوبة أفعالاً بصيغة الزمن الماضي في ظل الضمائر المعتلة والأفعال الناقصة ، إذ لافسحة لمراجعة الذات إذا كان هاجس الإنسان مصلحته الخاصة فقط سواء وجد هذا الهاجس في نفسه بحكم طبعه الأناني او جراء تطبعه بما يجد الغالبية عليه ، بعد أن يقول لنفسه : إنهم لايفكرون بسوى مصالحهم ، فلماذا لا أفعل مثلهم ؟!


وهكذا يدخل الى الحلبة معهم مهرولاً نحو نداء الأنانية ..


وبعد أن يستحوذ على مايريد ، يتوقف القلب عن النبض عاجلاً او آجلاً دون أن يأخذ صاحبه شيئاً مما استحوذ عليه ..


لستُ مَن يقول ذلك ، وإنما هو قول الضمير غير المعتل والفعل الصحيح غير الناقص ..


ولكن هل لمَن نسوا محاسبة ضمائرهم آذان صاغية ؟!






(2)


وراء كل مصيبة..نمام ومنافق وحاسد




الحرب تضع الإنسان في مواجهة ضميره، وعند مفترق طرق، فأما أن يختار طريق النجاة ، حين يزداد إيماناً بالله تعالى، ويزداد قلبه حباً للناس، وهو يبكي على قطع اللحم الرمادي المتناثر هنا وهناك.


وأما أن يختار طريق الهلاك حين يلهث وراء مصالحه الذاتية على حساب الآخرين، ومن غير أن تقطر عيناه دمعة واحدة على الذين يذهبون ضحايا العنف والفوضى.


ولاشك في أن ظروف الحرب وعدم الاستقرار تكشف عن معادن الناس، فلا يعود شيئاً خفياً او مموّهاً.. البعض لا يملأ عينيه سوى التراب ، و(لا تنكسر عينه) مثلما نقول بالعامية ، مع إن الحياة تمضي أمام عينيه الى زوال في لحظة غدر.. لحظة يعبث فيها الغادرون بحياة الناس.. وبدلاً من أن يسعى ذلك البعض الى تنقية نفسه من شوائبها ، ينشغل بأمراضه النفسية، ومنها الحسد الذي يملأ قلبه تجاه النعمة التي يختار الله أن تكون من نصيب إنسان آخر، فتراه يحاول بشتى الطرق قطع رزق الآخر بتصيد أخطائه او بتدبير المكائد من ورائه ، وإطلاق لسانه كالمنشار في حرب نميمة ونفاق مع إنه ( كله عورات وللناس ألسنُ )..


وعادة ما يقوم بمثل هذه التصرفات المريضة والوضيعة أشخاص يفقدون الثقة بأنفسهم ، ويتصورون أنهم أقل من الآخرين، او قد يكونون من الواهمين المتناسين أحجامهم الحقيقية..


هؤلاء، يثيرون السخط والشفقة أيضاً ، فالشر في دواخلهم يبعث على السخط ، وقلة قيمتهم بين الناس الذين يدركون حقيقتهم تثير الشفقة.. وليس أمام مَن يلحقه الأذى بسببهم سوى الترفع عليهم والسير ملكاً واثق الخطوة ، وهو خير طريق نحو انتصاره على أمراض الدنيا وقبح النفوس، مادام الناس لا يلطمون النمام والمنافق على فمه حين يتحدث أمامهم بسوء عن شخص آخر ، ويأكل لحمه نيئاً ، ويخطط لأذيته ، وسرقة النعمة من فمه .


إنّ المنافقين والنمامين والحاسدين وراء كل مصيبة ، لأنهم يفقدون الأرض طهارتها ونقاءها ، فالنمّ والنفاق والحسد من أقبح السمات والسلوكيات، فهل يتطهر منها البعض ؟






(3)


متكئون على شماعة الحظ




يصرّ البعض على التقليل من قيمة نجاحات الآخرين حينما يعزوها الى الحظ مستهيناً بحجم الجهد الذي يبذلونه في سبيل الوصول الى ضفة الإبداع والتألق .


