المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشاكل العراق ........ مشكلة بحد ذاتها



ميراج
18-12-2009, 05:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يخطاء كثيرا من يقول ( أن حل مشكلة العراق هي ...كذا وكذا .... ) لان مشاكل العراق كثيرة ، وقديمة وعميقة .
المشاكل بالعراق مركبة ومتداخلة فمن الصعب رؤية رأس المشكلة الواحدة ، فما بالكم بذيلها ، فأذا تساءلنا مثلا عن سبب أرتفاع سعر الطماطم بالسوق فأ علموا ياسادة يا كرام أن الجواب سيأتي من خارج الحدود . المشكلة الوحيدة التي يمكن تحديدها بالعراق هي ( المشكلة ) بحد ذاتها . ما يحدث اليوم بالعراق هو لعبة تجري بين أجهزة مخابرات أقليمية ودولية لانعرف بالتحديد ما تريد وما هو هدفها وما هي ستراتيجيتها وما هو الوقت الذي تحتاجه لتنفيذ رغباتها ، طبعا هذه أحدى المشاكل العويصة التي يراها البعض أنها ستحل بمجرد تشكيل جهاز مخابرات يحتوي فروع مضادة لوقف النشاط العدائي للدول ، وقد أضاف البعض أن الحل ( على مستوى العمليات المخابراتية المضادة ) هو الاغتيالات ، من الطبيعي أن مثل هكذا عمليات نوعية تحتاج جهاز مخابرات متمرس له أذرع طويلة في الدول التي يتم فيها الاغتيال وأمكانيات مادية وتقنية تتجارى مع ما تمتلك الدول من أجهزة حديثة تستخدم في هذا المجال ، ثم أن هناك مشكلة أكبر يفتقدها العقل العراقي ، هي مشكلة الولاء فالعقلية العراقية مزيج مركب حير علماء الاجتماع على مر التاريخ ، تراه تارة مخلص لبلده ولكن كاره لعلمه ونشيده الوطني ، تراه شديد التدين ولكن لايتورع عن سرقة المال والعباد ، تسمع في أشعاره بطولات عنترة العبسي وعند الشدائد يرفع شعار ( كلمن عليه بروحه ) لذلك فأن تشكيل مثل هكذا جهاز شيء مستحيل كأستحالة أن يكون الذئب قد أكل أبن يعقوب .
للعراق رحم ولود وخصب لأنجاب المشاكل ذكرانا وأناث ، وأغلب مشاكله لا تحل بمبدأ ( أدفع بالتي هي أحسن ) ولكن لها أستعداد فطري على تقبل مبدأ ( ألحديد والنار ) وهذه المشكلة ليست وليدة قرن أو قرنين ولكن نقول بالجمع فنسميها قرون ، أرجو من القارىء العزيز أن يتقبل كلامي هذا برحابة صدر وأن يعتز بهذه الهوية التي ورثها من أجداده العظماء ، وليحمد ربه أنه يحمل مثل هذه الصفات فقط ، فهناك بلدان تحمل عقليات أشار لها التاريخ بـ ( القواده ) وهناك عقل أشير له بـ ( شعث غبر أن لم تحترمهم أحترموك ) والكثير الكثير .
يرى البعض أن مشكلة العراق هو وجود الاحتلال ، ويرى الاخر أن المشكلة في دول الجوار فنحن بين دولتين ثيوقراطيتين تؤمنان بمبدأ حكومة ( ظل الله في الارض ) ، ويرى أخر أن سبب المشكلة هو الحكم الثلاثيني الذي قاده صدام وزبانيته ، والبعض يلقي باللوم على الدين وممتهني حرفة التدين سنة وشيعة على حد سواء ، وكثير من الاسباب التي تقع تحت شعار ( رجما بالغيب ) وهذا الشعار هو مشكلة أخرى تضاف الى قائمة المشاكل ، فالكل بالعراق يرى في نفسه سياسيا محنكا وخبير بشؤون القارات السبع ، ما أن يجتمع أثنان حتى ترى الاراء تقفز من هنا وهناك ، طبعا بعضها مقبول يفتقر الى الادلة ويعتمد على الحدس ، وبعضها بعيد كبعد بلوتو عن الشمس ، وهذه من المشكلات التي أوصلت العراق الى ما هو عليه ، فعندما قسمت الدول الاستعمارية الدول العربية وبعد ذلك أوكلت لعملائهم مهمة حكم هذه البلاد بشرط البقاء تحت الولاء ، لم يصمت العراقيين بل ظلوا ينعقون مع كل ناقع ، فأصدروا الجرائد واليوميات التي تنقل للشارع ما يحث في الحكومة مشجعة الجماهير على الثورة ضد المحتلين وأعوانهم ورفض الاتفاقيات والمعاهدات وأخذوا ينظرون الى الكرة الارضية وما فيها من حيوانات وبشر نظرة ريبة وشك وحذر مبالغ فيها حتى تيبسوا وكانت نهايتهم الانكسار ، وللامانة فالعراق لم يكن فريد في هذه الحالة ، بل كانت هناك الكثير من الدول العربية تشاركه بنفس الاتجاه وجميعهم تحولوا أخيرا الى موميائات تحكمها شرذمة قراصنة ، ولم ينج منهم سوى دول الخليج ، فقد حكم هذه البلاد قادة بلهاء لم يسمعوا بأختراع أسمه القلم ، وشعب فطري أقتنع بالاحذية الاجنبية التي تقي أرجلهم حر الصحراء ونظارات تحمي أعينهم من لسعات ملح البحر وهم يبحثون عن اللؤلؤ ، ولكن ما هي الا سنوات معدودة حتى تحول ( متعب ) الى ( مستر ميمو ) لايركب الا ( الهمر ) ولكنه يحن الى ( الهنوف ) وسنامها ( الفول أوبشن ) ويتبختر بعقاله ( العنگريزي ) في عكاظ الجاهلية الكذابة ( شاعر المليون ) .
بعيدا عن كلام المخلوق لنحاول معرفة الحل من الخالق ، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه ( لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العلي العظيم
بدون أستغراب فأن هذه الاية الكريمة هي قاعدة تطبق على كل شي في هذه الحياة وفي كل المجالات ، أنا لا أحاول الخوض في تفسير باطن الاية ، ولكن ما أحاول هو الاستعانة بظاهر كلام الله سبحانه وتعالى ، فالتغيير علاج بديل للامور التي تقف عند حد ما ، فقد ذكره الله في كتابه على أنه الحل الانجح للنهوض ، صحيح أن تطبيقه صعب لكن ( أذا الشعب يوما أراد الحياة ) .
وقد أستخدمته أمم لها شواهد تاريخية شمخت وستظل الى الابد لأنها روت هذا التغيير بالدماء والمال والاولاد ، والمانيا هذه الدولة التي مرت بظروف عصيبة أقسى وأصعب من ظرف العراق في أسوء أيامه ، فأضافتا الى حكم الرايخ الاول وبعد قرون أتى بعده الرايخ الثاني على يد بسمارك صاحب النظرية القمعية على شعبه ( الحديد والنار ) ومن بعده هتلر وما جره على بلده من ويلات وحروب تقشعر لهولها الابدان – لا أقصد محرقة اليهود – فمدينة دريسدن تلقت وحدها وهي المدينة الصغيرة والخالية من القطعات العسكرية ما يقارب العشرة الاف طن من المتفجرات القت على منازلها ، وبعد أحتلالها من قبل دولتين عظمتين – روسيا وأمريكا – وكانت هذه الدولة المقسمة الى شرقية وغربية ، مسرحا للحرب الباردة التي دارتها أعتى الاجهزة المخابراتية في العالم ، لكن كل هذا لم يمنع الشعب الالماني من النهضة وتحطيم جدار برلين وسحقه بالاقدام ، ولو كان هذا الجدار بالعراق لبقى الى أن يخرج يأجوج ومأجوج .
خلاصة القول ، أن المشكلة في العراق هي تشخيص المشكلة نفسها ، فلا معاوية بقى ولا الحجاج ولاصدام ولا الزرقاوي فكل هذه التسميات هي لأشخاص لهم يوم ينقبرون به ، أذا هم ليسوا مشكلة وأنما مثلهم كمثل الجراثيم التي تنمو في الظل والخمول يزدادوا ويكثروا ، ولكنهم ينقرضون بعد طلوع الشمس ، أن المشكلة هي بالعقلية العراقية نفسها ، وأكرر لاأريد الخوض بتفاصيلها ، فحتما سوف أقع بالمحضور ، ولكن لنتذكر تلك الايام التي أعقبت سقوط اللانظام ، عندما كانت تحصل تفجيرات تحصد الالوف ، كانوا يخرجون الى الشوارع وجل ما يفعلوه هو اللطم !!!! ولا أعرف على من يلطمون ؟؟ أعلى الحسين ( عليه سلام الله ) فالرجل لم يلطم عندما شرعت بوجهه السيوف ، بل قدم أولاده ذودا عن دينه ووطنه ، أم كان اللطم هو تنفيس عن الضيم والظلم ؟؟ فهذه شيم النساء .
أن ما يحتاجه العراق اليوم هو الوقفة الواحدة على الاقل بين أبناء المذهب ، حتى لايقعوا بخطأ يجر عليهم ويلات ونكبات تجرعهم السم ، على أبناء العراق اليوم التحلي بالمسؤولية تجاه ذرياتهم التي ستأتي لهذه الحياة بعد حين وعليهم تحمل مسؤولية أختيارهم لمن يقودهم حتى لايرجعوا الى الوراء ولايكونوا مصداقا لقول أحد مراجعنا العظام الذي حدد جزء من المشكلة وليس كلها فقال ( أن العراق اليوم كالذي يركض على بساط الجهد مهما ركض لايتقدم خطوة )
وأسألكم برب العالمين أن لاتضنوا بأني داعية أنتخابات أو مستفيد من أحدى الجهاد أو من ميسوري الحال ، لاوالله أقسم برب العالمين ليس لي أستفادة من هذا الموضوع الا بقصد التوعية والنصح والله الموفق .

ميراج
08-05-2010, 11:45 PM
حاولت اعيد هذا الموضوع تماشيا مع الاحداث الحالية