بقلم: مريم الخاطر</STRONG> عندما تصلك رسالة علي الهاتف الجوال بطلب دعم قناة عظيمة أطلق عليها (شاعر الرسول) ستنطلق من قطر في الأول من إبريل 2008، بتردد 12091 علي قمر عربسات بدر 4 .</STRONG>
فإنك حتما لا تملك إلا أن تقول: نعم سأفعل، بكل ما أوتيت من قوة، وبما تيسر لك من أدوات، هذا علي الرغم من أن الرسالة تطلب الدعم من الجمهور بأقل ما يملكون ألا وهو دعوتهم لمشاهدتها فحسب، رغم أننا نشعر أن دعم هذه القناة حتمي علينا جميعا، فنراه اليوم يقوم بمقام الواجب لا الفرض كفاية ، ومن لا يستطيع منا في شأنها أن يخرج إلي ميدانها ، فعليه تقديم أي شكل من أشكال الدعم.</STRONG>
ولعل ما يثلج الصدر أن تنطلق القناة بفكرة نيرة لإعلام مرئي من قبل بعض أبناء قطر المخلصين لدينهم المحبين لرسولهم -صلي الله عليه وسلم -في ظل تلك الهجمة الإعلامية الشرسة علي رمز هذه الأمة والسخرية بمعتقدات الإسلام وممارساته التي جند لها الكثير من الغرب مختلف فنون الإعلام من مطبوع أو مرئي كان آخرها فلم (الفتنة)، ولا يزال يجاهر بها . </STRONG>
ولطالما انتظرنا مثل هذه المبادرات الإعلامية الإسلامية لأنها</STRONG>
ولطالما انتظرنا مثل هذه المبادرات الإعلامية الإسلامية لأنها تتجاوز حملات الرد المباشر الوقتي فقط ووسائل الرفض أو الدفاع التقليدية إلي وسيلة أو منبر إعلامي دائم من ذات السلاح الذي يواجهنا به الغرب ، والذي بهذا الاستهزاء جعل العالم الآخر أكثر شغفا لمعرفة كنه الإسلام وحقيقته والبحث فيه، بل والذي جعله أكثر الأديان نموا واطرادا في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما تكون تلك الحوادث -علي رغم ما آلمتنا- الضارة النافعة، أو ربما الفرصة التي خلقت مثل هذه المبادرات.</STRONG>
فإذا كانت الهجمة علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عودة إلي الجاهلية الأولي ، وإلي الكفر والشرك ، فإن آيات القرآن قد حسمت الصراع بدفاع الله عن رسوله وعن الذين آمنوا دائما بقوله تعالي : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).. (البقرة: من الآية137).</STRONG>
وبمن يسخرهم الله تعالي للدفاع عن رسوله لقوله تعالي: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ).. (الحجر:95).</STRONG>
ولكن واجبنا يجب ألا ينقطع حيال نبي الإسلام أفرادا ومؤسسات، لذلك كان جميلا وبذات القراءة التاريخية أن يطلق علي القناة (شاعر الرسول) لا بخصوص اللفظ ولكن بعموم السبب، والشعر هنا قد استخدم مجازيا وهو كما نعلم وسيلة ورسالة لأنه لسان العرب آنذاك وهو الأداة الكتابية والخطابية الذي أطلق عليه (ديوان العرب) وهو ضمير الأمة اليقظ، والذي بارك فيه (صلي الله عليه وسلم) استخدامه وسيلة للرد علي المشركين عندما قال لحسان بن ثابت (شاعر الرسول (صلي الله عليه وسلم): "اهجهم وروح القدس معك) والذي هتف في نصرته:</STRONG>
نصرناه لما حل وسط رحالنا </STRONG>
بأسيافنا من كل باغ وظالم </STRONG>
جعلنا بنينا دونه وبناتنا </STRONG>
وطبنا له نفسا بفيء المغانم</STRONG>
،وإذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول بأنه لا يؤمن أحدكم حتي يكون الله تعالي ورسوله أحب إليه من نفسه، فإن الدفاع عن الرسول (صلي الله عليه وسلم) وعن الدين إنما هو جزء من الإيمان.</STRONG>
وهو (صلي الله عليه وسلم) الذي تغني به الشعراء في المدائح كما قال حسان:</STRONG>
وأحسن منك لم تر قط عيني </STRONG>
وأجمل منك لم تلد النساء</STRONG>
خلقت مبرأ من كل عيب </STRONG>
كأنك قد خلقت كما تشاء</STRONG>
وشوقي بقوله:</STRONG>
بك يا ابن عبدالله قامت سمحة </STRONG>
بالحق من ملل الهدي غراء</STRONG>
بنيت علي التوحيد وهو حقيقة </STRONG>
نادي بها سقراط والقدماء</STRONG>
ومشي علي وجه الزمان بنورها</STRONG>
كهان وادي النيل والعرفاء</STRONG>
والتي ختمها بقوله:</STRONG>
ما جئت بابك مادحا بل داعيا </STRONG>
ومن المديح تضرع ودعاء</STRONG>
أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة</STRONG>
في مثلها يلقي عليك رجاء</STRONG>
إننا حقا نعيش أزمة ، (أزمة) تداعي الأكلة علي قصعتها، ولكن مثل هذه المبادرات الخلاقة في الإعلام المرئي اليوم، ومثلها المواقع الإلكترونية التي رصدت منذ عامين في دولة قطر لهذه النصرة حري بها أن تكون منبر حق ولونا من ألوان الجهاد الذي لا قتال فيه والتي تهييء جبهة لمن لا جبهة له، أو لأولئك الذين يتذرعون إحجاما عن نصرة الإسلام بحجج واهية.</STRONG>
المهم أن تخرج هذه القناة بتردداتها إلي الفضاء الغربي لا العربي فحسب فتتجاوز نطاق عربسات لأنها يجب أن تتصدي لأولئك النفر الذين يشوهون الإسلام ويحتقرون نبيه، كما يجب أن تتكلم بلغة الخصم لا العربية فحسب لتنجح في إيصال رسالتها إلي عقر دارهم.</STRONG>
فالميدان يريد منا التصدي الجمعي، وأن تسخر كل إمكانات وطاقات أبناء الأمة كل فيما يحذقه من علوم السيرة أو السنة او الحديث أو اللغة أو الترجمة أو تكنولوجيا الإعلام والمعلومات، وكذلك تريد تكاتف مؤسسات الإعلام والمعلومات وشركات الاتصالات معها. ومن ثمّ من يجتهد فلا يجد من الأفراد ما يجود به فليشاهد وليشارك فذلك أضعف الإيمان.</STRONG>