المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاديب الساخر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الصافي النجفي ..... غربة الــروح‏..‏ ووهــج الإبــداع



ام فيصل
12-01-2010, 12:30 PM
التعريف بالشاعر:



ولد شاعرنا foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? علي الصافي النجفي في مدينة النجف الأشرف عام 1894م "لأب من أسرة حجازية الأصل وأم لبنانية من مدينة صور"،"تنحدر أصوله من اسرة علمية دينية مرموقة يتصل نسبها بالإمام موسى الكاظم وكانت تعرف بآل السيد عبد العزيز "،وتلقّی دراسته في مدارس النجف، ثم انتقل إلی إیران،أو هرب الى ايران بعبارة اصح وذلك فی العشرین من عمره في عام 1920 حيث أصدر الحاكم الإنكليزي أمراً بإلقاء القبض على الصَافي لكونه من المحرضين على ثورة العشرين ومن فاضطر إلى مغادرة العراق إلى إيران واستقر بولاية شيراز وهناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس وتابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات وناصر في مقالاته وشعره الثورة الدستورية في ايران التي عرفت بحركة"المشروطة" فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه علي الجارم وforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? أمين من العربية إلى الفارسية لتدرّس في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية اذ تعتبر أفضل ترجمة لأنه نقلها عن الأصل الفارسي وطبعت للمرة الأولى في طهران"، حیث قال الصافي بعد فراغه من التعریب:«...ولما أكملتُ التعریب عرضته علی أدباء الفرس فقابلوه بالأصل وأكبروه غایة الإكبار.. وإلیك ما فاه به أكبر شعراء الفرس وهو محمد حسین بهار الملقب بـ(ملك الشعراء): إن بعض التعریب مع كونه مطابقاً للأصل جداً فهو یفوقه من حیث البلاغة والأسلوب كهذه الرباعیة:




لم یحظَ في الدهرِ من وردِ الخدودِ فتیً إلّا وكابدَ من أشواكه العَطَبا



أنظرْ إلی المُشطِ لم تبلغْ أناملـُه أصداغَ أغیدَ ما لم ینشعبْ شُعَبا




والرباعیة الآتیة:


أیا فلكاً یربّي كلَّ نذلٍ ولیس یدورُ حسبَ رضا الكریمِ



كفی بك شیمةً أن رحتَ تهوي بذي شرفٍ وتسمو باللئیمِ »





ثم عاد إلى العراق بطلب الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم بلده فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية لثلاث سنوات.
وفي عام 1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء على إثر وعكة صحية ألمت به، وكان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. وعندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام 1941 أدخل الصافي النجفي السجن بأمر السلطات الإنكليزية على إثر الأشعار الوطنية التي راح ينظمها ويهاجم فيها الاستعمار والمستعمرين حتى ألهب حماس العراقيين، ومكث في التوقيف ثلاثة و أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه الشهير (حصاد السجن)،الذي يعد ظاهرة فريدة من نوعها في أدبنا الحديث، وأهداه لكفاح الشعب العراقي ضد الانجليز وعملائهم قائلا:





لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا لليثِ الغابِ أو للعندليبِ...



ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب





وقد حرص الشاعر علی إبقاء حصیلة أشعاره في السجن بعیدة عن النشر لأسباب لم یفصح عنها في حینه ومن المرجح أنها كانت سياسية.



أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين إيران و سورية ولبنان وكانت المقاهي ضالته في دمشق فكان يرتاد مقاهى (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين. كان الصافي قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) وكان من أصدقائه بدمشق الدكتور عبد السلام العجيلي وفخري البارودي وبدوي الجبل ومحمد الحريري وforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الجندي وعمر أبو ريشة وسعيد الجزائري. ومن أصدقائه في لبنان الشاعر القروي وميخائيل نعيمة ومارون عبود وغيرهم.


وفي خلال إقامته في لبنان كان يرتاد مقهى الحاج داود ومقهى البحرين ومقهى فاروق وفي المساء كان يأوي إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو)."





حياة الغربة والتشرد والسجون:


عاش الصافي النجفي حياة عجافاً، حياة ممزقة بين السقم واليتم والألم والحرمان؛ مات أبوه ولم يبلغ الثانية عشرة، وتوفيت أمّه ولم يكمل السابعة عشرة من عمره، فداهمته الأحزان والعلل، حتى قال في ذلك:






أسیرُ بِجسمٍ مُشْبِهٍ جسمَ مَیِّتٍ كأنّي إذا أمشي بهِ حامِلاً نَعْشِي





وعاش غريباً داخل نفسه وغريباً بين أهله وعشيرته "بل الغريب من هو في غربته غريب "كما يقول أبو حيان التوحيدي. فكتب الصافي، بحسّ مرهف وبدمع ذارف، أجمل قصائد الغربة، والمعاناة من السجن التي وصفها بالغربة داخل الغربة لأنه سجن خارج وطنه (أری في غربةِ الإنسانِ سجناً فكیف بسجنِ إنسانٍ غریبِ؟! )، كما عبر عن ذلك في قصيدة "شاعر وأزهار"إذ يقول ونحن نلمس في قوله عذوبة لغة هذا الشاعر وفرط حساسيته الممتزجة بالألم والمعاناة:






أقبّلُ الزهرَ في الأغصان مـزدهِياً وما تسوغُ كفي قـطفَ أزهارِ



جرّبتُ من غربتي ما لستُ أحـمِلهُ فما أكلّفُ غيري غربةَ الـدار



تموتُ للـغربةِ الأزهارُ إن قُطِفـتْ فكيف يحيا غريبٌ رهنُ أسفار؟



لو كان يحملُ حسَ الزّهرِ مغـتربٌ لماتَ كالزهرِ من همٍ وأكـدار



يبدو لي الزهرُ تزدانُ الصدورُ به مثلَ الشهيدِ بلا جرمٍ وأوزارِ






" طاف الصافي مدناً ودولاً عديدة منفياً مطارداً من أنظمة متتابعة تسلطت على حكم البلاد ورفعت الشعارات الكاذبة لتخدير عقول أبناء الشعب العراقي وساهمت في تثبيت أقدام المحتلين والدخلاء،اكثر من خمسين عاماً قضاها بعيدا عن العراق تطلب رأسه جميع الحكومات، وتهاجم قصائده كل الحكومات."


