عصابات الأطفال
يجزم علماء النفس والاجتماع إن ظاهرة العنف باتت من أكثر ثقافات الأطفال انتشارا في العراق مما قد يشكل خطورة جسيمة على نشأة تلك الشريحة من المجتمع قد تنعكس بشكل لافت في المستقبل القريب.
حيث تشكل ظاهرة انتشار العاب القتال الكاذبة كالمسدسات والبنادق البلاستيكية من أكثر أنواع المرح لدى الأطفال، وتجارة رائجة في الوقت نفسه للتجار.
لقد أسرّنا ثلاثة منهم، وهرب الباقون، لكننا سنطاردهم ونصل إليهم، لم يكونوا يمتلكون أسلحة كأسلحتنا ، هذا ما يتحدث به الاطفال هذه الايام مع أبائهم وأصدقائه هذه الايام.
بعض المعنيين بالشأن التربوي رأوا بذلك مؤشر طبيعي لثقافة المجتمع الذي عاشوا فيه، ويسميها بعض الباحثين بـ (العصابات الوهمية).
لقد مر المجتمع العراقي في ظروف قاسية وحروب وعنف شديدة خلال الثلاثين سنة الأخيرة ، حيث تعلم الطفل على السلاح والعنف وإيذاء الآخرين على امتلاك الغير واستخدام اللعب كالأسلحة، كما يظهر هذا من خلال رسوماتهم فهو يرسم الدبابة والمسدس وغيره.
وكلنا يتمنى ان لا يكتسب أطفالنا هذه الصفات السيئة، نحن نريد ان يكتسبوا صفات الهدوء والتساهل والتسامح والمحبة، ان علاج هذه الظاهرة ليس سهل لأنها ظاهرة مجتمعية مرتبطة بتغيير فكرة الناس عن العنف والقوة، فالعنف ليس فقط عند الأطفال بل هو موجود لدى الكبار، وربما نشاهد بعض الكبار يتشاجرون على مسألة بسيطة تنتهي باستخدام القوة والعنف.
لقد أتخذت هذه الظاهرة عدة سنين لتتكون ولذلك نحتاج الى سنين لحلها، كما تحتاج الى جهات كثيرة للمساهمة في ذلك في مقدمتها الإعلام بالإضافة الى دور الأسرة الرئيسي، ويحتاج العراق الى دراسات خاصة وطاقات من اجل توجيه هؤلاء الأطفال الى أشياء مفيدة.
كما يعلم الجميع أن للحكومة دور في تغيير الوضع من خلال سن القوانين الخاصة باستيراد هذه الألعاب ونشر الوعي ببث برامج خاصة وضع الخطط لعلاج الأطفال المتسربين من المدارس، بالتوازي مع العائلة التي لها الدور الأكبر، وعليه أخواني فهي مسؤلية الجميع كما هي مسؤلية الحكومة في تغير الذهنية التي تؤمن بالعنف أبتداء من الصغار ، جميعنا يريد ان يعيش بمجتمع خال من العنف ، مجتمع يعيش به الجميع بسلام وتأخي ، مجتمع يعيش به الاطفال حياة الاطفال البريئة وليس حياة العصابات والعنف.
فالنعمل من أجل أطفالنا.