+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التعاون بين المسلمين

  1. #1
    فراتي برونزي zakaria1717 is on a distinguished road الصورة الرمزية zakaria1717
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    389

    افتراضي التعاون بين المسلمين

    التعاون بين المسلمين

    منتديات الفرات

    من الصعب جداً على معظم الناس أن تكلفهم مزاولة الفضائل، والتحلي بها، والسير في حياتنا وعلاقتنا تحت إشرافها ورعايتها، إن فهم الفضيلة حق الفهم، هومعرفة حدودها حق المعرفة، والانقياد لها في المواقف الزلقة، حيث تتوفر المغريات، وتتعارض المنافع، وتنشط دواعي الجريمة والسوء، شيء صعب وتكليف للناس بما لا يطيقون، وإنما غاية ما تؤثر الفضيلة في فئة قليلة من الناس، تمارس الفضائل وتتلقن المبادئ وتأخذ أنفسها برياضة شاقة حقبة من الزمن، لتكون لها ممارسة الفضيلة عادة مألوفة، وعملا بينها وبينه نسب وصلة من الممارسة والتمرين ولابد أن تكون تلك النفوس كما قال أرسطو: قلوبها شريفة بالفطرة أصدقاء للفضيلة أوفياء بعهدها.
    هؤلاء الناس قليلون جداً في خضم الحياة الزاخر بالشهوات والاندفاعات والمنافع والأغراض إذن نستطيع أن نوفر على الناس الجهود، ونقدم لهم من كتاب الله وسنة رسوله، وحديث أهل البيت، ما يكون زاداً لكل راغب، وعدة لكل خائض معترك الحياة، عدة وافية تقيه الغرق في تياراتها العنيفة، وتقيه الزلق إذا مشى على مزالقها التي تزل فيها الأقدام، وتتهاوى الرجال صرعى، أو غرقى أو ملوثة.
    الانسان بما انه اجتماعي لابد له من تعاون قهري ليس له فيه اختيار، بل هو ملزم أن يبادل المنافع ليستطيع أن يحيا بين الناس وهناك التعاون الاختياري وهذا هو فضيلة لها أثرها الحميد وعطرها الذائع وشرفها المرموق بين الناس.
    قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى وقال رسول الله (ص) الخلق عيال الله وأحب الخلق إلى الله مَن نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت الله سروراً وقال رسول الله (ص): خصلتان من الخير ليس فوقهما شيء من البر: الإيمان بالله. والنفع لعباد الله. وسئل رسول الله (ص): مَن أحب الناس لله؟ قال: أنفع الناس للناس.
    وقال الصادق(ع) في تفسير وجعلني مباركاً أينما كنت: جعلني نفاعاً.
    قال الصادق (ع): مَن كان وصولاً لاخوانه بشفاعة في دفع مغرم أوجرّ مغنم ثبت الله قدميه يوم تزل فيه الأقدام.
    قال زين العابدين (ع): مَن قضى لأخيه حاجة فبحاجة الله بدأ، وقضى الله له بها مائة حاجةن إحداهن الجنة، ومَن نفّس عن أخيه كربة نفّس الله عنه كرب الدنيا وكرب القيامة بالغاً ما بلغت ومَن سعى له في حاجته حتى قضاها فيسّر بقضائها كان ادخال السرور على رسول الله إلى أن يقول في آخر الحديث والله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين واعتكافهما في المسجد الحرام.
    قال الصادق: قال رسول الله (ص): الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
    قال أبو الحسن: إن لله عباداً في الأرض، يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة، ومَن أدخل على مؤمن سروراً فرّح الله قلبه يوم القيامة.
    قال الصادق (ع): تنافسوا في المعروف لاخوانكم، وكونوا من أهله، فان للجنة باباً يقال له المعروف في الحياة الدنيا، فان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن، فيوكل الله به ملكين، واحد عن يمينه، وآخر عن شماله يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته، ثم قال والله لرسول الله أسرّ بقضاء حاجة المؤمن اذا وصلت اليه من صاحب الحاجة.
    وقال الصادق (ع): مَن مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى يقضي له، كتب الله له بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين، وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافها في المسجد الحرام، ومَن مشى فيها بنية ولم يقض كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة ما رغبوا في الخير.
    حدث صفوان الجمال قال: كنت جالساً مع أبي عبدالله اذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له ميمون فشكى اليه تعذر الكراء عليه، فقال لي: قم فأعن أخاك فقمت معه فيسّر الله كراه، فرجعت الى مجلسي، فقال أبو عبدالله: ما صنعت في حاجة أخيك؟ فقلت: قضاها الله، فقال: أما انك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئاً، ثم قال: ان رجلاً أتى الحسن بن علي، فقال: بأبي أنت وأمي أعني على قضاء حاجة فانتعل وقام معه، فمر على الحسين وهو قائم يصلي، فقال: أين كنت عن أبي عبدالله؟ قال: قد فعلت فذكر انه معتكف، فقال: أما انه لو أعانك كان خيراً له من اعتكافه شهراً.
