تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فرّق تسد



غزوان التميمي
12-11-2009, 02:22 PM
علينا أن نبقى يقضين دائماً ونتذكر الأهداف التي يسعى اليها الإرهابيون وراء التفجيرات العنيفة كي لانقع في الشرك الذي نصبوه لنا وهو (فرق تسد)، فنواياهم غدت مكشوفة للجميع.
الهجمات التي يقوم بها أؤلئك الإرهابيون ليست دليل على يأسهم كما يؤكد البعض، بل هي جزء من إستراتيجية لمهاجمة نقاط ضعفنا وهي الإنقسامات الطائفية والعرقية وضعف قواتنا الأمنية التي مازالت في طور النمو. فهم يسعون الى توسيع هوة الدعم الشعبي غير المحدد للحكومة المركزية. وفي نفس الوقت، فالهجمات هي أحدى الوسائل لتحجيم التواجد والإستثمار الأجنبي في العراق ولمهاجمة الوزارات والدوائر المهمة في العراق وإحداث دمار دائمي للبنى التحتية مثل الجسور. وهم بذلك يوفرون الأرضية للعديد من المجاميع المتمردة المتهالكة بإعلان "انتصارها" لجذب إنتباه وسائل الإعلام العالمية وجمع التبرعات.
فكل هجوم أو تفجير يضعف من مصداقية حكومة المالكي بطريقة تتناسب مع قوة التمرد وتميل لدفع الحكومة بإتجاه مهاجمة "البعثيين" وقد يطال الهجوم غير المباشر بعض السنة. وهكذا فالقصد من وراء كل هذا هو تقويض مساعي الحكومة داخلياً ومن ناحية الدعم الدولي. فالسفارات والمنظمات غي الحكومية العاملة في العراق في حالة خوف متواصل وقد تحزم حقائبها والمستثمرون والزائرون الى العراق قد لايجيئوا ودول الجوار تشكك في ألإستقرار الحاصل في العراق ووسائل ألإعلام تضخم من العنف الدائر في العراق وتجعل من كل قتيل في العراق رمزاً للتطبيل الإعلامي. هذه هي أهداف المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون.
أخواني وأخواتي علينا أن لا ندع تلك الهجمات تلهينا عن الحقيقة وهي أن أكبر التحديات الحقيقية التي تواجه قواتنا الأمنية هي خلافاتنا السياسية وتجاذباتنا العرقية والطائفية. لايمكن أن نستسلم ونسمح للإرهابيين بإستدراجنا الى الصراع. أنا أعلم علم اليقين بأننا سئمنا العنف وألإرهاب ونريد السلام والحكومة الجيدة والتطور والتقدم. ومهما يكن، فإن ساستنا لايشاركوننا إهتماماتنا دوماً، فهم منهمكون في شجاراتهم الطائفية والحزبية والفئوية ومهتمون بإعادة إنتخابهم أكثر من مساعدتنا لحل مشاكلنا. ولهذا حصل التأخير في تمرير قانون الإنتخابات مؤخراً.
علينا أن نضغط على قادتنا بأن مثل تلك التأخيرات أذا ماحصلت مستقبلاً قد يظهر للعالم بأنه قد تحصل خروقات في الإنتخابات القادمة وهو مايشكل خطراً حقيقياً على مستقبلنا يوازي خطر الهجمات التخريبية والتفحيرات.