ثمرة التقوى!..



إن الذي يريد أن يحقق ثمرة التقوى في هذا الشهر الكريم، عليه أن يلتفت إلى هذه الحقيقة، وهي: أن الثمرة يجب أن تتناسب مع الشجرة!.. إن الكف عن الطعام والشراب أمر بدني -أمر مادي-، يتعلق بالفم والمعدة والأمعاء؛ ولكن الثمرة -التقوى- أمر معنوي؛ فهل يعقل أن يأتي المعنى من المادة؟.. هل يعقل أن يأتي اللب من القشر؟.. هل يعقل أن يأتي القلب من القالب؟.. أبداً!.. التقوى ثمرة معنوية، فلابد أن يكون الصوم صوماً معنوياً.. الكف عن الطعام والشراب ليس حركة معنوية متكاملة، لابد أن نضيف إلى الصوم عناصر أخرى، ألا وهو صوم الخواص، أي أن تكف عن كل ما حرم الله عز وجل، فالكف عن الطعام والشراب هو عينة.. وإلا ما الفارق بين الطعام والشراب في نهار شهر رمضان، وبين الطعام والشراب المحرم في ليل شهر رمضان؟.. فهذا محرم، وهذا محرم.. هذا المال الذي لم يخمس، وهذا اللحم الذي لم يذكَ؛ كلاهما حرام.. والأكل والشرب في شهر رمضان في النهار، أيضاً حرام.. فالذي يكف عن هذا، ولا يكف عن ذاك ماذا عمل؟.. أليس هذا هو النقص؟!.. الذي يصوم بفمه وبمعدته ولا يصوم بعينه، هل كف نفسه عن الحرام؟.. الإنسان الذي يكف عن الطعام والشراب، ولا يكف عن غيبة المسلمين والمؤمنين، فهل هذا الإنسان صائم؟.. ومن المعلوم أن في شهر رمضان بالخصوص تكثر المجالس والأحاديث الساهرة والجلسات اللاغية، فكم من اللغو والغيبة والبهتان والنميمة والفحش، نمارسها في ليالي شهر رمضان، بعنوان سهرات رمضانية؛ وهذا يخالف ثمرة شهر رمضان!..




نسالكم الدعاءءء