وهكذا فقد كان الصافی شریداً من كید حكام الجور الضالعین فی ركاب الاستعمار لرفضه وجود المحتلین الأجانب لبلاده وكان الصافی یكن كرهاً شديداً للإنجلیز بسبب جرائمهم فی العراق والدول العربیة حیث یقول:






أحاربُ جیشَ الإنجلیزِ لأننی وقفتُ علی نصرِ الحقیقةِ مِخْذَمي



أحاربُهم حربی لكلِّ رذیلةٍ إلی کلِّ شیطانٍ إلی کل أرقمِ



أخاف إذا ماتوا تموتُ أبالیسٌ فأبقی بلا لعني لهم نصفَ مسلمِ



تحاربُهم روحي وکفي ومنطقي وإن همْ نووا قتلي یحاربْهم دمي!







ويبدو واضحاً من تلك الأبيات مدى الكره والبغض اللذين كان الشاعر يضمرهما للإنجليز ؛فهو يعتبرهم رذيلة ورجساً على الارض، بل هم الشيطان نفسه، وهم يحملون صفة الغدر كما يحملها الثعبان في أسوء أنواعه.


مرّت بالصافي السنون، وحياته سجال بين المرض والمنون. بيد أنّ النضال كان يهبه أسباب الحياة، ويُلبس خصومه عوامل الخواء،وكانت لعناته منصبة على بريطانيا أم الفساد، والسبب الرئيس وراء كل المشاكل التي نعاني منها:





خسئتْ إنكـلترا واللهُ أعـمى مُـقلتــيْها



قبرُها في كـلّ أرضٍ حفـرتْه بــيديـْها



سجنتني دون ذنــبٍ غير لعني أبــويْها



أمّنت حربي، وسجني يعلنُ الحربَ عليها!





بقي الصافي عليلا تحت المعالجة إلى أن وافته المنية يوم 27
7 - 1977 وهو في الثمانين من عمره، وبعد وفاته أقامت له وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والفنون مهرجاناً تأبينياً شارك فيه كبار الشخصيات الأدبية والشعرية في العراق والوطن العربي ومما جاء في كلمة سعيد فرحات (ومهما تكن آراء النقاد في شعر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الصافي النجفي، فهو بحق ظاهرة قوية منفردة في شعرنا العربي، له شخصيته التي لم تتأثر بأحد، وله قوته اللغوية والشعرية الخاصة فقد ملأ مكانه بجدارة في أدبنا العربي الحديث. عاش فارساً رحالة ومات شهيد أحداث أمته التي أحب صحاريها وجبالها الخضراء"."


ومن أعجب العجب إنه لم يقم للصافي النجفي مهرجان تكريمي في حياته، رغم كثرة المعجبين وعظم مراتبهم، أو أمسية تكريمية في حياته، وقد تحايل عليه الكثيرون، لكن بلا طائل، لأنه لم يألف المجاملة. وحصل أن همس بأذنه أحد المعجبين، من الذين لا يعرفهم، قائلاً أنت «الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصدى» فاعتبر هذا مهرجانه، لخلوه من المجاملة والمحاباة وما إليهما، وعندها قال:




جاء مَنْ لم أعرفه، قال سـلامُ قلت مَنْ؟ قال مَنْ بشعرِك هامُوا



كان ذاك السلامُ لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـامُ!





وقد ترك الصافي النجفي أربعة أبيات من الشعر ولكنها كانت كافية لرسم صورة لحياته‏,‏ قال‏:‏





أصارع البرد في سراج

يكاد من ضعفه يموتُ





في غرفة ملؤها ثقوب

أو شئت ملؤها بيوتُ





يسكن بها بلا كراء

فأر وبق وعنكبوتُ





هذي نداماي في الدياجي

عاد بهم شمل الشتيتُ







هكذا هي حياة العظماء دوما -- سلسلة حافلة



بالإنجازات والمعاناة




مع تحيـــاتي للجميـــع

محتاره
12-01-2010, 01:12 PM
سلمت اناملك يا غاليه

موضوع يستحق القراءه بحق


وفايف استار لعيونج

مودتىى الخاااالصه

امير الاحزان:
12-01-2010, 03:25 PM
احسنت يا ام فيصل

والتصفيق قليل بحق اناملك التي صاغت الحرف من ذهب
عن شاعري المفضل
فكل ما كتب عنه يبقى بنظري قليل بحقة
وما قمتي به يستحق مني الثناء لشخصك الكريم
لك خالص مودتي وتقديري

ام فيصل
18-01-2010, 03:08 PM
منور يامحتارة
اتمنى التواصل الدائم هنا للرفد من روعة شعراء العراق وسيرهم

كل الشكر للمرور العطر والتقييم
مودتي

ام فيصل
25-01-2010, 05:56 AM
كل الشكر لحضورك وجميل ردك عزيزي أمير الأحزان
ولاحرمنا اشراقتك الدائمة
وروعة سطورك

مع تحياتي لك