هي عظات من مفكرات جبران خليل جبران في المهجر وخلاصة رحلته مع الغربه







وعظتني نفسي / فعلمتني حب مايمقته الناس ومصافاة من يضاغنونه
وابانت لي أن الحب ليس بميزة في المحب بل في المحبوب !!
وقبل أن تعظني نفسي كان الحب بي خيطاً دقيقاً مشدوداً بين وتدين متقاربين
أما الان فقد تحول الي هالة أولها أخرها أولها تحيط بكل كائن وتتوسع ببطء
لتضم كل ماسيكون0






وعظتني نفسي / فعلمتني أن أرى الجمال المحجوب بالشكل واللون والبشره
وأن أحدق متبصراً بما يعده الناس شناعه حتى يبدو لي حسناً
وقبل أن تعظني نفسي كنت أرى الجمال شعلات مرتعشه بين أعمدة من الدخان
واضمحل فلم أعد ارى سوى مايشتعل 0




وعظتني نفسي / فعلمتني لمس مالم يتجسد ولم يتبلور وأفهمتني أن المحسوس
نصف المعقول وأن مانقبض عليه بعض مانرغب فيه
وقبل ان تعظني نفسي كنت أكتفي بالحار أن كنت بارداً والبارد أن كنت حاراً
وبأحدهما أن كنت فاتراً أما الان فقد انتثرت ملامسي المنكمشه وانقلبت ضباباً
دقيقاًيخترق كل ماظهر من الوجود لمتزج بما خفي منه 0





علمتني نفسي / فعلمتني أن اقول ( لبيك ) عندما يناديني المجهول والخطر !!
وقبل أن تعظني نفسي كنت لا أنهض إلا لصوت مناد عرفته ولا اسير إلا على
سبل خبرتها فاستهونتها أما الان فقد اصبح المعلوم مطيه أركبها نحو المجهول
والسهل سلماً أتسلق درجاته لأبلغ الخطر 0





وعظتني نفسي / فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمه وقبل أن تعظني نفسي
كنت أظل مرتاباً في قيمة أعمالي وقدرها وحتي تعبث إليها الايام بمن يقرظها أو يهجوها
أما الان فقد عرفت أن الاشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء
وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولاتخشى الملامه 0




ويقول جبران خليل جبران في اخر حديثه
وعظتني نفسي يااخي وعلمتني ولقد وعظتك نفسك وعلمتك
فأنت وانا متشابهان ومتضارعان والفرق بيننا سوى أنني تكلم
عما بي وفي كـلامي شي من اللجاجه وأنت تكتم مابك وفي كتمك
شكل من الفضيله 0

ولكم مني ارق التحايا