    هذه الأحاديث تعطينا ان الأديان غرضها سعادة المجتمع، والتعاون على متاعب الحياة، وهي أرفع قدراً من الأمور العبادية، حيث ان العبادة نفعها شخصي وهذه الأعمال تعم المجتمع.
    وهذه الأحاديث تدلنا على التعاون الاختياري سواء كان الباعث قوياً على التعاون أم كان ضعيفاً؟ فالمعين على قضاء حوائج الناس له عند الله منزلة رفيعة وإن لم تكن الحاجة شديدة إلى المعاونة فاذا كان الانسان في ضيق من الأمر، قد أحاطت به مفاجأة الحوادث بما يكربه ويضيق الخناق عليه، عند ذاك تكون المعاونة ألزم.
    قال الصادق (ع): أيما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة، وهو معسر يسّر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة، ومَن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة، قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة، وارغبوا في الخير.
    قال الصادق: مَن أغاث أخاه اللهفان عند جهده، فنفّس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله له بذلك اثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته، ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله.
    قال الصادق (ع): قال رسول الله (ص): مَن أكرم أخاه بكلمة يلطفه بها، وفرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه من الرحمة.
    ولو فرضنا أن رجلاً استعان بآخر على دفع مظلمة، أو قضاء حاجة، أو كشف غمة أو إزاحة مصيبة وهو قادر على أن يقوم بحقه ولم ينقذه مما هو فيه، فقد تعرض لمقت الله. روى علي بن جعفر عن أبي الحسن قال: سمعته يقول: مَن قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله.
    معنى قطع ولاية الله ان المسلم بمقتضى اسلامه فقد التزم ان كل مسلم هو أخ له يشاركه شعوره ويشاطره همومه، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه فاذا لم يقم بالواجب الذي يدعو اليه الاسلام، فقد قطع ولاية الله، ولم يكن متحلياً بالصفات الاسلامية التي ينبغي أن يكون عليها، وهذا هو بلاؤنا الذي نكابده ونعانيه، فلو ان لامسلمين يحملون هذه المزايا، لم نبلغ هذا الوهن، وهذا التفكك، ولم تصبح أوطاننا مسرحاً ومرتعاً لقوم آخرين وسياستنا وادارتنا بتوجيهات أعدائنا وصح قول القائل:
    ولنحن أعلم من هم ولمن هم
    ولمن تمثل هذه الأدوار
    ومن المصرف من فضول عنانهم
    ولمن يعود الورد والاصدار
    عن سماعة قال: سألت أبا عبدالله قلت قوم عندهم فضول، وباخوانهم حاجة وليس يسعهم الزكاة، أيسعهم أن يشبعوا ويجوع اخوانهم فان الزمام شديد، فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد فيه، والتواصل والتعاون عليه، والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم، تكونون على ما أمر الله فيهم رحماء بينكم متراحمين.
    قال علي بن الحسين (ع): إني لأستحي من ربي إن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فاذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل.
    هذا الحديث يدلنا ان الانسان محتاج الى أخيه في دار الدنيا. إن التعاون ينبغي أولاً وبالذات على أحوال الدنيا وهمومها والأمر في الآخرة الى الرحمن الرحيم.
    قال الصادق (ع): لم يدع رجل معونة أخيه المسلم حتى يسعى فيها ويواسيه، ألا ابتلي بمعونة من يأثم به ولا يؤجر.
    ودلتنا التجارب ان كثيرين يحبسون معونتهم عن المشاريع الاسلامية، وعن المسلمين المخلصين، ولكنهم يبادرون الى تكريم الراقصين والراقصات ومعونة أهل الشر، والظالمين الذين يحملون من الاسلام صورة مشوهة برذائل نفوسهم، وتهافت طباعهم، وانحلال أخلاقهم، وضعف بصائرهم، فيكسبون إثماً ويحملون وزراً ويشجعون الفساد.
    واذا كان من حق المسلم أن تعينه لأنه أخوك في المعتقد والفكرة والخلق والأمثلة العليا فمن حقه أن تبذل له نصحك وتمنحه إخلاصك وتفكر في انقاذه من ورطته، وتفكر أن لا تزل به القدم ولا يؤخذ على غرة، فتذكره بما يصلح شأنه، وينفي المخاوف التي تعملها أنت ويجهلها هو، وتدله على الطريق الذي يأمن به العثار، ويبتعد عن مسببات الكدر، فأنت مسؤول عن الشوكة تدميه والعقرب تلسعه، والضرر يحيق به، اذا كنت على سابق علم، أو عندك في حوادث الأمور المباغتة اختبار ودراية. فمن الواجبات الاجتماعية أن تنصحه وتوضح له ما خفي عنه، ليتقي المتاعب ويتجنب المخاوف ويبتعد عن الخطر، قال رسول الله (ص): الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة الدين ولجماعة المسلمين.
    عن أبي عبدالله (ع)، قال: قال رسول الله (ص): ان أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه.
    قال الصادق (ع): يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له في المشهد والمغيب.
    عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبدالله يقول: عليكم بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه.
    واذ فرض ان رجلاً عرف وجوه الصواب، وسبل السداد في مشاكل يتعرض لها الناس، ولم يعلن نصيحته ولم يوقف أخاه على الرأي في الأمر ينبغي أن يكون خائناً للفكرة الاسلامية التي يحملها ومتهاوناً في الحقوق التي فرضها الاسلام على المؤمنين من التعاون والتناصر والتناصح، وعد تهاونه مثلبة ومنقصة يذم عليها ويتحمل تبعاتها وتلصق به شناعتها.
    قال الصادق (ع): أخبرني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عن رسول الله (ص) انه قال: مَن استشاره أخوه المؤمن فلم يمحّضه النصيحة سلبه الله لبّه.
    واذا كانت النصيحة أمراً لازماً فالمشاورة ينبغي أن تكون من الأخلاق التي يدعو اليها الاسلام. ويرغب فيها أهل البيت أتباعهم ومحبيهم وعامة المسلمين. فالمسلمون جميعاً يحبون أهل البيت ويقدسونهم.
    ان الحياة تقضي على الناس بالمشاورة، لأن الفرد الواحد ينظر الى الدنيا بعينين والمستشير ينظر اليها بعيون كثيرة فاذا خفي عليه جانب من جوانبها وضح ذلك الجانب للمستشار، على أن الانسان لا يخلو أحياناً من ارتباك فكر واضطراب نفس، وقلق خاطر، وتفاجئه أحياناً حوادث وهو في هم يزعجه، وألم يمضّه، وشغل يأخذ من انتباهه وشعوره.
    ومن المعروف عند الشعوب عامة أن الاسبتداد في الرأي والتدبير باب للخطأ وعرضة للغلط، ومظنة التقصير، لأن العقول لا تحيط بكل شيء، ولا تضمن النجاح في كل تفكر، ولذلك أخذت الشعوب بالشورى في الرأي بالسياسة، وكان لها مجالس لمبادلة الآراء ومناقشة الاقتراحات.
    لهذا النقص الواضح في الاستبداد كان الاسلام يدعو الى الشورى وكان أهل البيت يدعون إلى المشاورة ومبادلة الرأي. ولكن المشاورة لا ينبغي أن تكون مجازفة تطلع كل انسان على سرك، وتكشف مضمراتك لكل أحد، على أن المشاورة لا ينبغي أن تطلبها ممن ليس هو أهل لها، وليس له مواهب ولا ملكات ترشحه لأن يكون مستشاراً مؤتمناً.
    قال الصادق (ع): ان المشورة لا تكون إلا بحدودها، فمن عرفها بحدودها وإلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له. فأولها أن يكون الذي تشاوره عاقلاً. والثانية أن يكون حراً متديناً. والثالثة صديقاً مؤاخياً. والرابعة أن تطلعه على سرّك فيكون علمه به كعلمك بنفسك ثم يسر ذلك ويكتمه. فانه اذا كان عاقلاً انتفعت بمشورته وإنك ان حراً متديناً اجهد نفسه في النصيحة لك، واذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرك اذا اطلعته عليه واذا اطلعته على سرك فكان علمه به كعلمك به تمت المشورة وكملت النصيحة. فاذا تكاملت هذه الأوصاف، واجتمعت هذه الشروط فالاستشارة لا معدى عنها للعاقل ولا معرة فيها لمن يحاول نجاح الأمور والظفر بالفوز.
    قال الصادق (ع): ما يمنع أحدكم اذا ورد عليه ما لا قِبَل له به أن يستشير رجلاً عاقلاً له دين وورع أما إنه إن فعل ذلك لم يخذله الله بل يرفعه الله ورماه بخير الأمور وأقربها إلى الله.
    قال الصادق (ع): قال رسول الله (ص): مشاورة العاقل الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله فاذا أشار عليك الناصح العاقل فاياك والخلاف فان في ذلك العطب.
    عن الصادق (ع) فيما أوصى به رسول الله (ص) علياً قال: لا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا عقل كالتدبير.
    قال علي (ع): مَن استبدّ برأيه هلك، ومَن شاور الرجال شركها في عقولها.
    قال الصادق: استشر العاقل من الرجال الورع فانه لا يأمر إلا بخير، وإياك والخلاف فان مخالفة الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا.
    قال علي (ع): خاطَرَ بنفسه مَن استغنى برأيه.
    قال الصادق (ع): مَن لم يكن له واعظ من قلبه، وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه.
    * موسى سبيتي
    المصدر :اخلاق ال محمد

  2. #2
    فراتي مهم جدا بصراوي مشاغب is on a distinguished road الصورة الرمزية بصراوي مشاغب
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    مو مهم تعرف
    المشاركات
    4,369

    افتراضي مشاركة: التعاون بين المسلمين

    تشكر اخوي zakaria1717 حقا لايوجد احسن من التاخي والتعاون

    وهذا ماجاء به رسولنا الكريم محمد صلوات الله عليه وعلى اله

    الف شكر اخي على هذا الموضوع الرائع

    اتمنى لك كل الخير

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. كيف غير المخترعون المسلمون وجه العالم
    بواسطة بصراوي مشاغب في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-10-2006, 06:48 PM
  2. كيف تحتسبين الأجر
    بواسطة روح الزمن في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-10-2006, 10:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك