+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هنا ايران

  1. #1
    فراتي برونزي انجي العراقية is on a distinguished road الصورة الرمزية انجي العراقية
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    536

    Iraq هنا ايران

    هنا ايران
    هذه محاولة بسيطة لفهم المصالح الايرانية و سياستها المتبعة في العراق والمنطقة اتمنى ان اوفق بطرحها بطريقة موضوعية بعيدة عن التشنجات الطائفية

    ايران دولة تختلف عن المحيط العربي الذي تعيش فيه انها صاحبة حضارة و تاريخ عريقين تأسست على الزراعة والمدينة لا على اساس قبلي كما في صحراء العرب

    و هي في سياستها لا تتبع المثل العربي القائل انصر اخاك ضالما او مضلوما

    كما انها لا تحرق الابيض واليابس من اجل احقاق الحق و نشر قيم الفضيلة
    الاسلامية التي تتبناها

    بل تنطلق من دوافع مصلحية كدولة و لندرك المصلحة الايرانية في محيطها العربي علينا ان لا نأخذ القيمة الدينية فقط التي تتبانها رسميا هذه الدولة لمعرفة ما لها و ما عليها
    ايران اسلامية شيعية لكنها ايرانية فارسية حالها كحال كل الدول الاسلامية غير العربية التي احتفظت بتراثها الانساني كقومية و استطاعت ان تصهر الدين ليتلائم مع حضارتهم و تاريخهم

    يبلغ عدد سكان ايران سبعين مليون نسمة وهم على مستوى السنوات القادمة سيتحولون من دولة مصدرة للنفط لدولة مستهلكة للكثافة السكانية و كمية النفط الموجود فيها و هي كأي دولة في هذا العالم تسعى ان توسع مصادر دخلها و قوتها و نفوذها و هذا ليس عيب بل العيب بمن لا يفكر بمستقبل اجياله القادمة وتأمين العيش الرغيد والرقي والتقدم لهم

    ايران و ان كانت فارسية الاصل والمنشأ الا انها تحوي على قوميات كثيرة من عرب واكراد و بلوش و غيرهم واستطاعت ان تذيب كل هذه المكونات في بودقة الدين كان حينا بالاكراه او بالاقناع وليس من مصلحتها ان تكون دولة قومية فارسية خشية مطالبة اكرادها او عربها بالاستقلال , خاصة ان عربها يعيشون على اغنى واهم الاراضي الايرانية المحتوية على النفط

    لكن الدهاء الايراني و سياسة المصلحة المستقبلية جعتلهم من مقاومين و محاربين لمن يريد الانفصال الى قوة تسعى لضم من هم بعيدين عنها

    فالشيعة العرب المتواجدون في العراق و في السعودية وفي البحرين يعيشون على اراضي كلها نفط و في كل هذه الدول تحكم انظمة مستبدة فهي تحاول استغلال المضلومية ومعاناة هذه الشعوب من الشيعة في العالم العربي لتوسيع نفوذها
    وانا لو كنت ايرانيا و محب لوطني و يهمني ان يكون بلدا قويا لسلكت ذات السلوك

    هناك مفارقة تاريخية احب ان اذكرها في طريقة تفكير العربي العراقي شيعيا كان او سنيا في زمن الدولة الصفوية والدولة العثمانية

    حيث لم يكن هناك شيء اسمه العراق و لم يكن في الضمير الجمعي لكل شعوب العالم شيء اسمه القومية والانتماء لوطن بحد ذاته

    فكان الشيعة في العراق يفرحون و يصلون و يدعون للشاه الصفوي عندما انتصر على العثمانين و يأتي ليزور و يعمر المراقد في النجف و كربلاء والكاظمية و هو نفسه الذي هدم قبر الامام ابو حنيفة و نفس الوقت كان السنة يفرحون و يصلون و يدعون للسلطان العثماني عندما ينتصر على الصفوين الشيعة و يقتلهم

    المفارقة الادهى ان الشاه الصفوي والسلطان العثماني كانا من نفس الطينة فهما كانا ضالمين و سفاحين لشعوبهم و يحبون السلطة والمال والنفوذ لكن بنظر الناس البسطاء الشيعة فهو حامل راية الامام علي ما دام يعمر مزاراتهم و كذلك السنة يعتبرون السلطان العثماني هو حامل راية المسلمين والمؤمنين ما دام يعمر مساجدهم بغض النظر عن ظلم و بطش هؤلاء الحكام

    وهو المثل الذي يطبقه العربي البدوي بان ينصر اخاه ضالما او مضلوما فاصبح الشاه الصفوي اخا لي في المذهب انصره و ان كان ظالما سفاحا كما اصبح السلطان العثماني للسني اخا في المذهب انصره وان كان ظالما سفاحا

    و حتى وقت قريب كان ولا زالت بعض الاصوات تنعق بنعيق الماضي السحيق بان تنصر اخي في المذهب ضالما او مضلوما على اخي و ابن امي في هذا الوطن

    ايران تلعب لعبتها بحنكة و دهاء شديدين فهي تدعم المجلس الاعلى المطالب بفدرالية الجنوب والتي هي برأيي فدلارية دينية اكثر ما هي فدرالية جغرافية اقتصادية كوننا لم نرى اي برنامج اقتصادي من هذا الحزب يعزز به موقفه من هذه الفدرالية و اكتفى دائما بمقارنة كلمة الفدرالية بفدراليات سويسرا والمانيا وغيرها من الدول مع ان بلدنا يحوي على ثمانية عشر محافظة و نستطيع ان نتخلص من المركزية بان نعطي صلاحيات اكثر للمحافظات الموجودة اصلا

    و هي الفدرالية التي تدعم المشروع الايراني بايجاد حلفاء اقوياء اغنياء يسيرون على نفس الخط الديني المصلحي الايراني في التوسع في المحيط الخليجي الغني بالثروة النفطية والمفتقر للثروة البشرية والدفاع عن مصالحهم ضد العدو الامريكي الساعي لاسقاط نظام الملالي في ايران والمنافس له في المصالح

    و بنفس الوقت هم يدعمون التيار الصدري وان كان ضد الفدرالية حاليا لكنه ضد الاحتلال قلبا و قالبا عكس المجلس الاعلى فهي ورقة بنظر الايرانيين يستطيعون استخدامها كما حزب الله في لبنان بان يفرضوا واقعا و فراغا سياسيا مزمنا بالعراق ييطول امده لتحقيق مصالحهم و بناء واقع جديد يحمي مصالحهم

    مع احترامي لتطلعات ايران و صراعها من اجل البقاء كقوة فاعلة بالمنطقة و لكني اعتقد ان لدينا من المجلس الاعلى والتيار الصدري والفضيلة والدعوة من هم واعون لما يجري و يفكرون كعراقيين و يحاولون بناء البلد على اساس مصلحي عراقي لا مذهبي ضيق وتابع لاستراتيجية دولة مجاورة وان كانت قد ساعدتنا في وقت من الاوقات واحتظنتنا فشتان بين العميل الذي ينفذ مخططات و مصالح الغير على حساب دماء وقوت ابناء بلده و بين من يستطيع ان يوازي بين مصلحة العراق اولا كبلد واحد وبين مصالح و صراع القوى من حوله

    و هذا تحدي تواجهه احزابنا الشيعية اليوم و هي اللاعب الرئيسي بالعراق فنحن لسنا امام خيارين لا ثالث لهما اما ان نكون مواليين لايران او نكون معادين و محاربين لها مع الامريكان

    بل يكفينا ان نكون عراقيين و ننظر للعراق كلحمة واحدة و نرى ما هي مصالحنا و كيف نستفيد من دول الجوار و غير الجوار بحيث نستطيع من خلالها ان نؤمن استقرارا طويل الامد لبلدنا ولنعود لانسانيتنا التي فقدناها و حياة السلم والامان كما كل البشر و نبدأ بتدميل جراح الوطن والانسان العراقي المحطم

    الشعب الايراني حاله حال جميع شعوب العالم شعب مسالم يحب الحياة يفتخر بتاريخه و الحضارات المتعاقبة واثارها على دولتهم الحالية و هو شعب مثقف يحب القراءة و لديه رصيد كبير غير قليل من المثقفين والمبدعين الذين تركوا اثرا في الثقافة الايرانية والاسلامية والعالمية و حتى الذين يمقتون النظام الاسلامي الحاكم هناك و هم كثر داخل او خارج ايران لا يؤيدون اي ضربة لبلدهم تحت اي مسمى و خاصة بعد ما حل بالعراق من دمار و يعولون على تغيير داخلي بعد ان يصل الشعب كتفكير جمعي لنتيجة ان النظام الديني الحاكم يقيد حرياتهم ولا يحقق مبدأ المواطنة كأساس وانهم سيصلوا لمرحة يستطيعون من خلالها ان يقوموا بتغيير سلمي للسلطة دون اراقة دماء و خراب البلد

    بل ان الكثير من الايرانيين التواقوون للتغير في بلدهم ينظرون للعراق
    و دمقراطيته الناشئة مع كل سلبياتها الحالية نظرة ايجابية و يتأملون منه الكثير حيث لو اخذت الدمقراطية مسارها الصحيح في العراق و كانت المواطنة والانسان هما الاساس في بناء الدولة حينها ستعود المرجعية العالمية للشيعة للعراق و ستستطيع ان تنشر قيم العدل والمساواة التي نادى بها الامام علي دون ان تفرض نظاما سياسيا يتحكم بالطوائف والقوميات الاخرى كما هو في ايران

    و ان هذه المرحلة ان وصل لها العراق سيهدد الاساس الذي قام عليه النظام الاسلامي في ايران و ستزداد الضغوط للتغير و المزيد من الحريات والانتقال من الحكم الديني المذهبي الشيعي في ايران الى مطالب بدولة الانسان والمواطنة الحقيقية وسيؤدي هذا لتبدد الحلم الايراني بالنفوذ والسيطرة والاستفادة من ثروات دول الجوار بداعي المذهب والمظلومية والمصلحة المشتركة للشعوب التي تتبنى دينيا ذات المذهب و ان الدين هو فوق القومية و فوق كل الاعتبارات

    ان شيعة العراق ممثلين باحزابهم يستطيعون ان يتحالفوا مع ايران علانية و جهارا بداعي ان الدين المتمثل بالمذهب الاثني عشري هو الهدف و هو المنى و يكون هدفهم اقامة دولة شيعية اسلامية في كل المناطق التي يقطنها الشيعة في العراق والخليج وايران بدولة واحدة اسلامية

    فكما ان هناك دول تتحد و تنصهر مع بعضها كما في الاتحاد الاوربي فهناك دول تنقسم و تتجزأ كما في يوغسلافيا السابقة اما حدود واسامي الدول فهي لا تتعدى المئة عام و هي ليست دول مقدسة لا يمكن تغير خريطتها و حدودها

    مع هذا فأنا واثق ان شيعة العراق ممثلين بقياداتهم و مع كل السلبيات و الاداء الهش والضعيف لهم فان فيهم من الوطنين والواعين من سيقودون دفة هذا البلد للوحدة والاستقرار والامان

    لم اسمع في حياتي بدولة يطالب الاكثرية منهم بفدرالية و انفصال عن اقلياتهم بل العكس عادة ما تطالب الاقليات خوفا من الاكثرية الحاكمة بالانفصال

    ولا اعتقد ان الامام علي لو كان لا زال على قيد الحياة لطالب بفدرالية ولا دولة شيعية انما لهب لنصرة اخيه الملحد الانسان ان صابته مصيبه لانه اخوه في الانسانية و لن يسأله عن دينه او مذهبه او قوميته

    منقول.............

  2. #2
    عضو مشارك سلمان الخضيري is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    200

    افتراضي رد: هنا ايران

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    واقعي وجميل هذا الطرح اللذي لا يخلو من بعض الامور التي تكون قد حذفت من قبل الكاتب لاسباب الكل يعرفها والله أعلم ولكن الواقعية الشجاعة سيطرت على الموضوع بحكمة وذكاء
    حياك الله

  3. #3
    عضو مشارك ابوالنوف is on a distinguished road الصورة الرمزية ابوالنوف
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    99

    افتراضي رد: هنا ايران

    لا زلنا اخت انجي نتعثر في خطواتنا العشائرية
    ان القفز الى الانسانية يحتاج للكثير من الوعي والتدريب
    اولى تلك الخطوات هي الاعتراف بالغير
    وهنا اهمية تداول السلطة السياسية
    وفقك الله

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك