قد ذكرناكَ يا حسينُ كما لو *** كنتَ في كلِّ ساعةٍ مقــتولا
وحملناكَ في المحاجرِ دمعاً *** وبكيناكَ بكــرةً وأصيــلا
كلَّ عامٍ وللجراحِ جــراحٌ *** ليس يرضى دمٌ سوى أن يسيلا
مَن يقلْ إنّ للهدوءِ وصولاً *** ماتَ مِن قبلِ أن ينالَ الوصولا
مُتَّ كي تثقبَ الزمانَ صعوداً*** ويظلُّ الحسينُ يزدادُ طُــولا
قد ذكرناكَ يا حسينُ نحيباً *** مَن لنا في النحيبِ كانَ مثيلا ؟!
كلَّ عامٍ والصحنُ يُملأُ زاداً*** وبساطُ الهوى يُمَدُّ طويـــلا
الملايـينُ تلتقي في سباتٍ *** كي تعيدَ المَضى وتروي الفصولا
ثمّ لا يتركُ الكلامُ عليها *** غيرَ ذكرى دمعٍ جرى كي يزولا
قد أتى الشعبُ للمآتمِ حيّاً*** ثمّ ولّى عنها وكان القتيلا
يا حسينٌ هل أنتَ راضٍ علينا ؟ قد ملأنا المدى قرعنا الطبولا
صرتَ للشرقِ مهرجانَ بكاءٍ*** لـهُ نمضي وقد تركنا العقولا
فكأنّ الدمَ الذي سالَ منكم*** سالَ منكم لكي نقولُ أُسيلا
وكأنّ المُصابَ في أرضِ طفٍّ *** ما تعلّمنا منهُ إلاّ العويلا
نتركُ اللبَّ كي نمز مز قشراً *** ونرى الخيلَ حدوةً وصهيلا
يا حسينٌ فلا تنادِ علينا *** لم يعدُ سيفُ أُمّتي مسلولا
قد هُزمنا في كلِّ يومٍ كثيراً *** ثمّ ما غيّر الكثيرُ قليــلا
ما تزالُ الجيوبُ والبطنُ شبعى*** مضحكٌ عن بطولةٍ أن تقولا
أحسينيُّ مَن يهادنُ شِركاً *** ويرى في خَفضِ الرقابِ حلولا
أحسينيُّ مَن يمطُّ لثاماً ؟*** لستُ أدريهِ خائفاً أم خجولا



منقـــول للأمــــــانة
ونســـــألكـم الدعــــــــاء