ادى استهداف كنيسة الطاهرة في مدينة الموصل بعجلة مفخخة وعبوة ناسفة زرعت بجانب الكنيسة الى استشهاد خمسة مواطنين واصابة عشرات اخرين كانوا متواجدين في مكان الحادث بالاضافة الى الحاق الاضرار المادية ببناية الكنيسة ودور المواطنين المحيطة بها. يتأتي هذا التفجير ضمن سلسلة من الهجمات التي استهدفت ابناء هذا المكون الاصيل من مكونات الشعب العراقي القاطنين في محافظة نينوى في حملة لافراغ المحافظة من ابناء هذه الطائفة عن طريق القتل, والخطف, والتهجير بالاضافة الى استهداف كنائسهم وممتلكاتهم بين الحين والاخر. وكانت سلسلة حوادث إستهدفت مسيحيي الموصل في الشهر الجاري أعادت إلى الأذهان حملة القتل والتهجير التي تعرضوا لها العام المنصرم من قبل تنظيم القاعدة والتي أسفرت عن رحيل أكثر من ألفي عائلة عن ديارها.
لم يعرف المجتمع العراقي التطرف الديني اوالطائفي أبداً وما حدث من عنف خلال السنوات القليلة الماضية هو أجندة خارجية مدعومة من جهات داخلية ترى في تمزيق النسيج الاجتماعي هدفاً يمكنها من خلاله إضعاف البلد والسيطرة عليه. للاخوة المسيحيين حقهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية واحتفالاتهم بحرية بحسب ما ينص عليه الدستور وماحدث ويحدث في ام الربيعين يهدف الى زرع الفتنة من اجل خلق صراع بين مكونات المنطقة من المسلمين والمسيحيين في المحافظة التي عرفت بتعايشها السلمي. جاء رد رئيس طائفة رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم الكاردينال عمانوئيل دلي ايجابياً داعياً ابناء الشعب العراقي الى التوحد لبناء بلدهم وتحقيق السلام المنشود لينعموا بالامن والامان في هذا الوطن الذي كان مثالاً للتعايش السلمي منذ حقب طويلة.
ان محاولات الإرهابيين لإدخال البلاد في حرب طائفية او دينية بتجريد البلاد والشعب من حالة التآخي والتآلف التي وصلت إليها مختلف شرائح المجتمع العراقي قد بائت بالفشل بفضل جهود رجال الدين المعتدلين من كل الطوائف والاديان وجهود المخلصين من القادة السياسيين ووعي الشعب العراقي.
ادعوا الاخوة في الاجهزة الامنية والمواطنين الكرام توخي الحيطة والحذر والحكمة لتفويت الفرصة على الذين يريدون السوء بالعراق باستغلال هذه الجريمة لتفتيت الوحدة التي صممنا على ان تكون اساسا لبناء الدولة العراقية الحديثة.