علي إبراهيم
06-01-2010, 06:04 AM
كأسُ الأحلام الأخير
أأريدُ أن أكتب لكِ واليل قصير لا يتسع ،.. أريد أن أناديك والصوت قاصر فلا يكفي ،.. وأحار .. على أيما ذراعٍ تتكئين ، وقد تكللتِ بألف خريف .. أحار .. على أيما جدارٍ سأعلق وردة ضحكتك النارنجة ، وكل جدران العمر مشققة والأمسيات نزيف ،.. يا نائية كما الطهر .. أريد أن أصليك فمن ذا الذي يغسل خطاياي لأقف خاشعاً ، نقياً أمام عينيك ؟..
أتعثرُ بالأعتذار لأقول أحبكِ .. مسطول بكِ ، أنت الكأس الاحلام الآخير ، وأنت الحلم واليقظة ، الكلام والسكوت الضحك والأحتقان ، الغيمة والجفاف ، الليل والفجر ، الخطيئة والبراءة الشحوب والعافية ، الظمأ والأرتواء ،... الحرقة والهدوء ، الكياسة والصعلكة ،.. الرجاء واليأس ، والحقد والتسامح ..
أيها الطاغية الحسن حتى أحتباس الكلام ،.. يا نسغاً وردياً يعربد في أصابعي ، يا فرجة الباب التي أبتسمت لها صباحاتي أتوضأ بجنوني وأتأمل يومك الأخير .. عطرك يصخب في الممر ، جفلة عينيك ، أصابعك ترمي الحقيبة ،.. عينيك تستفزان شوقي ،.. دعاباتك الهامسة ،.. رجفة الخوف والشوق في طير شفتيك ،.. أيتها الأنيقة مثل كالبتوس البيوت ، كالبتوس الطفولة ، أتأملك كالمتصوفة ، وأتمتم بك ،.. يسائلني الصمت عن سر صمته ،.. تسائلني الضحكات عن سر خصومتها .. يسائلني الوجه الذابل في المرايا ،.. القلم الحائر بين الأصابع وعلى كتف الورقة ،.. يسائلني المقهى عن سر الشرود ، والسيجارة عن سبب أرتعاش الأصابع .. وأحار .. أيما قلق يفضي إليك .. أي جنون يستبد بنا .. لماذا نتأوه وحدنا "كجرحين عدوين ألقتهما الحرب في خندق واحدة ".. أعيدي إلى طفولاتي التي أحرقتها الكتب ، أعيدي أياي إلي كي استقيم وجلا وحياء وخفة ، فمنذ أغلقتِ باب الفصول تعثرت النهارات في الارتباك ،..
أنت الحلم والأبد .." فكوني حلماً لتظلي إلى الأبد. "
يا أندلسي الضائعة .. أنا عبد الله العاشق
مترنحة هذي الليلة ، البحر كأسي وأنت الهذيان .. السكرة خضراء وأنت الطيف ، يا أطيافك تسلب يدي وعيها ، تؤرق الورقة التسقط في سماء الحبر ، يا خاطرك يلتف على صاريتي.. فيصاب الهواء بدوار الحسن ، تنثني الريح مثل خيط بخور ، يعربد في خطوط الموجة ألف طير .. يا برقك الخاطف النبيل يضيء عيني التي أزحم العشو فيها .. يا وحدتي أتدحرج في مفرداتي ولا ارتطم إلا في شبحي ..
وها أنت تطلقين خيل حضورك في ومضة حلم .. هل كان حلماً .. ذاك الرعد المحزون الينقض على كلس الروح ..؟!.. ما الذي يكبلني لبداوة عينيك يا أرقة ؟.. أختل الليل حين أعلنك الشارع .. لماذا .. أصيبت الساعة بالدوار وتراكض أطفال عيني إلى شرفات الوهن .. أيقظت عيوني .. وتراقصت أصابعي .. كيف استبدلت حال بحال وسماء بسماء ورعشة بتصاخب وأرقاً بدوار ؟..
