أنثى شرقية
28-11-2009, 07:04 AM
http://1.bp.blogspot.com/_gdhZ9WWR90c/SZ2g9mIbJPI/AAAAAAAAAcg/XxVYfVuM9eA/s400/%D9%82%D9%84%D8%A8+%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D9%81.jpg (http://www.alforat.org/redirector.php?url=http%3A%2F%2F1.bp.blogspot.com% 2F_gdhZ9WWR90c%2FSZ2g9mIbJPI%2FAAAAAAAAAcg%2FXxVYf VuM9eA%2Fs1600-h%2F%26Ugrave%3B%82%26Ugrave%3B%84%26Oslash%3B%A8% 2B%26Oslash%3B%AE%26Oslash%3B%B1%26Ugrave%3B%26%23 352%3B%26Ugrave%3B%26%23129%3B.jpg)
في عينيها حزن دفين،
وفي وجهها رقة معهودة ورزانة ووقار، هكذا كان يراها بعيونه..هي ليست حزينة الآن ولكنها تعيش أجمل لحظات السعادة مع حزن جميل،
- سعادة وإن كانت مفتعلة - ولكنها كانت تنتشلها من شعورها الدائم بالإحباط وفقدان الأمل..
هكذا كان هو يشعرها في
تلك اللحظات التي كانت عيناه تسترق النظر إليها وهي تجلس على أريكتها وفي مكانها المفضل على شرفتها المطلة على الحديقة
لم يكن يعرف عنها الكثير،
ولكنه يعلم جيدا إحساسها الدائم بالوحدة وبانتظار المجهول..
في عالمها الواقعي
هي تعلم تماما أن مصيرها الآن لن يختلف عن مصيره وأنهما قد التقيا في النهاية عند ذلك المفترق الذي يصل إلى بداية مشتركة لكليهما،
ولكنها ستحاول أن تعيش ما أمكنها من اللحظات بعالمها الذي صنعته بأدق تفاصيله ما بين ماض عنيف وحاضر مؤلم ومستقبل لا زال غائبا في أعماق المجهول ..
هكذا بدأت مرحلة من اليأس في حياتها تغرق في موجة من الاستسلام تصل إلى حد الاستهتار واللامبالاة، عندها تصبح
كل الألوان متشابهة ويضحي الألم أمرا عاديا ..
إن في هذه الحياة مفارقات
عجيبة تجعلك توقن أن لكل شيء يجري مسار معين تدور حوله أفلاك
ترسم كل تلك العلاقات اللامتناهية بين الأحداث المستترة خلف
ردهات الزمن وبين سطور الواقع وسبل المستحيل..
كيف لنا أن نتوقع ان تشابك الأحداث
قد يوصل إلى تلك النهاية ..
وكيف لنا أن نقرأ وسط ذهولنا وقصور
رؤيتنا تلك المفارقات..
وكأن القدر ينسج في ثوب الحياة أمورا غير ما نريد نحن.
في تلك اللحظات من شهر أوكتوبر،
عندما تحمل الرياح معها أوراق الشجر
لتسقطها فوق شرفتها..
تذكر حينها أن قلبها ومشاعرها الآن
لا يختلفان كثيرا عن هذا الفصل من السنة،
وأن قلبها الآن يُجري ترميم الخريف،
وأنه قد ألقى بكل ما يملكه من أفراح
وأحزان وذكريات هدية للزمن، وأنه قد أطلق حمائمه الحبيسة بداخله للسماء،
وأسقط عن عرشه كل الملوك وألقى بمفتاحه في بحر النسيان، وعادت نبضاته الجديدة تملأ حجراته بدماء الحرية...
كانت وكأنها الآن تستمع للحن لم تسمعه منذ زمن، أو أنها لم تشعر
بنفسها كما كانت تشعر بها، بعد أن توقف دمه من الجريان في عروقها وبعدما بدأت تتنفس هواء غير هواء عشقه ، لقد كانت تحبه
حقا ولكنه كان يسقيها الحب بيد ، ثم يجرعها كأس المرارة بيد أخرى، فكان كل ما يحدث يشعرها بتلك الدهشة والتعجب الذي يدفعها للتفكر بما حولها وللتمرد والتحدي والمواجهة.
ستتوالى الأحداث دون أن تستطيع ايقافها
أو تحديها، هي تعلم الآن بأنه ينظر إليها من خلف زجاج نافذته، وأن القدر
قد جمعهما هنا، كانت تلتقيه عند باب المنزل
في خروجها ودخولها كان يبتسم لها وكانت تبتسم له ، ربما لأنها تحتاج في هذا الوقت للابتسام.
تعود وتجلس على شرفتها كل مساء،
لتنتظر وقت الغروب ، وكأنها كانت تنتظر موعدها اليومي مع الرحيل،
وكأنها لا تختلف كثيرا عن قرص الشمس عندما يتلاشى شيئا فشيئا وراء الأفق،
كانت لا تستطيع التحديق في قرص الشمس فتغمض عينيها لترى طيفه ،
كان قريبا منها ولكنه كان يبتعد شيئا فشيئا حتى يصبح نقطة مضيئة صغيرة
وسط الظلام، تفتح عينيها ثم تراه يختفي وراء الشمس، تنتظر حتى يحل الظلام ، وعندها توقن أنه قد مات وانتهى ولكنها لا زالت على قيد الحياة.
شهرزاد
مماراق لي
في عينيها حزن دفين،
وفي وجهها رقة معهودة ورزانة ووقار، هكذا كان يراها بعيونه..هي ليست حزينة الآن ولكنها تعيش أجمل لحظات السعادة مع حزن جميل،
- سعادة وإن كانت مفتعلة - ولكنها كانت تنتشلها من شعورها الدائم بالإحباط وفقدان الأمل..
هكذا كان هو يشعرها في
تلك اللحظات التي كانت عيناه تسترق النظر إليها وهي تجلس على أريكتها وفي مكانها المفضل على شرفتها المطلة على الحديقة
لم يكن يعرف عنها الكثير،
ولكنه يعلم جيدا إحساسها الدائم بالوحدة وبانتظار المجهول..
في عالمها الواقعي
هي تعلم تماما أن مصيرها الآن لن يختلف عن مصيره وأنهما قد التقيا في النهاية عند ذلك المفترق الذي يصل إلى بداية مشتركة لكليهما،
ولكنها ستحاول أن تعيش ما أمكنها من اللحظات بعالمها الذي صنعته بأدق تفاصيله ما بين ماض عنيف وحاضر مؤلم ومستقبل لا زال غائبا في أعماق المجهول ..
هكذا بدأت مرحلة من اليأس في حياتها تغرق في موجة من الاستسلام تصل إلى حد الاستهتار واللامبالاة، عندها تصبح
كل الألوان متشابهة ويضحي الألم أمرا عاديا ..
إن في هذه الحياة مفارقات
عجيبة تجعلك توقن أن لكل شيء يجري مسار معين تدور حوله أفلاك
ترسم كل تلك العلاقات اللامتناهية بين الأحداث المستترة خلف
ردهات الزمن وبين سطور الواقع وسبل المستحيل..
كيف لنا أن نتوقع ان تشابك الأحداث
قد يوصل إلى تلك النهاية ..
وكيف لنا أن نقرأ وسط ذهولنا وقصور
رؤيتنا تلك المفارقات..
وكأن القدر ينسج في ثوب الحياة أمورا غير ما نريد نحن.
في تلك اللحظات من شهر أوكتوبر،
عندما تحمل الرياح معها أوراق الشجر
لتسقطها فوق شرفتها..
تذكر حينها أن قلبها ومشاعرها الآن
لا يختلفان كثيرا عن هذا الفصل من السنة،
وأن قلبها الآن يُجري ترميم الخريف،
وأنه قد ألقى بكل ما يملكه من أفراح
وأحزان وذكريات هدية للزمن، وأنه قد أطلق حمائمه الحبيسة بداخله للسماء،
وأسقط عن عرشه كل الملوك وألقى بمفتاحه في بحر النسيان، وعادت نبضاته الجديدة تملأ حجراته بدماء الحرية...
كانت وكأنها الآن تستمع للحن لم تسمعه منذ زمن، أو أنها لم تشعر
بنفسها كما كانت تشعر بها، بعد أن توقف دمه من الجريان في عروقها وبعدما بدأت تتنفس هواء غير هواء عشقه ، لقد كانت تحبه
حقا ولكنه كان يسقيها الحب بيد ، ثم يجرعها كأس المرارة بيد أخرى، فكان كل ما يحدث يشعرها بتلك الدهشة والتعجب الذي يدفعها للتفكر بما حولها وللتمرد والتحدي والمواجهة.
ستتوالى الأحداث دون أن تستطيع ايقافها
أو تحديها، هي تعلم الآن بأنه ينظر إليها من خلف زجاج نافذته، وأن القدر
قد جمعهما هنا، كانت تلتقيه عند باب المنزل
في خروجها ودخولها كان يبتسم لها وكانت تبتسم له ، ربما لأنها تحتاج في هذا الوقت للابتسام.
تعود وتجلس على شرفتها كل مساء،
لتنتظر وقت الغروب ، وكأنها كانت تنتظر موعدها اليومي مع الرحيل،
وكأنها لا تختلف كثيرا عن قرص الشمس عندما يتلاشى شيئا فشيئا وراء الأفق،
كانت لا تستطيع التحديق في قرص الشمس فتغمض عينيها لترى طيفه ،
كان قريبا منها ولكنه كان يبتعد شيئا فشيئا حتى يصبح نقطة مضيئة صغيرة
وسط الظلام، تفتح عينيها ثم تراه يختفي وراء الشمس، تنتظر حتى يحل الظلام ، وعندها توقن أنه قد مات وانتهى ولكنها لا زالت على قيد الحياة.
شهرزاد
مماراق لي