المواطنة

هذا اول مواضيعي في هذا المنتدى والذي اراه يهتم بالأن العراقي لذلك اردت ان اشارك بهذه المشاركة البسيطة لنتناقش معا في موضوع انا اراه مهما وحساسا وخاصة في طبيعة الظروف التي يمر بها وطننا الغالي .
في البداية اريد ان اقول انني بنيت ارائي في الموضوع من خلال معايشتي الواقع ومطالعتي للعديد من الاراء من خلال منتديات وصحف مختلفة التوجه وايضا مما تعلمته في الغربة خلال السنوات التي تتجاوز الخمسة عشر سنة .
اولا لنسأل ماهي المواطنة وما المقصود بها ؟ ولنسأل هل نحن مواطنون وما هي اسس مواطنتنا ؟
للأجابة على مثل هذه الاسئلة لابد من اننا نحتاج لكتابة كتب وليس من الممكن ان نحصر الاجابة من خلال موضوع بسيط ولكننا نحاول ان نجيز المفهوم وبشكل مختصر ونتناقش حوله . فالمواطنة عبارة عن مفهوم حب الوطن الذي تعيش على ارضه والمواطنة هي مدى استعداد الانسان ان يضحي في سبيل هذا الوطن واسس المواطنة تعتمد على اسس مختلفة فمنها الارض والعائلة واللغة والتراث وغيرها من الامور التي تدفعنا لنحب الانتماء الى هذا الوطن دون غيره . الانسان بطبيعته يحب التنقل واكتشاف الوجود ولكن لابد لنا من ان نقول بانه يمكن ان يكون مواطنا في اماكن ومواقع مختلفة ولكن انتمائه يكون لموقع ومكان واحد .
نحن كعراقيين واؤكد كعراقيين يجب علينا ان نعتز بانتمائنا العراقي بالرغم من اننا نتباين في انتمائتنا القومية او الدينية والمذهبية بل وحتى العرقية فنحن نجتمع في العراق لاننا نريد ان نعيش تحت الخيمة العراقية والا لماذا لانقسم العراق ويعيش كل واحد بشكل مستقل عن الاخرين ؟
عربي , كردي , تركماني , اشوري , ارمني وغيرها من القوميات جميعها تتلحف بالسماء العراقية الموحد ونفس الشئ اذا كان يتدين بالاسلام او المسيحية والصبية او اليزيدية فكل هؤلاء يرتدون الثوب العراقي ولو ان كل واحد بلون يختلف عن الاخر ولكن طبع العراق عيى ما يرتديه هو الذي يميزهم كعراقيين .
فعندما افكر يجب ان افكر كعراقي وليس كعربي او كردي او مسلم شيعي او مسيحي كاثوليكي بغذ النظر عم طبيعة انتمائي القومي او الديني ولكن علينا ان نحترم الاديان والانتمائات القومية المتنوعة ونعمل معا بكل احترام ومحبة لنرفع الراية العراقية لترفرف عاليا . عندما نرى في احدى زيارات فريقنا القومي خلال حقبة الخمسينات الى سوريا ولبنان وكيف كان نصف لاعبي الفريق من المسيحيين مثل الراحلين عمو بابا ويورا ايشايا وعندما نرى في الصور التذكارية كيف ان جميعهم دخلوا الجامع الاموي وكل واحد صلى صلاته الخاصة في الجامع وبعدها زاروا كنيسة العذراء في شمال بيروت ونفس الشئ كل واحد صلى صلاته الخاصة والجميع اشعل الشموع تحتا تمثال العذراء سنعرف كيف اشترك الجميع في مبدأ المواطنة الصحيحة وبشكل فطري واعتباطي مبسط علما لو سألت اغلبهم عن مفهوم المواطنة والوطنية لرأيته يتلكأ بالاجابة ولايعرف كيف يعبر عن ابداء رأيه.
في بلاد الغربة رأيت العجب عندما كنا نتناقش مع الاغراب مبدأالمواطنة فهؤلاء الناس بالرغم من معرفتهم الجيدة بأن اصولهم ليست من هذا البلد حيث ان اغلبهم قدم من اوروبا قبل جيلين ام ثلاثة ولكنهم يدافعون عن مواطنتهم دفاعا مميتا ويرفضون العودة الى جذورهم بالرغم من ان دولهم الاصلية ليست مثل العراق بل هي دول تعيش برخاء ورفاهية وعندما نتسائل عن السبب سنرى بأن هؤلاء يقولون ان اسلاقهم قد ضحوا كثيرا حتى يبنون الوطن الجديد ولو بمشاركة الاخرين ولكن هم يفتخرون بوجود لونهم مشاركا بقية الالوان في رسم الوطن الجديد . اسأل نفسي لماذا لاتنفكر كعراقيين على هذا المبدأ . عندما انظر الى التاريخ السحيق ارى نفس انتمي الى هذا التاريخ بحكم ايماني بهذا الانتماء وليس عبر تحليل ال DNA الخاص بدمي ومطابقته لما يكتشف على العظام التاريخية المكتشفة في الكهوف القديمة والتاريخ ايضا يروي لنا كيف الاغراب قدموا ليعيشوا في هذا البلد بسبب خيراته سواء كان قدومهم كمهاجرين او كمحاربين ولكنهم قدموا وعاشوا في البلد واندمجوا مع اهله وكونوا وطن بالوان طيفية جميلة فلماذا نتحيز للون معين ونترك اللومة الجميلة التي تزينها الالوان المختلفة علما ان طبيعة لون معين هو مايميز اللون المقابل.
المواطنة هو ان نحب وطننا ونحب ابناء وطننا ولانفرق بين هذا الاخ او الاخر ولاننظر الى لونه وشكله فهل من المعقول ان اتحد مع السوري او الايراني ضد العراقي لأنني الى نفس الطائفة التي ينتمي اليها السوري او الايراني ولو حدث هذا كيف ادعي بانني عراقي ؟
قد يقول البعض لو كان هذا الحب للعراق قائما لماذا التغرب فالواقع هو صحيح ان الغربة مرلمة وصعبة وخاصة في بجايتها ولكن من يتغلب على بداية الغربة ويتحملها يهون عليه ما يلي الغربة والانسان يتمنى ان لايدفن بعيدا عن عظام اهله واسلافه ولكن في احيان كثيرة يزيد ايلامه عندما يرى وطنه وهو يتمزق ولايستطيع ان يعمل شيئا ليقف الوضع المأساوي الذي يراه وليس امامه الا ان يطلب من الله تعالي ان يعافي هذا الوطن الذي تمزقه الاحقاد الغير عراقية ولو انها بدأت تعشعش في بعض الرؤوس العراقية .

ابو نينوس العراقي