السلام عليكم
في ليلة كهده كان ينتظر صباحها المحبين والمولهين بشوق ولهفه . فقد طال الأنتظار وغداً موعد اللقاء المرتقب .
غداً سيلتم الشمل ويلتقي العشاق بمعشوقعهم بعد طول الغياب . فكيف سيكون هذا اللقاء . ؟ وكيف سيكون الوصل . ؟
كانت تراود مخيلتهم افكار وأفكار عن كيفية هذه اللقاء . ولو ان مكان الموعد غريب بعض الشئ . ولكن هذه رغبة الحبيب ويجب تنفيذها ..
غداً صباحاً سيجتمعون وهم باحلى حله وسيتعطرون بارقى العطور ويشكلون مجموعه كبيره تليق باللقاء المرتقب .. فقد طال الشوق الى الولي الحبيب .
ماكان بالحسبان ان جسر بغداد سيكون موعد لقاء الجمعه .. فلا المكان يصلح للقاءات .
ولا الموعد موعد اجتماع ... كان الخبر ... سألتقيكم الجمعه القادمه صباحاً على الجسر ... لماذا صباحاً .. ؟ ولماذا على الجسر .. ؟ ! وحارت الضنون بهذا السر الكبير ..
عند صباح الجمعه الموعود كان هناك القليل من الماره المتوجهين الى اعمالهم على الجسر .. وكان هناك اربعة حراس يحملون نعشاً ثم وضعوه على الجسر ...
وصاح واحداً منهم ... هذه جثة موسى الكاظم . من يعرف له اهلاً او اصحاباً فليخبرهم
ليحملوه ... ثم تركوا النعش على الجسر وذهبوا ..
تحلق الموعودون باللقاء حول التابوت وهم في دهشه وحيره من الامر .. منهم من لطم رأسه ووجهه .. ومنهم من اجهش بالبكاء ... والبعض الآخر لجمته الصدمه ..
هل هذا ماكنا نمني انفسنا به ؟ . هل تصورنا بعد كل هذه السنين ان يكون اللقاء بهذه الصوره ؟ . ولماذا ؟ . وكيف ؟ . واين ؟ .
لماذا يكون لقاءنا به على هذه الصوره ؟ . وكيف مات ؟ . واين سيكون مدفنه ؟ .
حيث لا اهل قريب ولا عشيره .. لا سبيل الا مدافن قريش في بغداد . فالميت قرشي من اشرف بيوتها . ان كان الأحياء من اهله بعيدين فالأموات قريبون .. وحُمل النعش الى مدافن قريش ودُفن فيها .. فتشرفت البقعه بضم جثمانه وسميت بأسمه .. ( الكاظميه ) .
ياكاظم الغيظ .. ياراهب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. يا أمام زمانك .. لماذا قتلوك مسموماً بعد ان غيبوك في ظلمات السجون ..؟ هل كانوا يخافون من جيشك . ولاجيش لك .. هل يخافون من سلطانك ؟ . وانت من زهدت بكل سلطة دنيويه .. ام كانوا يخافون من علمك ؟ . وهم يعرفون انك اعلمهم .. وكانوا يخافون من نسبك الشريف . وانت اشرفهم نسباً .. قيدوك بالحديد وانت داخل سجونهم خوفاً من انطلاق صوتك وماعرفوا ان صوت الحق لايقيد .. وان العلم لايحبس ... ياسيدي في ذكرى يوم استشهادك لازال اعداءك يقتلون احبابك والسائرين اليك في طريق الحريه والأباء . وماعلموا ان من يسلك طريق الاحرار لايهاب الموت ... فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا ...
طركاعه
17/ تموز/2009