+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حزب الدعوه تاريخ من الازمات والجهاد

  1. #1
    فراتي كميل is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    34

    125 حزب الدعوه تاريخ من الازمات والجهاد

    اللهم صلي على محمد واله وسلم

    عندما نستعرض مسيرة حزب الدعوة عبر تاريخه الطويل، نلاحظ أن الحزب قطع مشواره الطويل على أرض ضاجة بالأزمات، فلم تخل فترة من فتراته دون أن يواجه أزمة كبيرة، لها وقع الصدمة، ولها قوة الإعاقة، لكن الحزب إستطاع أن ينهض في كل مرة ويواصل مسيرته.

    في عام 1961 ولم يمض على تأسيس الحزب سوى أربع سنوات تعرض الحزب الى هزة عنيفة كادت أن تنهي وجوده، حيث طلب المرجع السيد محسن الحكيم رحمه الله، إنسحاب ثلاثة من كبار مؤسسيه وهم نجليه السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد باقر الصدر رحمهم الله. وكان المرجع الحكيم يرى بأن كبار العلماء يجب أن تكون لهم صفة الأبوة في تحركهم الإجتماعي وليس الإقتصار على حزب معين، وقد استجاب الشهيد الصدر لهذا الطلب.



    وقد حدث ذلك في وقت كان الحزب يعاني من أزمة داخلية مع بعض قياديه وكوادره بحيث إنفصل عنه عدد من الشخصيات القيادية، مما وضع الحزب أمام خطر الإنهيار وهو في بداية طريقه.


    وقد تحدث أحد قياديي الحزب بحديث خاص عن تلك الفترة فوصفها بأنها كانت في غاية الحرج، وأنها أوشكت أن تنهي الحزب وتحله بشكل نهائي، لو لا إصرار القيادة والكوادر القيادية على العمل وترميم الوضع، وأن الشهيد الصدر رحمه الله، أبدى خوفه من إنحلال الحزب، وأبدى إستعداده الكامل في دعم الحزب رغم خروجه تنظيمياً منه، وقال: (سأواكب الدعوة بآمالي وآلامي).



    وتعرض الحزب بعد ذلك الى إعتقال عدد من كوادره القيادية أوائل السبعينات من القرن الماضي، كان أهمهم المرحوم الحاج عبد الصاحب دخيل، وقد تعرض الحزب الى نكسة تنظيمية باعتقاله، نظراً لما كان يضطلع به من مسؤوليات تنظيمية كبيرة.



    يروي المرحوم صالح الأديب في حديث خاص عن مهام الشهيد دخيل، فيقول أنه في أحد الإجتماعات الحزبية، أخرج دفتراً صغيراً كان يكتب به اسماء اللجان والحلقات الحزبية على شكل رموز، نظراً لكثرة مسؤولياته في محافظات العراق، وقد إعترض عليه بعض القياديين على تسجيل هذه المعلومات في دفتر يمكن أن يقنع بأيدي أجهزة الأمن.



    فأطرق عبد الصاحب دخيل، قليلاً ثم قال:



    إن إعتراضكم صحيح، مع أني دونت كل شئ برموز لا يفهمها غيري، ولكني أسأل كيف أتحمل هذه المسؤوليات الكبيرة لوحدي، فبدون الدفتر، يمكن أن أعترف فيما لو تعرضت للتعذيب، إن هذا خطأ يجب علاجه والإنتباه له من الآن.



    وعندما تم إعتقاله ظلت الأسرار حبيسة صدر دخيل تنعم بالأمان، رغم ما يتعرض له من تعذيب خرافي، وقد تحدى ناظم كزار بقوله:



    إن أسرار حزب الدعوة كلها بصدري، ولكن أتحداك أن تنتزع كلمة واحده.



    وعندما تم تنفيذ حكم الإعدام بالشهيد دخيل في حوض التيزاب، ذابت كل الأسرار والأسماء والحلقات الخيوط التنظيمية، وكانت تلك إنتكاسة كبيرة للحزب.



    لكن الحزب تمكن من ربط الخيوط ثانية، وأعاد تشكيلاته مرة أخرى.



    وفيما كان يسعى لتعويض الخسارة، جاءت الضربة القوية للحزب، عام 1974 باعتقال مجموعة قيادية من الحزب على رأسها الشيخ عارف البصري، ومن ثم تنفيذ حكم الإعدام بخمسة منهم وإصدار إحكام السجن المؤبد على عدد آخر.



    وعاد الحزب مرة أخرى يجمع تشكيلاته ويعيد تنظيم خطوطه التنظيمية، وهو يعلم أن الضربة التالية يمكن أن تأتي فجر كل يوم. وحدث ذلك بشكل العنيف عام 1979 حيث خسر الحزب الآلآف من كوادره وإفراده في ملاحقة شرسة جند لها النظام السابق كل إمكاناته.



    في عام صيف 1996 كنت مع رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي والشيخ عبد الحليم الزهيري في رحلة من دمشق الى أربيل، وفي مدنية القامشلي السورية، إلتقى السيد نوري المالكي اللواء وفيق السامرئي بناء على طلب الأخير، ودار الحديث بينهما عن أوضاع العراق قبل أن يتحول السامرائي الى صفوف المعارضة. وقد سأل السامرائي عن مصير حزب الدعوة بعد الضربة التي تعرض لها عام 1979، فأجابه المالكي بأنها أثرت على الحزب، لكنها لم تنهه. فأبدى السامرائي إستغرابه قائلا:



    لقد كنا نظن أنها أنهت حزب الدعوة.



    هذا الحوار السريع يكشف عن طبيعة ما تعرض له الحزب، وكيف ان الهجمة كانت من الشراسة والضراوة بحيث أنها تركت تصوراً عند النظام بأنها أنهت الحزب.