وأمام إصراره الأعمى هذا ، نشفق عليه إذ لايجد حجة يتكئ عليها او حائطاً يعلِّق عليه إخفاقاته سوى التقليل من قيمة الامتياز الذي يملكه الناجحون ، وهو امتياز الموهبة الحقيقية وإتقان العمل والإخلاص الفعلي وقوة الإرادة الموجهة على نحو سليم والى الطريق الصائب .


هذه العناصر الأربعة هي جزء مهم من عناصر كثيرة تصنع للمرء حظاً جميلاً ، ولاشك في أن إرادة الخير هي واحدة من الإرادات التي تجلب الحظ لصاحبها ، إذ إن حب المرء لفعل الخير يجعله محبوباً لدى الآخرين مما يرفع من شأنه عندهم ، ويكون ذا حظوة ومكانة ، مما يعني أن الحظ الذي يمتلكه إنما هو من صنع يديه وتصرفاته السليمة ، وليس في الأمر ورقة يانصيب ربحها دون الآخرين .


كما إن الإصرار على تقديم عمل جيد وبمواصفات جديرة بالتقدير هو واحد من مفاتيح الحظ الطيب ، وإلاّ لامتنع الجميع عن إداء العمل الجيد معتمدين على حظوظهم الحسنة او السيئة .


حقيقة أن ما جعلنا نكتب هذا الموضوع مواقف عدة نصادفها في الحياة بسبب أناس فاشلين او أقل موهبة من زملائهم ، لكنهم يظنون أنهم موهوبون وأفضل من الموهوبين الحقيقيين ، وجراء هذا الوهم نجدهم يعتقدون أنهم مغبونون وأن حظهم السيء وراء عدم حصولهم على ترقية في العمل ، او عدم كسبهم محبة الآخرين لهم ، وهم في الحقيقة مسؤولون عن هذا ( الحظ السيء) الذي يرافقهم لأنهم صنعوه بأيديهم من جراء تقصيرهم في أعمالهم نوعاً وليس كماً فقط او بفعل سلوكيات مغلوطة يقومون بها ضد زملائهم او أصدقائهم او المحيطين بهم او من هم أفضل منهم .


إنّ مثل هؤلاء يرتطمون دائماً بجدران مانعة بنوها بتصرفاتهم المخطوءة ويتعثرون بالأحجار من جراء الغشاوة التي تعمي أبصارهم ، هذه الغشاوة التي تجعلهم وبدلاً عن تطوير أنفسهم وقابلياتهم ينشغلون بالنميمة والنفاق والكذب والانتقاص من قيمة الآخرين . وهم لايدرون أن نقاء القلب ورُقي التصرف وإتقان العمل وراء الحظ الجميل .. فحظاً طيباً للجميع .



علي إبراهيم



15/01/2010

</B></I>

ام فيصل
15-01-2010, 10:17 AM
شكرا لك سيدي على هذا الطرح
فقد فتحت لنا ابوابا لااقول بأنها مغلقة لأنها ظاهرة للعيان والكثير منا يعلمها ومنا من مر بها
ومنا من عايش لحظاتها



النفس البشرية مجبولة بالفطرة على حب الخير وربما تكون نزعة الشر فيها كنقطة في بحر
وهو الإنسان نفسه وبيده يعمل على توسيع هذه النزعة الصغيرة لتملأ سويداء قلبه وتوشح روحه بالقسوة والعنف


تأملٌ قليل لحاجة النفس الى نور الإيمان وبصيص من الروحانية كفيل بأن بعمل على تخليص هذه الروح من كل الشوائب العالقة بها والرذائل التي تعتليها


ولكننا نغض الطرف دوما ونسلك اسهل السبل للوصول الى المآرب على حساب انفسنا وعقيدتنا
وتطغي علينا سمة ( الأنا ) وما بعدي الطوفان
وهذه كارثة حقيقة تميت الروح والوجدان وتخلق انسانا غير سوي يدمر نفسه قبل الاخرين



عذرا للمداخلة الطويلة -- فالموضوع يستحق النقاش


دمت بخير عزيزي
مع تقديري

نور الشرق
15-01-2010, 12:14 PM
الاستاذ على ابراهيم

لقد طرحت لنا اليوم موضوع مهم جدا

مهم فى تعاملاتنا

ارجو ان تستيقظ الضمائر النائمة من سباتها

الضمير الحيّ وسادة ناعمة

ثوبك يغسل اما ضميرك


فلا
جرح الضمير لا يلتئم ابداً

الضمير الحيّ عيد مستمر

شكرا لك استاذنا على ابراهيم

لتميزك الدائم فى كتاباتك

لك تحية احترام وتقدير

لك خالص تحياتى



ارجوا مراعاة الضمير فى جميع الشئون

احلى الورود
15-01-2010, 12:30 PM
يسلمووووووو ع الموضوع الرائع

علي إبراهيم
15-01-2010, 07:39 PM
شكرا لك سيدي على هذا الطرح


فقد فتحت لنا ابوابا لااقول بأنها مغلقة لأنها ظاهرة للعيان والكثير منا يعلمها ومنا من مر بها
ومنا من عايش لحظاتها


النفس البشرية مجبولة بالفطرة على حب الخير وربما تكون نزعة الشر فيها كنقطة في بحر
وهو الإنسان نفسه وبيده يعمل على توسيع هذه النزعة الصغيرة لتملأ سويداء قلبه وتوشح روحه بالقسوة والعنف

تأملٌ قليل لحاجة النفس الى نور الإيمان وبصيص من الروحانية كفيل بأن بعمل على تخليص هذه الروح من كل الشوائب العالقة بها والرذائل التي تعتليها

ولكننا نغض الطرف دوما ونسلك اسهل السبل للوصول الى المآرب على حساب انفسنا وعقيدتنا
وتطغي علينا سمة ( الأنا ) وما بعدي الطوفان
وهذه كارثة حقيقة تميت الروح والوجدان وتخلق انسانا غير سوي يدمر نفسه قبل الاخرين


عذرا للمداخلة الطويلة -- فالموضوع يستحق النقاش

دمت بخير عزيزي

مع تقديري



أيني وأين السائرون على اللظى
يا موطنَ الأوجاعِ يا عين الرضى !




لملمْتَ أطرافَ الفضاءِ بــ ( خاتمٍ )
والـ ( شبرُ ) من حرَمِ ( الخليفةِ ) كالـ فضا !



ونبيتُ نلعنُ في الظلامِ جراحَنا
وإذا أفقنا .. فهي من حكم القضا !




يا أغربَ الأوطان حتى جُرْحُهُ
يُعطى بمنّةِ سيّدٍ أو يُنتضى !




من أين أبتدئ الحكايةَ موطني
وهل البدايةُ فيك إلا : وانقضى !


صرّحتُ عن حبي .. علامَ شنقتني
ويلفني بالموتِ خِبٌّ عرَّضا !

أغضتْ عيونُ ( الطين ) في طرقاتنا
وكذا عن الطرقاتِ ( قصرُك ) أغمضا !




مالي أرى فيك الظلال كئيبةً !
حتى المساءُ إذا ذكرتك أرْمَضَا !!




نهضتْ بنا الأجسادُ متخمةَ الحشا
وتعثرتْ أرواحنا انْ تنهضا !




إني أحدقُ في ثراك مسائلاً
عن منزل الوحيين سا عة أومَضَا


ويجيبني وجَعُ التراب : لقد مضتْ
ذكرى الهداية بعد ( foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? والمرتضى) إذ مضى !
******
وانت كذلك سيدتي ام فيصل
انت بارعة في التقاط صور الحياة
والوقوف عندها للخروج من مآزقها
فنحن بحاجة للوقوف والتأمل والخلوة
لاسترداد عافية المضي في طريق ان نكون
اناس يستهدفون الخير لبناء السعادة
في الحياة ولو النسبة ذات المعقولية
للخلاص من شرور النفس والاهواء ..

تحية تقدير لحضورك الطيب
جزيل شكري لمتابعتك
لك خالص دعائي

علي إبراهيم
15-01-2010, 07:43 PM
الاستاذ على ابراهيم


لقد طرحت لنا اليوم موضوع مهم جدا

مهم فى تعاملاتنا

ارجو ان تستيقظ الضمائر النائمة من سباتها

الضمير الحيّ وسادة ناعمة

ثوبك يغسل اما ضميرك

فلا
جرح الضمير لا يلتئم ابداً

الضمير الحيّ عيد مستمر

شكرا لك استاذنا على ابراهيم

لتميزك الدائم فى كتاباتك

لك تحية احترام وتقدير

لك خالص تحياتى




ارجوا مراعاة الضمير فى جميع الشئون


باقة ورد لك
عزيزتي نور الشرق
يملؤني شعور بالإمتنان لجمال حضورك ، فقد أضئتِ صفحتي بشموع قلوبك الطيب وأفكارك الجميلة .
أشكرك لحضوركم
أشكرك لكل كلمة وردت في تعليقاتك التي توقفت عندها ملياً .
ودائماأقول لنفسي إن التعليقات التي ترد الى اي موضوع لي تلقي على كاهلي مسؤولية أن أحرص كل الحرص على ما انشره ، لاسيما في منتديات الفرات.
ثناؤك يزيدني تواضعاً ، فشكراً لك
تحياتي لك بحجم الوطن والمحبة والنقاء

اخوكم علي ابراهيم

علي إبراهيم
15-01-2010, 07:44 PM
يسلمووووووو ع الموضوع الرائع


باقة ورد لك يا احلى الورود
أشكرك لاطلالتك البهية على صفحتي
تحياتي

ذوق حساس
15-01-2010, 10:53 PM
والله يا اخ علي
كلماتك معبرة عن هاذي الايام موضوع يستاهل ان نقف عندهو

تحياتي لك

علي إبراهيم
16-01-2010, 12:20 PM
والله يا اخ علي

كلماتك معبرة عن هذهِ الايام موضوع يستاهل ان نقف عندهُ



تحياتي لك


حياك الله سيدتي موفقة لكل خير ونسال الله ان يجنبكم شر الحاسدين
ويجعلكم من محبين ال ال بيت عليهم وعظم الله لك الاجر في مصائب ال البيت عليهم السلام
لك اسمى تحيااتي وتقديري

بلسم الروح
16-01-2010, 06:49 PM
تعجبني مواضيعك استاذي العزيز

اختياراتك لنوع مواضيعك موفقة دوما

وتقودنا الى هدف ننمي به عقولنا ونبحر في قرائتها

والتمعن بها ففيها من الاهداف القيمة الكثير ..الكثير

تسلم الايادي ايها الرائع المميز

اسعد الله بالخير ايامك وجزاك الله خيرا

تحياتي

علي إبراهيم
16-01-2010, 07:14 PM
تعجبني مواضيعك استاذي العزيز

اختياراتك لنوع مواضيعك موفقة دوما

وتقودنا الى هدف ننمي به عقولنا ونبحر في قرائتها

والتمعن بها ففيها من الاهداف القيمة الكثير ..الكثير

تسلم الايادي ايها الرائع المميز

اسعد الله بالخير ايامك وجزاك الله خيرا

تحياتي

لافائدة من المشاركة والسرد اذا لم تكن تقتضي هدفا ساميا للوصول الى الحياة الافضل
والا يكو ن عبثا وقضاء وقت ثمين بلا هدف هذا يعتبرسفه في العقل

سيدتي الفاضلة بلسم الروح: منذ شهور وثمة في مكتبي ، باقة ورود بهية الالوان بحجم شجرة دفلى صغيرة ... ومع ذلك فلم يسبق أن اقتربت منها نحلة أو فراشة .... بينما توجد أمام النافذة " أصيصة " فخارية ليس فيها غير حفنة أعشاب نبتت من تلقاء نفسها بفعل المطر ... لكن فراشات كثيرة دارت حولها ، وأكثر من عصفور حط عليها ... وإذن : أليس من حقي أن أحب حفنة الأعشاب تلك أكثر من حبي لباقة الورد الإصطناعية الملونةالزهور ، وأن أشكر المطر الذي حبا العشب بالنبض ؟

أعني : أليس من حقي أن أبتهج كل الابتهاج لأن فراشة ذائقتك حطت على عشب مقالتي ، فقدمت ِ لي دليلا يثبت أن عشب كلماتي جدير بالإحتفاء لأنه عشب حيّ ـ وليس زهورا اصطناعية ؟

شكرا لفضلك أيتها الممطرة محبة وعذوبة . ... شكرا لك اديبة فكر مبدعة .. وشكرا لك مطر ذائقة عذبة .