من أيما غفلة انفجرت في احتراقي .. يا دهشة .. يزرعني الوهم ويقطفني السراب .. هل أحبك بهذا الاتساع ..؟.. كيف .. ألست من زرع الصيف في شجرة الخاطر .. ومن نثر نحل القلق في واحة الرأس .. خذي أنهارك واعيديني إلى عطشي ..خذي البحر الطفل الذي لا يركض في رمل عينيك .. خذي الشوارع التي لا تتغنج إلا بمرورك .. خذي الرحب واعيديني إلى سجن هدوئي .. فمن المؤلم أن لا يراني الهدوء إلا حين أقف في إطار نافذتك .. يا هواء يكتظ في حشرجة مللي .. استقيمي في غدي لتفيق القيامات ويتراكض العشاق ويتكأ الضوء على شعيرات الأوردة..
يا اندلسي الضائعة .. أنا عبد الله المحزون .. أحرق مدائني .. أغادر تاجي .. أضيع ازدهاري وأسكن في وجلك .. لأقدم عذراواتي قرابين لورد ترابك .. يا الله .. ما لهذا الأتساع يخفق في صحراء الأوردة ، ما للأرتباك يندس في فصاحة الوقار .. ما للثلج يركض في أصيافي يكتب أسمك كالمشعوذ .. ما للأرتجاج يبتلع براكين غضبي ..أنا عبد الله العاشق أناديك يا أندلسي الضائعة .. البحر فصيح الحضور والنار تتسلق أذرع سفني .. ولا مناص من اقتطاف وردة الدم تحت شرفاتك .. يا لؤلؤة الصدمة أثريت عيوني ؟.. يا غار هناءاتي أشهد إني رأيتك .. أشهد إنك واحدة .. وما يلي عدم
أدق على خضرة بابك
أرتد إليك يا فيض الجلال ، واستميحك الحزن لتهدأ مقلتي ، فمذ ارتبكت عيني بوهج شراعك خاصمني الهدوء .. واشتعلت نار الفتنة في وجلي .. كيف احتويني وأنت الزئبق يلتم في أوردتي ، فأذوب فيك كما الأنفاس في هلع العواصف ..
أيتها الجمرة ، لا شيء حوالي غير دخان الملل ..
كيف أخرج مني ؟.. كيف أغادرني ؟
كيف أنفض قمصان أيامي من جمرك وثلجك وأنت اليانعة وأنا اليباس ؟
كيف أتجرد منك وأنت الجذع وأنا البرعم ؟
ياالتي أُشبهُها حد أشتباهي بها .. في صدرك المليك ينام النبض القادم ، وعلى راحة كفيك التشبه حجرتي ، أرسم مدني وخطوطي وسكوني وشجيرات وهمي ...
وفي أكمام ضحتك يهدأ فجري ..كيف أخرج منك وأنت تدقين اوتادك في رئتي كل ليل ..؟ معذرة يا اتجاهي الوحيد .. سأدق على خضرة بابك حتى تسيل عيون الأيام ندما ورجاءات .. دما وطيوراً جريحة .. ثلجاً وندى وضجيج نار .. حبراً وغيوماً..
يازهرة الغرور ..ما عاد الندى يتمخطر في الوقاحة .. لا باب ... ولا نافذة ولا سماء ولا شراع ، ولا فسحة ولا خرير صوت ولا تغريدة كف .. ولا ضحكة ورقة ..
أقف مثل جدار عجوز هجرته الأكتاف ، وخربشة الصبية ، وغبار الخطى ، ووشوشة المطر .. ومعاطف البرد .. أبحث عن سقف ونافذة .. وأتكاءة امرأة الليل على احتراقي .. أيتها الموجة لاحد لمدك اليضرب خاصرتي بالبرد والملح والارتعاش .. منفرداً وقد انحنت صارية العمر وتخبط الشيب على وجنات الجدل وتجعدت الدروب تحت وهن الخطى ..
اتدفق في نهر يحف بي شجر التين وشموس محمرة .. السنا يهطل في سكوتي رماداً ونيازك بلا ألسن .. يا شرفتي في أنتهاء السراب ، نائية أنت والطرقات أحلام خادعة .. والخطوة تراب ..
فكيف أنالك وأنت الاستحالة وأنا وساعاتي المالحه ، نشهق بأسمك علّ منالك يقترب وتسقط تفاحة الغد سهواً بيدي .
علي إبراهيم
02/01/2010
</B></I>
أأريدُ أن أكتب لكِ واليل قصير لا يتسع ،.. أريد أن أناديك والصوت قاصر فلا يكفي ،.. وأحار .. على أيما ذراعٍ تتكئين ، وقد تكللتِ بألف خريف .. أحار .. على أيما جدارٍ سأعلق وردة ضحكتك النارنجة ، وكل جدران العمر مشققة والأمسيات نزيف ،.. يا نائية كما الطهر .. أريد أن أصليك فمن ذا الذي يغسل خطاياي لأقف خاشعاً ، نقياً أمام عينيك ؟..
أتعثرُ بالأعتذار لأقول أحبكِ .. مسطول بكِ ، أنت الكأس الاحلام الآخير ، وأنت الحلم واليقظة ، الكلام والسكوت الضحك والأحتقان ، الغيمة والجفاف ، الليل والفجر ، الخطيئة والبراءة الشحوب والعافية ، الظمأ والأرتواء ،... الحرقة والهدوء ، الكياسة والصعلكة ،.. الرجاء واليأس ، والحقد والتسامح ..
أيها الطاغية الحسن حتى أحتباس الكلام ،.. يا نسغاً وردياً يعربد في أصابعي ، يا فرجة الباب التي أبتسمت لها صباحاتي أتوضأ بجنوني وأتأمل يومك الأخير .. عطرك يصخب في الممر ، جفلة عينيك ، أصابعك ترمي الحقيبة ،.. عينيك تستفزان شوقي ،.. دعاباتك الهامسة ،.. رجفة الخوف والشوق في طير شفتيك ،.. أيتها الأنيقة مثل كالبتوس البيوت ، كالبتوس الطفولة ، أتأملك كالمتصوفة ، وأتمتم بك ،.. يسائلني الصمت عن سر صمته ،.. تسائلني الضحكات عن سر خصومتها .. يسائلني الوجه الذابل في المرايا ،.. القلم الحائر بين الأصابع وعلى كتف الورقة ،.. يسائلني المقهى عن سر الشرود ، والسيجارة عن سبب أرتعاش الأصابع .. وأحار .. أيما قلق يفضي إليك .. أي جنون يستبد بنا .. لماذا نتأوه وحدنا "كجرحين عدوين ألقتهما الحرب في خندق واحدة ".. أعيدي إلى طفولاتي التي أحرقتها الكتب ، أعيدي أياي إلي كي استقيم وجلا وحياء وخفة ، فمنذ أغلقتِ باب الفصول تعثرت النهارات في الارتباك ،..
أنت الحلم والأبد .." فكوني حلماً لتظلي إلى الأبد. "
يا أندلسي الضائعة .. أنا عبد الله العاشق
مترنحة هذي الليلة ، البحر كأسي وأنت الهذيان .. السكرة خضراء وأنت الطيف ، يا أطيافك تسلب يدي وعيها ، تؤرق الورقة التسقط في سماء الحبر ، يا خاطرك يلتف على صاريتي.. فيصاب الهواء بدوار الحسن ، تنثني الريح مثل خيط بخور ، يعربد في خطوط الموجة ألف طير .. يا برقك الخاطف النبيل يضيء عيني التي أزحم العشو فيها .. يا وحدتي أتدحرج في مفرداتي ولا ارتطم إلا في شبحي ..
وها أنت تطلقين خيل حضورك في ومضة حلم .. هل كان حلماً .. ذاك الرعد المحزون الينقض على كلس الروح ..؟!.. ما الذي يكبلني لبداوة عينيك يا أرقة ؟.. أختل الليل حين أعلنك الشارع .. لماذا .. أصيبت الساعة بالدوار وتراكض أطفال عيني إلى شرفات الوهن .. أيقظت عيوني .. وتراقصت أصابعي .. كيف استبدلت حال بحال وسماء بسماء ورعشة بتصاخب وأرقاً بدوار ؟..
من أيما غفلة انفجرت في احتراقي .. يا دهشة .. يزرعني الوهم ويقطفني السراب .. هل أحبك بهذا الاتساع ..؟.. كيف .. ألست من زرع الصيف في شجرة الخاطر .. ومن نثر نحل القلق في واحة الرأس .. خذي أنهارك واعيديني إلى عطشي ..خذي البحر الطفل الذي لا يركض في رمل عينيك .. خذي الشوارع التي لا تتغنج إلا بمرورك .. خذي الرحب واعيديني إلى سجن هدوئي .. فمن المؤلم أن لا يراني الهدوء إلا حين أقف في إطار نافذتك .. يا هواء يكتظ في حشرجة مللي .. استقيمي في غدي لتفيق القيامات ويتراكض العشاق ويتكأ الضوء على شعيرات الأوردة..
يا اندلسي الضائعة .. أنا عبد الله المحزون .. أحرق مدائني .. أغادر تاجي .. أضيع ازدهاري وأسكن في وجلك .. لأقدم عذراواتي قرابين لورد ترابك .. يا الله .. ما لهذا الأتساع يخفق في صحراء الأوردة ، ما للأرتباك يندس في فصاحة الوقار .. ما للثلج يركض في أصيافي يكتب أسمك كالمشعوذ .. ما للأرتجاج يبتلع براكين غضبي ..أنا عبد الله العاشق أناديك يا أندلسي الضائعة .. البحر فصيح الحضور والنار تتسلق أذرع سفني .. ولا مناص من اقتطاف وردة الدم تحت شرفاتك .. يا لؤلؤة الصدمة أثريت عيوني ؟.. يا غار هناءاتي أشهد إني رأيتك .. أشهد إنك واحدة .. وما يلي عدم
أدق على خضرة بابك
أرتد إليك يا فيض الجلال ، واستميحك الحزن لتهدأ مقلتي ، فمذ ارتبكت عيني بوهج شراعك خاصمني الهدوء .. واشتعلت نار الفتنة في وجلي .. كيف احتويني وأنت الزئبق يلتم في أوردتي ، فأذوب فيك كما الأنفاس في هلع العواصف ..
أيتها الجمرة ، لا شيء حوالي غير دخان الملل ..
كيف أخرج مني ؟.. كيف أغادرني ؟
كيف أنفض قمصان أيامي من جمرك وثلجك وأنت اليانعة وأنا اليباس ؟
كيف أتجرد منك وأنت الجذع وأنا البرعم ؟
ياالتي أُشبهُها حد أشتباهي بها .. في صدرك المليك ينام النبض القادم ، وعلى راحة كفيك التشبه حجرتي ، أرسم مدني وخطوطي وسكوني وشجيرات وهمي ...
وفي أكمام ضحتك يهدأ فجري ..كيف أخرج منك وأنت تدقين اوتادك في رئتي كل ليل ..؟ معذرة يا اتجاهي الوحيد .. سأدق على خضرة بابك حتى تسيل عيون الأيام ندما ورجاءات .. دما وطيوراً جريحة .. ثلجاً وندى وضجيج نار .. حبراً وغيوماً..
يازهرة الغرور ..ما عاد الندى يتمخطر في الوقاحة .. لا باب ... ولا نافذة ولا سماء ولا شراع ، ولا فسحة ولا خرير صوت ولا تغريدة كف .. ولا ضحكة ورقة ..
أقف مثل جدار عجوز هجرته الأكتاف ، وخربشة الصبية ، وغبار الخطى ، ووشوشة المطر .. ومعاطف البرد .. أبحث عن سقف ونافذة .. وأتكاءة امرأة الليل على احتراقي .. أيتها الموجة لاحد لمدك اليضرب خاصرتي بالبرد والملح والارتعاش .. منفرداً وقد انحنت صارية العمر وتخبط الشيب على وجنات الجدل وتجعدت الدروب تحت وهن الخطى ..
اتدفق في نهر يحف بي شجر التين وشموس محمرة .. السنا يهطل في سكوتي رماداً ونيازك بلا ألسن .. يا شرفتي في أنتهاء السراب ، نائية أنت والطرقات أحلام خادعة .. والخطوة تراب ..
فكيف أنالك وأنت الاستحالة وأنا وساعاتي المالحه ، نشهق بأسمك علّ منالك يقترب وتسقط تفاحة الغد سهواً بيدي .
علي إبراهيم
02/01/2010
</B></I>