تبحث المرأة في مسيرتها الحياتية والاجتماعية عن الضمانات التي تعتقد انها تؤمن لها الاستقرار النفسي والحياة الانسانيةاللائقة والكريمة ومن تلك الموضوعات التي لها صلة كبيرة بحياة المرأة موضوعة الارتباط الزوجي وبالرغم من اننا في القرن الواحد والعشرين فضلا عن حصول تغييرات كبيرة في أطر وطبيعة الحياة الاجتماعية ودخول المرأة مجال العمل تقفز أسئلة مهمة في اذهان الكثيرين هل مازال الزواج يمثل للمرأة الضمانة الحقيقية لحياتها ومستقبلها ام ان هناك رؤى اخرى لبعض النساء والسيدات عن هذا الأمر وهل ولادة انواع جديدة من مفاهيم الزواج في عصرنا الراهن في بعض المجتمعات كالزواج المدني وزواج المسيار وزواج المتعة الذي بدأ يظهر في عدة مجتمعات عزز اعتبار الزواج ضمانة حقيقية للمرأة أم ان الامر على عكس ذلك عند البعض منهن.
هذه الاسئلة وغيرها استطلعنا آراء عدد من النساء والسيدات فيها وكان الجواب يتباين من حيث الرؤى الاجتماعية وكالتالي..
ضمان مستقبل المرأة الحقيقي هو في استقرارها الزوجي
اول المتحدثات كانت السيدة فوزية عبدالله وهي ربة بيت وتبلغ من العمر 32 عاماً ومضى على زواجها 8 سنوات تقول (اعتبر الزواج استقراراً حقيقياً وشيئاً جميلاً ان تشعر المرأة ان هناك ارتباطاً يتيح لها ان تشعر بالاطمئنان وان هناك شخصاً مسؤولاً عنها بحكم هذا الارتباط الزوجي ويحتضنها هي والاطفال وهي تحتضن العائلة بحنانها وهذا ينشر الاستقرار في الحياة الزوجية ويتيح التفاهم وانا عن تجربة حياتية وجدت الزواج القائم على اساس صحيح ومن خلال الحب يجعله يدوم اكثر من الزواج التقليدي لانه مهما حصل من مشاكل فان تذكر اللحظات السعيدة التي عاشوها في الايام السابقة كفيل بحلّ جميع هذه المشاكل التي قد تحصل في مسيرة الحياة الزوجية وانا كربة بيت اعتبر الزواج صمام الامان للمرأة ومايوفره لها من مستلزمات الحياة وانا بحكم صداقتي للعديد من النساء المتزوجات وهن على نفس ظروفي وربات بيوت ايضاً يشاطرنني الرأي وقنوعات بان الزواج هو خير ضامن لمستقبلهن ومستقبل اطفالهن بالرغم من انه قد توجد ضمانات اخرى للمرأة في حياتنا في هذا الوقت كالعمل ووجود دخل ثابت يضمن لها الاستقلالية في الحياة الا انه يبقى بتقديري ان ضمان مستقبل المرأة الحقيقي هو في استقرارها الزوجي وهو النهاية الطبيعية لوجودها والبداية الحقيقية للسعادة التي تبحث عنها وهو خير مايجنبها تقلبات الزمن ومتاعبه ومن خلال الاحساس بان هناك ثمة شخصاً يشاركها الاعباء ويتحمل معها متاعب الحياة واشكالاتها التي لاتنتهي).
