+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الرحمة في القرآن

  1. #1
    قيصر الحب محمدالفتلاوي is on a distinguished road الصورة الرمزية محمدالفتلاوي
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    كربلاء/طويريج
    المشاركات
    1,798

    افتراضي الرحمة في القرآن

    منتديات الفرات الرحمة صفة كريمة وعاطفة انسانية نبيلة تبعث على يدك المعروف واغاثة الملهوف واعانة المحروم وكف العسف والظلم، ومنع التعدي والبغي.. وقد اراد الاسلام ان يطبع الناس بها حتى تمتلئ، قلوبهم خيراً وبراً، وتفيض على الدنيا رجاء واملاً..
    فالله رب هذا الدين هو الرحمن الرحيم، وهو الذي وسع كل شيء رحمة وعلماً، وسبقت رحمته غضبه، وجعل الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وانزل في الارض جزءاً واحداً ومن ذلك الجزء يتراحم الخلق..
    وكتاب الله رحمة: (وننزل من القرآن ما هو شفاءً ورحمة للمؤمنين) وجنته رحمة: (واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) ال عمران:107، ورسوله رحمة واصحابه رحماء:( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) الانبياء:107، (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن، قل اذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين امنوا منكم) التوبة:61،(محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) الفتح:29.
    والراحمون هم الذين يرحمهم الله..والذي يتجرد عن هذه الصفة، فهو الشقي:(من لا يرحم لا يرحم)، (لا تنزع الرحمة الا من شقي)، وأولى الناس بالرحمة هم النساء والضعفاء والمساكين.. فهم في حاجة الى يد رحيمة تمسح الامهم وتواسي جراحهم.. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف حق كبيرنا فليس منا..) ويقول الامام علي عليه السلام (ارحم من اهلك الصغير ووقر الكبير).
    الرحمن الرحيم
    هاتان الكلمتان الدالتان على وصف واحد هو الرحمة التي تمثل في مدلولها الانساني حالة انفعال ايجابي يصيب القلب بفعل احتضانه لالام الاخرين وآمالهم ومشاكلهم في رعاية محببة وعناية ودودة وحنان دافق وتنفذ الى عمق حاجتهم الى العاصفة المنفتحة على كل كيانهم الجائع الى الحنان الظامئ والى الحب المتحرك نحو احتواء الموقف كله..)، (من وحي القرآن41/140) الوجود كله مظهر الرحمة الالهية التي هي صفة من صفات الله الرحمن الرحيم..
    المفسرون والفرق بين الرحمن والرحيم
    وقد افاض المفسرون في توضيح الفرق بين الكلمتين فذهب بعض منهم الى ان (الرحمن) هو المنعم بجلائل النعم، وان (الرحيم) هو المنعم بدقائقها.. وذهب اخرون الى ان (الرحمن) هو المنعم على جميع الخلق، وان (الرحيم) هو المنعم على المؤمنين خاصة، ورأي ثالث اعتبر ان الوصفين بمعنى واحد وان الثاني تأكيد للاول.. واعتبر البعض ان صيغة الرحمن مبالغة في الرحمة، ويعلق السيد الخوئي (قده) عليه فيقول:
    (وهو كذلك في خصوص هذه الكلمة سواء اكانت هيئة فعلان مستعملة في المبالغة ام لم تكن فان كلمة (الرحمن) في جميع موارد استعمالها محذوفة المتعلق فيستفاد منها العموم وان رحمته وسعت كل شيء ومما يقال على ذلك انه لا يقال: ان الله بالناس او بالمؤمنين لرحمن كما يقال ان الله بالناس او بالمؤمنين لرحيم) اما صفة (الرحيم) فهي صفة مشبهة او صيغة مبالغة..ومن خصائص هذه الصيغة انها تستعمل غالباً في الغرائز واللوازم في المنفكة عن الذات وعدم انفكاكها عنها.. والرحمن يدل على ثبوت الرحمة فقط.. (البيان في تفسيرالقرآن،ص329-430) ويقول الشيخ محمود شلتوت ان الوصفين متغايران تمام التغاير فالرحمن صفة ذاتية هي مبدأ الرحمة والاحسان والرحيم صفة فعل تدل على وصول الرحمة والاحسان وتعديهما الى المنعم عليه.. ويدل على ان الرحمن لم تذكر في القرآن الا مجرى عليها الصفات كما هو شأن أسماء الذات (قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن) الاسراء: 11 (لمن يكفر بالرحمن) الزخرف: 33 ، (ان دعوا للرحمن ولدا) مريم: 91، (اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن) مريم:45، (الرحمن علم القرآن) الرحمن:1-2،( الرحمن على العرش استوى)) طه:5 اما (الرحيم) فقد كثر استعمالها وصفاً فعلياً وجاءت باسلوب التعدية والتعلق بالمنعم عليه: (ان الله بالناس لرؤوف رحيم) يونس:107، كما جاءت الرحمة كثيراً على هذا الاسلوب: (ورحمتي وسعت كل شيء) الاعراف:156، (ينشر لكم ربكم من رحمته) الكهف:16، ولم يرفي القرآن تعبيراً ما برحمانية الله..(تفسير القرآن الكريم ص26.
    علاقة الزواج بالمودة والرحمة في الاسلام
    (وجعل بينكم مودة ورحمة) في ما اودعه في عمق احساس الرجل والمرأة من مشاعر الحب والود في ما يكفل معه كل واحد منهما الاخر فيتحمل مسؤوليته ويقوم برعايته في حالات ضعفه..وذلك بدافع الرحمة..
    فالرحمة نظام عملي شامل لحياة الانسان في كل ما يصحبها ويبتعد بها عن الفساد لا مجرد عاطفة اشفاق وهذا ما اراده الخالق الرحيم (ان الله كان بكم رؤوفاً رحيماً).. ويقول القران الكريم عن حال الذين انعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم وابراهيم واسرائيل ومن هداهم جل شأنه عندما تتلى عليهم ايات الله سبحانه وتعالى في الدنيا مانصه: (اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا)، بينما نجد ان معظم الايات التي ورد فيها لفظ الرحيم تشير الى الاخرة اذ يرد هذا اللفظ بعد المغفرة .. التي تكون في الاخرة عند الحساب.. وذلك مثل قوله تعالى: (واستغفروا الله ان الله غفور رحيم)، (اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم)،( الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم)، ويبلغ عدد الايات التي ورد فيها لفظ الرحيم بعد المغفرة 72 اية، وفي بعض الايات نجد لفظ الرحيم يأتي بعد التوبة.. مثل قوله تعالى ( الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم)، وليس اسعد للنفس من ان تدعو لها دائما بالرحمة وتنتظر رحمة الله في كل لحظة وحين..

  2. #2
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: الرحمة في القرآن

    احسنت عزيزي على هذا الطرح المبارك
    والف شكر لك على الشرح الوافي

    بارك الله فيك يامحمد
    وجعله الله في ميزان عملك

    مع تحياتي لك

  3. #3
    فراتي مهم جدا حيدر القريشي is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    بغدادي كطع النفس
    المشاركات
    19,314

    افتراضي رد: الرحمة في القرآن



    بارك الله بك اخي محمد
    وجزاك الله خير الجزاء
    تحياتي وتقديري لك
    مع اطيب الامنيات




+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك