<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=10 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD align=middle></TD></TR><TR><TD align=right><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=farsi align=middle>
واشنطن وكلام نصرالله


لم يكن مفاجئاً ما قاله البيت الأبيض بطريقته المعتادة حول خطط للانقلاب على الحكومة اللبنانية، وذلك بالتزامن مع ادعاءات الموفد الدولي تيري رود لارسن بشأن تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان التي نفتها الحكومة اللبنانية بلسان رئيسها ووزير خارجيتها، وبالتزامن كذلك مع تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة على قناة «المنار».
ولا نتوقع من واشنطن سوى قراءة تحريضية وتشكيكية تخدم سياستها، وتنتقم لهزيمة حليفتها. ولا يشكل هذا انتقاصاً من حق الولايات المتحدة في تحديد علاقاتها وتشكيل مواقفها إزاء أي حدث أو جهة في العالم. لكن ما هو غير مقبول اتّباع سياسة انتقائية لا تأخذ في الحسبان معايير الديمقراطية والحرية إلا إذا كانت مفصلة على مقاس واشنطن.
السيد نصرالله لم يدع إلى انقلاب على الحكومة، بل على العكس وصفها بأنها جاءت نتيجة عملية ديمقراطية، لجأت المعارضة «في حينه» إلى الشارع للإتيان بها من دون أن يسمى ذلك انقلابا أو إطاحة غير دستورية. لقد سمعنا من السيد نصرالله لغة مطمئنة رغم كل ملاحظاته وانتقاداته، ولا أظن أن حزبا أو قائدا قدّم من التضحيات ما يشهد لها العدو قبل الصديق، يأتي بعد كل ذلك ليقامر بمصير بلد وأمة ويضعهما على طريق طالما دعا «اللبنانيين والعرب والمسلمين والمسيحيين والشرفاء في العالم لتجنبها».
لذلك فإن من شأن هذا التدخل الأمريكي السافر وأي تجاوب معه، أن يذكي توجهات القلق والتوجس لغاية في نفس البيت الأبيض الذي يفعل الكثير من الخير إن هو انسحب من حياة الشعوب والحكومات أو تدخل بنزاهة وعدل لوفاق الشعوب وحرية اختيارها واستقلالية إرادتها.
لبنان بالنسبة للعرب هو كل لبنان، كما فلسطين وكما العراق، والسودان ومصر وغيرها. وهمنا الأساسي أن تعرف الشعوب العربية وقواها الحية أين تكمن مصلحتها الحقيقية، ومن هم أعداؤها وأصدقاؤها وحلفاؤها. لأن أي فريق وطني هو أقرب للفريق الآخر من الذين يتظاهرون بالصداقة وهم يضمرون العداء لجميعنا، ويجاهرون بدعمهم لأعدائنا.
وإذا قرأ البيت الأبيض في كلام السيد حسن نصرالله «أدلة متزايدة» على نوايا انقلابية، أو وظف إدعاءات لارسن للغرض ذاته، فماذا تقول عائلات الشهداء والجرحى وأصحاب البيوت التي يدمرها العدوان «الإسرائيلي» في غزة، وآخرها عملية «غيوم الخريف» التي بدأت بعد أقل من اثنتي عشرة ساعة على تصريحات التغطية الأمريكية المسبقة، التي اعتبرت العدوان «حق دفاع عن النفس»؟.
وماذا نقرأ في موقف أمريكا من نتائج العملية الديمقراطية التي أتت بحماس للحكم، تلك العملية التي شهد كل المراقبين الدوليين وفي مقدمهم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، بنزاهتها؟ أسئلة لا ننتظر إجابة عنها.
***

</TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR></TBODY></TABLE>