الضمان الحقيقي للمرأة هو في استقلالها المالي
فيما رأت السيدة منى علي البرزنجي وهي موظفة في احدى دوائر الدولة وتبلغ من العمر 35 عاماً ان الاستقلال المالي للمرأة امر ضروري لها حتى ان كانت متزوجة وتقول بشـأن ذلك:
ان وضع المرأة واستقلاليتها المالية من خلال دخولها ميادين العمل وبفعل تغير كثير من الاعراف السلبية التي كانت تحكم مجتمعنا العراقي في السابق هو ماجعلها تشعر بنوع من وجود الضمان الحقيقي لحياتها وبعيداً عن التحكم الذي قد يمارسه بعض الأزواج التقليديين وتسيطر عليهم قيم ذكورية بالية مما يعرضها الى مواقف غير انسانية في حياتها ويحول حياتها الى جحيم بفعل عدم وجود دخل ثابت لها مما يجعلها تنصاع لآراء ومزاجية الزوج لذلك انا من وجهة نظري ان الضمان الحقيقي للمرأة هو في استقلالها المالي وهذا بالطبع لايمنع المرأة من الاقتران الزوجي وهو سنة الحياة على ان تحتفظ باستقلاليتها المالية من اجل ان تسير الحياة الزوجية في انسيابية متوازنة وتكون ايضاً معينة وساندة لزوجها في حالة تعرضه لعسر من الناحية المالية في تسيير شؤون الحياة الزوجية لظرف من الظروف وهذا برأيي اساس قوي من اسس الحياة الزوجية الناجحة في وقتنا الحاضر وعلينا الابتعاد عن الصور التقليدية في تسيير شؤون الحياة الزوجية لان الحياة اليوم قد تغيرت كثيراً عن الامس وان الظروف الاقتصادية في حياتنا في وقتنا الحاضر ومن خلال دخول المرأة ميادين العمل حالها حال الرجل قد غير الكثير من المفاهيم البالية التي لم تعد تلائم الزمن وعلينا التلاؤم مع هذه الظروف الجديدة وان نستثمرها بشكل سليم في حياتنا الزوجية ولذلك ان الحياة الزوجية القائمة بتقديري على عامل واحد وهو الزوج في تأمين حاجات العائلة للمرأة وللاطفال تتعرض لهزات كثيرة أحد اسبابها هو عامل المال وادامة الحياة الزوجية لذلك يحضر هنا ضرورة تنويع مصادر الدخل للمرأة كي تحصّن نفسها من هذه الهزات التي قد تحدث في حياتها ولذلك ارى ان عمل المرأة ووجود دخل ثابت لها عامل أمان لها . وتتباين الآراء حول أثر الزواج في حياة المرأة وهذا امر طبيعي تحّدده طبيعة االشخصية والتجربة والغاية من الزواج.
المهم هو الاختيار السليم سواء كان للمرأة ام للرجل
تقول السيدة شهناز عباس صالح الموظفة في الطب الرياضي حول أثر الزواج في حياة المرأة وغايتها منه:
لايختلف اثنان على ان للزواج أثراً نفسياً كبيراً في شعور المرأة بالاستقرار والسعادة مع شريك الحياة كونه يمثل سنداً لها وهذا امر مهم جداً الا ان الذي يعتبر الاهم من ذلك هو الاختيار السليم سواء كان للمرأة ام للرجل وان يتم الاعتماد على العقل في الاختيار وليس الجري وراء العاطفة التي تضع في احيان كثيرة غشاوة على عقل الانسان ولذلك من المهم جداً ان يتم الاحتكام للعقل في الاختيار الزوجي لاننا راينا الكثير من الزيجات التي حصلت وفشلت في ما بعد بسبب الاعتماد على العاطفة والحب في الاختيار ولذلك علينا التأني بالاختيار لان الزواج رحلة طويلة ونؤكد هنا ضرورة حسن الاختيار.
الزواج الدائم هو مبتغى المرأة لانه الزواج المقبول اجتماعياً وقانونياً
ومع متغيرات العصر وماتفرضه على حياة الانسان تعددت صور الزواج في بعض المجتمعات كالزواج الموسوم بالزواج المدني او زواج المسيار في بعض المجتمعات او زواج المتعة حسب بعض المذاهب والطوائف هل ياترى تغيرت صور الضمانات الزوجية للمرأة تقول عن ذلك السيدة زينة عبد الرزاق الخفاجي الموظفة في وزارة الرياضة والشباب:
رغم كل متغيرات العصر ومايفرضه وجود انواع من الزيجات اصبحت موجودة في المجتمع كالزواج المدني او زواج المسيار او زواج المتعة وكل هذه الانواع لايوجد فيها اي نوع من الضمانات الزوجية للمرأة او الاطفال يبقى الزواج الدائم وحقوق اطفالها هو مبتغى المرأة لانه الزواج المقبول اجتماعياً وقانونياً ويصون كرامتها وحقوقها ويحقق للرجل والمرأة معاً السعادة الحقيقية والجو الأسري الدافئ وهو مايبحث عنه الانسان وهو امر طبيعي في الحياة الاجتماعية ولاغنى لها عنه مهما حصل من تغيرات في الظروف الاجتماعية وقلنا بالتطور في الحياة فنحن اولاً واخيراً شرقيون ومسلمون تربينا على ذلك وسنبقى نحافظ على هذه القيم التي نعتبرها قيماً عليا تحفظ للانسان شخصيته وكرامته في المجتمع وأعتقد ان هذه القيم ستندثر لدينا مهما حصل من تغيرات في الحياة.
الزواج والزوج اكبر بكثير من الشهادة والمنصب
اما رأي الخبير القانوني المحامي طارق حرب في هذه الموضوعة من الناحية القانونية فكان كما يلي:
لازال الزواج وتكوين الاسرة والاولاد هو الهدف الاول والغاية التي تسعى اليها كل امرأة ولايمكن القول ان هنالك شيئاً يمكن ان يعوض الزواج عند المرأة كالوظيفة او المنصب او التجارة ولايمكن ان يكون هناك بديل عن الزواج لديها مثلاً كانت هناك سيدات اعمال غير متزوجات مارسن العمل الحر وكسبن في سنتين خمسسمائة مليون دولار ومع ذلك تجد ان المرأة المتزوجة كانت اكثر اطمئناناً من سيدات الاعمال غير المتزوجات ولي تجربة شخصية ان ابنتي وهي استاذة جامعية ترى ان الزواج والزوج اكبر بكثير من الشهادة والمنصب وهذه سنة الحياة ولااختلاف عليها ولايمكن لمجتمع ما ان يحدد أولوية اخرى على الزواج ونحن في العراق نعتبر مسالة الزواج مسالة اساسية وفشلت جميع المشاريع التي ارادت تغيير اتجاهات المرأة اما عن انواع الزواج الاخرى كالزواج المدني وزواج المسيار وزواج المتعة فهي محدودة ولايمكن ان تقارن بحالات الزواج الطبيعي اي الدائم والذي له صفة التوثيق القانوني ويصون كرامة ووجود المرأة والذي فصلت احكامه الشريعة الاسلامية وقانون الاحوال الشخصية العراقي واننا بالرغم من قولنا بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي الا انه تبقى مسائل الاحوال الشخصية ومنها الزواج مسائل ضرورية لافراد المجتمع رجالا ونساء بدليل ان المادة 41 من الدستور تقرر ان يكون الزواج حسب الديانة والمذهب والمعتقد وعبارة (او اختيار) تفيد التخيير والى الان مازال هذا النص معمولاً به لم نجد ذكراً او انثى اراد الزواج المدني او اقام دعوة امام المحاكم بالامتناع بل ان على الزوج حسب الشريعة الاسلامية عندما يريد الزواج من امرأة اخرى ان ينال موافقة الزوجة الاولى وهذا مايوافق قانون الاحوال الشخصية العراقي ومع هذا نجد حالات نادرة امام المحاكم ان نرى زوجة اشترطت اخذ موافقتها على زواج زوجها من امرأة ثانية لا بل ان المسألة الكبيرة التي هي ان تكون العصمة بيد الزوجة اي ان تفوض بالطلاق وهذا من النادر وجوده في مجتمعنا العراقي اعتقد من وجهة نظري ان المرأة العراقية تحتاج الى الزواج الدائم الذي يصون حقوقها ويحفظ كرامتها ويشعرها بالاطمئنان النفسي وهذا امر طبيعي من المرأة في المجتمع