رؤية عراقية
البركان على وشك ان ينفجر كتب:محمد عبد الجبار الشبوط

منذر العراقي، مواطن عراقي يخفي اسمه الحقيقي على الاغلب، كتب الى هيئة الاذاعة البريطانية قائلا، بعد اعادة تحرير نصه: «البركان في العراق على وشك الانفجار وإذا انفجر فلن يسلم منه أحد».
اما مراسل صحيفة «الغارديان» جوناثان ستيل فقد كتب قائلا: «ان العراق اصبح كارثة».
وقال عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية إن «الفتنة الطائفية قد بدأت في العراق ونسأل الله ان يخمدها في عقر دارها».
وحذرت الحكومة اليابانية من خطر أن يسقط العراق في «الدائرة المفرغة للعمليات الانتقامية.»
وكأن الحكومة اليابانية رغم بعدها الشاسع عن العراق قد وضعت الاصبع على الجرح. فما يجري في العراق، سواء قلنا بركاناً او كارثة او فتنة طائفية او حرباً اهلية، يتلخص بكلمة واحدة: الانتقام.
فبعد ان تعطلت السياسة بسبب المحاصصة الطائفية، وبعد ان تراجع حكم القانون بسبب سيادة حكم المليشيات، وبعد ان تلاشت الثقة بين عرب العراق، شيعتهم وسنتهم، وبعد ان تراجعت الهوية الوطنية المشتركة لصالح الهويات العرقية والطائفية والحزبية الفرعية الضيقة، وبسبب غياب الثقافة الديمقراطية، وبعد ان ضعف دور المؤسسات الدستورية والحكومية بسبب سلطات التغلب التي تحكم الشارع، بل الشوارع العراقية، لم يبق لدى العراقيين سوى ثقافة الانتقام من بعضهم البعض. فبعد كل قذيفة هاون تسقط على حي، تسقط قذيفة اخرى على الحي المقابل انتقاما، وبعد كل قتل برصاصة طائشة او سيارة مفخخة مجنونة، يقتل اخرون انتقاما، وكأننا امام نسق منتظم من الفعل ورد الفعل، من العدوان والانتقام. لم تعد تجدي الفتاوى الدينية ولا الاتفاقات السياسية ولا دعوات القادة والزعماء الى التهدئة وضبط النفس، لأن «ثقافة الانتقام» اصبحت هي السائدة، تغذيها بطبيعة الحال ثقافة الشك وعدم الثقة بالاخر.
خرجت الكرة من كل الملاعب واستقرت في ملعب (وهل هو ملعب واحد؟!) العراقيين انفسهم، الذين اسلموا للاسف قيادهم لثقافة الانتقام التي صارت تحرك اسوأ ما في البشر من نوازع ودوافع واعمال وافعال. فلت الزمام من ايدي الجميع الا ايدي العراقيين الذين صاروا يعتبرون العدوان شجاعة، وعدم الانتقام جبنا، والقتل على الهوية حقا.
صدق المراسل البريطاني ستيل حينما قال «انه اذا كان هناك حل فعلى العراقيين ايجاده بانفسهم».
... والا فان هذا البركان الذي اسمه العراق على وشك ان ينفجر!

منتديات الفرات منتديات الفرات

منتديات الفرات