+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من أي جراح الأرضِ ستشربُ يا عطشي؟(للشاعر عبد الزراق عبد الواحد*

  1. #1
    مدريدي العراقي is on a distinguished road الصورة الرمزية العراقي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    5,683

    Iraq من أي جراح الأرضِ ستشربُ يا عطشي؟(للشاعر عبد الزراق عبد الواحد*

    أقفرَتْ السُّوحْ‏
    الخوفُ كتابٌ مفتوحْ‏
    لا ظلٌّ يأتي‏
    لا ظلَّ يروحْ‏
    وتلبَّسَ وجهُ الذَّابحِ وجهَ المذبوحْ‏
    من أيِّ جراحِ الأرضِ ستشربُ يا عطَشي؟!ّ‏
    كيف تأتي القصيده؟‏
    ومن أين تملكُ أنتَ الظَّما‏
    المحاصرُ حَدَّ العَمى‏
    أن تجيءَ برؤيا جديده؟!‏
    كان جرحُكَ فيما مضى زاخراً بالدِّماءْ‏
    كنتَ تكتبُ والكبرياءْ‏
    فيضُ دَمْ‏
    يتفجَّرُ ملءَ القلَمْ‏
    ياه..‏
    كم بائساً, موجِعاً يصبح الشِّعرُ إذ يغتدي‏
    محضَ صوتٍ وفَمْ!‏
    تستفزُّ الألَمْ‏
    تستفزُّ القيَمْ‏
    ثمَّ إذ تتوقَّفُ ما بين سطرٍ وسطرٍ‏
    تحسُّ الخواءْ‏
    وتحسُّ النَّدمْ‏
    وتحسُّ بأنّك ندّابةٌ توقظُ الهًّمْ‏
    لا تستثيرُ الهمَمْ!‏
    كيف تأتي القصيده؟‏
    كان لي وطنٌ‏
    منذُ خمسين عاماً أُغنّي لهُ‏
    راجفاً تحت رايتِهِ في المطَرْ‏
    حدَّ قلبي انفطَرْ:‏
    "عشْ هكذا في علوٍّ.." وأشعرُ دمعي انهمَرْ‏
    فأغالطُهُ بالمطرْ!‏
    مَن يُعلِّمُ أولادَنا اليوم أن يُنشدوا لمواطنهم؟؟‏
    أن يقولوا لها, رغمَ كلِّ الأسى‏
    جرحُنا ما رَسا‏
    في شواطىءِ غيرِكِ مهما قسا‏
    وجعُ الأرذلينْ؟..‏
    من يعلّمهم مثلَ هذا الحنينْ؟‏
    فينادونها بالهوى‏
    والجوى‏
    لا ينادونها بالأنين؟!‏
    من يعلّم أولادنا‏
    أن يكونوا لأوطانهم عاشقينْ؟!‏
    أسطُري لا تَبينْ‏
    ورؤايَ شتاتٌ موزَّعةٌ‏
    بين شكّي بها واليقينْ‏
    فكيف تجيءُ القصيده؟‏
    ألكِي نكتبُ الشِّعرَ يا وطني‏
    نتعمَّدُ إيقاظَ أوجاعِنا من مَكامِنِها؟‏
    كلَّما جرحُ آمِنِها‏
    فَزَّ,‏
    صار لشعرٍ ذريعَهْ؟‏
    أفَما عادَ للشِّعر في أرضنا‏
    غيرُ صوتِ الفجيعه؟!‏
    أم نظلُّ نكابرُ يا وطني‏
    بالذِّما‏
    والدِّما‏
    والقلوب الصَّديعه‏
    فاطمين على الشِّعرِ أطفالَنا‏
    في الليالي المُريعه؟‏
    أفليسَ لنا فرحٌ كي نبيعه؟!‏
    لسبعِ سنينٍ نغالبُ أوجاعَنا‏
    ونروّعُ بالصَّبر مَن راعَنا‏
    ونهدّدُهُ بالقصائدْ‏
    ونهدّدُهُ بالأغاني‏
    ثمّ نأوي إلى دورِنا‏
    لندثِّرَ أطفالنا بالأماني!‏
    وأي..‏
    وحياتِكَ يا وطني‏
    نستميتُ إلى حدِّ نُجفِلُ من هَولِ جرأتِنا‏
    فيُثبّتُنا أنَّ غيظَكَ أجرا‏
    ويُثبِّتُنا أنَّ جرحَكَ أضرى‏
    ويُثبّتنا أنّنا بالذي فعلوا بك يا وطنَ الحبِّ‏
    أدرى‏
    يا ترابَ الحسينْ‏
    نحن عوَّدَنا كلُّ تأريخنا‏
    أن يكون بأعناقِنا الموتُ دَينْ‏
    ما جرى الماءُ في الرافدَينْ!‏
    ولأولادِنا فوْقَ هذا‏
    مروءتُنا‏
    ونبوءتُنا‏
    أنّ آخرَ شمسٍ ستُشرقُ من أرضِ بابلْ‏
    بعدَها يُرفَعُ الملكوتْ‏
    فإذا استُشهِدوا‏
    فكما يَعتلي النَّسرُ قمَّتَهُ ليموتْ‏
    لا كما تفطسُ العنكبوتْ!‏
    ولهذا استتَبُّوا‏
    أنَّهم بدءُ كلِّ البدايات‏
    ونهايةُ كلِّ النهايات‏
    ومن بعَدِهم‏
    سوف تُقفرُ كلُّ البيوتْ!‏
    ولذا سأقولُ, وللمرَّةِ الألف,‏
    والسَّنةِ السابعه‏
    بَعدَنا تقَعُ الواقعه‏
    ما لها عن منازلكم دافَعه‏
    وستُقلَعُ حتّى محاجرُها‏
    هذه الأمَّةُ الضائعه!‏
    سأقول بأنّا صَبَرنا إلى حَدِّ ضجَّ الصَّبرُ‏
    واجتازَ صحراءه الشاسعه!‏
    وأقولُ بَنَينا‏
    أقولُ وَفَينا‏
    وأجَلْ.. قد فَعَلنا‏
    ولكنّني أتلَفَّتُ حولي‏
    فأُبصرُ ملءَ المدى ألفَ عينٍ على خدِّها‏
    دامعه!‏
    أيُّها العَرَبُ اللايَعونْ‏
    بأنَّ المَنونْ‏
    تترصَّدُهم واحداً واحداً‏
    في ديارهم الخانعه!‏
    وسأبقى أسائلُ:‏
    من أين تأتي القصيده؟‏
    من فجيعتنا في فلسطين؟‏
    أم من تَشَتُّتِنا في البلاد البعيده؟‏
    ولَعَمرُكَ ما ضقتَ يا وطني‏
    بل نفوسُ الرِّجالِ وأخلاقُهُم ضِقْنَ‏
    حتّى غدَونا نُفِّشُ عن أيِّما سببٍ‏
    لِنَفرَّ إلى أيِّ أرضٍ جديده‏
    يا بلادي التي أصبحتْ‏
    وهي بين بَنيها‏
    وحيده..!‏
    هل أوصَلْنا صرخَتَنا يا وطني؟؟‏
    هل أتقَنّا أن نُعلنَ من أجلِكَ‏
    نصفَ الغضبِ الأعلَنّاهُ صغاراً‏
    من أجل جميعِ شعوبِ الأرض المقهوره؟؟‏
    أتغَيَّرت الصُّوره؟‏
    أم نحن تغَيَّرنا يا وطني؟‏
    كنّا نهتفُ ملءَ حناجِرِنا لفيتنام.. لكوريّا.. كوبا‏
    لشعوب الهند الصينيَّةِ‏
    للسُّودِ المظلومين‏
    حل أحسَنّا أن نصرخَ نفسَ الصَّرخةِ‏
    من أجل فلسطين؟!‏
    هل نادَينا الشعبَ الليبيَّ كما نادَينا شعب الصِّين؟؟‏
    ولا,‏
    لن أقول العراقْ‏
    لأنَّ جريمتَهُ لا تطاقْ..!‏
    لأنَّ يدَ العالمِ الآن مغلولةٌ‏
    صرخةَ الحقِّ مشلولةٌ‏
    ولذا,‏
    فالعراقُ مُدانٌ على دمِهِ الآن بالأتِّفاقْ!‏
    حسَناً‏
    ستُقايضُ أمريكا دمَنا بالنّفطِ‏
    ولن تنجحْ‏
    وتُقايض عزَّتَنا وكرامتَنا بالخبزِ‏
    ولن نَسمحْ‏
    وسنرفضُ يا عنوانَ كرامتِنا‏
    أن تُوطأ, أو تُجرَحْ‏
    يا علَماً لن نُسْلمَهُ للرّيحِ‏
    ولو كلُّ عراقيٍّ يُذبَحْ!‏
    وسأفهمُ أن يظلمَنا الأغرابْ‏
    وسأفهمُ أن توصَدَ في أوجُهنا الأبوابْ‏
    أن نؤكلَ‏
    ما دامت للعالمِ أنيابْ‏
    وشريعةُ غاب‏
    حتّى هذا سأحاولُ أن أفهمَهُ‏
    لكنْ لن أفهمَ أن يُصبحَ أوَّلَ من يأكُلنا‏
    إخَوتُنا الأعراب..!‏

  2. #2
    ابوليلى المهلهل الزير سالم is on a distinguished road الصورة الرمزية الزير سالم
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    8,361

    افتراضي رد: من أي جراح الأرضِ ستشربُ يا عطشي؟(للشاعر عبد الزراق عبد الواحد*

    عاشت ايدك

    اخي العراقي

    على هذه القصيده الجميله والرائعه


    تقبل تحياتي

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك