هل يستطيع الله أن يطردك من ملكوته ؟
صمت وأنا أفكر ثم قلت هذا أصعب سؤال سمعته أذناي فلو أجبت بنعم فإنني أكون قد أشركت لأنه لايوجد سوي ملكوت الله فأي ملكوت إله آخر أطرد إليه . وإن أجبت بلا فإنني أنفي القدره عن الله فأكون قد كفرت .
فابتسم الرجل وقال لي أنه ذكاء مني أنني توصلت لذلك فحقيقتا ما قلته ولذلك هو لم يجد من يستطيع الاجابه عليه .
فغاظني ابتسامته وعجزي عن الرد فقلت له طالما أن الذي سأل السؤال إنسان أوحى الشيطان لعقله بذلك فلابد أن تجد إنسان يوحي الله لعقله بالاجابه .
ثم انهيت الحديث وأنا يلح على ذهني السؤال ولم تمر دقائق حتى ألهمني الله بالاجابه فقلت له إن أي سؤال لابد له من إجابه إما بنعم وإما بلا وإلا انه يكون غير سؤال أو سؤال خطأ لايجهد الأنسان عقله في الأجابه عليه فمثلا تستطيع أن تسأل هل يمكن اخراج الجبنه من اللبن ولكن لاتستطيع أن تسأل هل يمكن اخراج اللبن من اللبن لأنه سؤال خطأ وغير منطقي ويدل علي غباء وسذاجة
وكذلك هذا السؤال خطأ وبالتالي لا اجابه عليه فملكوت الله تعنى الكون وما فيه من جميع المخلوقات فكل شئ ملك لله والأنسان من ملكوت الله فيكون السؤال هل يستطيع الله أن يطرد ملكوته من ملكوته فبأي عقل والذي يستند اليه الملحدين في تبرير الحادهم وكفرهم يسأل هذا السؤال فهو ليس بسؤال أو سؤال خطأ مثل هل يمكن اخراج اللبن من اللبن .
فالذين لم يجيبوا عليك خافوا من السؤال ومن التفكير فيه كي لا تشت عقولهم ويقعوا في الكفر مع ان الأنسان اهتدى للايمان بالله بعقله وكفر بعقله فيجب عدم الخوف من استخدام العقل الصالح في الرد على العقول الفاسده .
فشيخ الأزهر الأمام عبدالحليم محمود رحمه الله يذكر في أحد كتبه أنه كان يتناول الطعام في أحد مطاعم لندن بعد محاضرة دينيه ألقاها هناك فإذا برجل انجليزي يستأذنه في الجلوس ويعرفه بأنه ملحد ويسأله إنك تقول إن القرآن مذكور فيه كل كبيره وصغيره فهل مذكور فيه كيف صنعت هذه الفطيره التى أمامك ففكر الشيخ ثم أجاب بنعم ثم نادى على الجرسون ليحضر الطاهي الذي صنع الفطيره فسأله الشيخ عن كيفية صنعها فشرح له الطاهي طريقة صنعها فنظر الشيخ الى الانجليزي الملحد وقال له مذكور في القرآن اسئلو أهل الذكر إنكنتم لا تعلمون فانصرف الرجل ثم عاد اليه بعد أيام قليله ليعلن اسلامه .
فتعجب من الرد ولم يستطع التعليق عليه .
حينئذ ابتسمت أنا وحمدت الله .
000000