    في المهجر والذي توزع بالدرجة الأساسية على إيران وسوريا، سارعت قيادة الدعوة الى مراجعة أوضاعها، فطرحت فكرة القيادية التنفيذية، لتكون من حيث الترتيب القيادي تأتي في المرتبة الثانية بعد القيادة العامة، من أجل لملمة أوضاع الحزب، ومعالجة نقاط الخلل، ولم يدم عمر هذه القيادة أكثر من سنة، حيث إكشتفت قيادة الحزب أن هذا الحل غير مجد، وأن الواقع الجديد للحزب لا تنهض بهذه التشكيلة، فتم حلها، وإعتماد صيغ أخرى.



    وفي أجواء البحث عن الحل، طرحت فكرة إنتخاب قيادة للحزب، وهي أول مرة يتم طرح فيها هذا المشروع في تاريخه. وتم إنتخاب لجنة أمناء مهمتها التحضير لعقد مؤتمر عام، كان أبرز أعضائها الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق.



    لكن هذه الخطوة رافقتها أزمة كبيرة، حيث حدث أول إنشقاق في المهجر، وفي وقت صعب يمر به الحزب، تزعمه المرحوم عز الدين سليم الذي أطلق على جناحه اسم (الدعوة الاسلامية) بدون كلمة الحزب، وهو إلتزام أدبي يسجل لصالحه رحمه الله.



    وبعد إنتخاب أول قيادة عامة للحزب، بدأت عملية الترميم وتنظيم أجواء الحزب بما يتلائم مع مرحلته الجديدة، وقطع الحزب شوطاً إستطاع فيه أن يقف على قديمه، وأن يضمد جراح الأمس، لكن بعض القوى السياسية في إيران بزعامة مهدي الهاشمي، كانت تلاحق الحزب ملاحقة شرسة، تهدف الى إنهائه تماماً، ملوحة بالشرعية الدينية كأسلوب أول في هذه العملية.



    وبذل الحزب جهوداً مضنية من أجل حماية نفسه من هذه المضايقة الخطرة، حتى تمكن من تجاوزها الى حد ما، لكنه خسر فيها الكثير من عناصر القوة.



    كان مشروع الإنتخابات يعد قفزة نوعية في مسيرة الحزب، فبعد أكثر من عقدين من الزمن، طرحت لأول مرة فكرة إجراء إنتخابات للإختيار القيادة، وكانت الفكرة تبدو غريبة على أجواء الحزب التي إعتادت على قيادة واحدة منذ تأسيسه عام 1957، وكانت اضافة عناصر جديدة الى القيادة تتم من قبل أعضاء القيادة أنفسهم.



    وتبدو أهمية تلك الخطوة، عندما نعرف أن الحزب نشأ على أسس ثابتة وفي أجواء من السرية الصارمة، مما يجعل من فكرة الإنتخاب والتعرف على أسماء القياديين، أمراً غير مألوف.



    ومن أجل المضي في بناء الحزب وتعزيزه، تم طرح فكرة كتابة النظام الداخلي، وتشكلت لجنة ثلاثية مكونة من المرحوم مهدي عبد المهدي والمرحوم عبد الأمير علي خان، والدكتور إبراهيم الجعفري، تولت كتابة أول نظام داخلي للحزب.



    وقد بدا حزب الدعوة في تلك الفترة وهي أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وكأنه بدأ يقف على قدميه من جديد، وأنه سيمضي في مشواره بنفس القوة التي إنطلق بها. لكن التحديات ظلت تواجه الحزب، فالى جانب سطوة مهدي الهاشمي، تبنت إيران مشروع المجلس لأعلى للثورة الاسلامية في العراق، وكان يومها يراد لهذا التشكيل أن يستوعب حزب الدعوة، وينهي وجوده الشاخص ككيان شاخص في الساحة.



    وقد قال أحد المسؤولين الإيرانيين يومها:



    لقد وضعنا حزب الدعوة أمام خيارين، إن رفض الدخول في المجلس الأعلى فسينتهي باعتباره تمرد على ولاية الفقيه، وإن استجاب فسينتهي بعد أن يذوب في المجلس.



    ورغم ذلك فأن حزب الدعوة تصرف بطريقة ذكية بحيث حافظ على وجوده الى حد كبير.



    ربما يقال أن كل تلك التراكمات هي التي أوصلت حزب الدعوة الى ما هو عليه اليوم، وفي ذلك الكثير من الصحة، إلا أن ذلك لا يعني أن حزب الدعوة غير قادر على الخروج من الأزمة، بل أن تأريخه الذي تجمع عبر السير وسط الأزمات، يمنحه قدرة التعايش مع الأزمات، ويمكنه من النهوض ثانية، فيما لو توفر على إرادة الحل وإصلاح ما لحق به من ضعف.



    لن يكون الحل مستحيلاً، لن يكون عسيراً، المطلوب وقفة مراجعة، وإرادة يشترك فيها الجميع على تقديم الحل.



    الخطوة الأولى هي أن تتشكل قناعة واضحة بأن الحزب يعيش في أزمة، فبدون ذلك لا يمكن أن نقفز نحو البحث عن حل. وتلك مجازفة كبرى فالزمن يكره التأجيل



  2. #2
    فراتي ذهبي الياسري is on a distinguished road الصورة الرمزية الياسري
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجميلة بغداد
    المشاركات
    1,454

    افتراضي رد: حزب الدعوه تاريخ من الازمات والجهاد

    رحم الله قيادي حزب الدعوة وانصار الدعوة وجنود الدعوة والشهداء الذين سارو على النهج الصحيح
    باركك الله اخي كميل
    تقبل مروري

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك