قد تتألم ، وتجد أن من حولك مهما تعاطفوا معك فلن يحسوا بمقدار ما تحس به من ألم ..
وقد تئن ، وتجد أن من حولك مهما حاولوا أن يخففوا عنك ألمك فلن يعرفوا سر أنينك ..
وقد تحزن ، وتجد أن من حولك مهما ذرفوا دموعهم ليشاركوك فلن تتشابه الدموع ..
وقد تمل ، وتجد أن من حولك يواسونك ويؤنسونك إلا أنهم سيغادرونك وستبقى وحدك ..
لذا اهدي لكم بعضا من باقات كتاب ( لوجدتني عنده ) للدكتور : علي أبو الحسن ، بلسما لتتجاوز به محنة الألم إلى منحة الأمل ..

.. تجد بلسما ..

حين ترى المحنة منحة / حين ترى البلاء مطهرا / حين ترى المرض أجرا / حين ترى أنك المنعم عليه /
حين يختصك الله بقربه منك ومعيته لك / حين لا سيئة ولا خطيئة / حين ترفع درجتك للمقام الذي ارتضاه
لك ربك عندها فقط تعرف لذة قوله سبحانه " لوجدتني عنده " .

.. ونحن أقرب إليه منكم ..

" إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم ! مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك ؟ وأنت رب
العالمين ، قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ .. "
صحيح مسلم ..

.. هل توافق ؟ ..

لحظات العمر .. الممزوجة بالمرض .. والحافلة بالأنين والتوجع .. والتي نرى فيها أنفسنا أضعف ما نكون .. تعد لنا عبادة .
فقد قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إذا ابتلى الله عز وجل المؤمن ببلاء في جسده ، قال الله عز وجل للملك :اكتب له صالح عمله .. " صحيح الجامع .
فدقيقة مرض تعدل ساعة عبادة كاملة .. فسبحان المعطي الوهاب ..

.. رب ..

إن لي عندك حظوة .. تحتاج مني لخطوة .. فإنك إن عرفتني حكمتك أعنتني على أن أكون : ( إنا وجدناه صابرا ) ومتى وفقتني لذلك حظيت لديك بشرف ( نِعم العبد ) ..
فاللهم .. اجعلني لديك محظوظا حتى أكون ممن قال فيه المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صيره على ذلك ، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى " صحيح أبي داوود .

المرض .. ضيف مرسل
نعم .. ليؤدي وظائف لا يحسنها سواه ، فهو من يقوم بتصفية شوائب حياتنا ويرتقي بها نقية من ركام المشاغل ووسخ الآثام ، إنه محراب الخلوة بعيدا عن ضجيج السعي المتلاحق في الحياة بلا توقف أو استراحة ، هو
المرآة التي تعكس الضعف فينا حين نرى أننا في أتم القوة ، والفقر حين نظن أننا ملكنا كل شئ باقتدار منا ،إنه صلاة القلب حين يمتلئ ذلة لله ومسكنة مع الله ، واستعطافا لعون الله إيانا ، هو إقرارنا بالعجز التام إذا نحن بلا عنايته ووقايته وحفظه وكفايته سبحانه لا شئ !! ، إنه تذكار لنا عند الغفلات ، فكم من مريض لم نعده ، وأنين لم نسمعه ، وآلام لم نشعر بها ، وعليل لم نواسه ، إنه الذي يوجه سائر أعضائنا الأخرى في أجسادنا إلى
معاونة العضو العليل ومده بما يحتاج تحقيقاً لمفهوم ( كمثل الجسد الواحد ) ..

.. تسابيح مريض ..

إن كنت تحب أن تبث شكواك فاجعل حالك مقالك .. وليكن الله عز وجل مقصدك .. قال ( صلى الله عليه وآله وسلم )" قال الله تعالى : ما من عبد نزلت به نائبة فاعتصم بي دون خلقي إلا أعطيته قبل أن يسألني ، واستجبت له
قبل أن يدعوني "

_ سيد الخلق ( عليه الصلاة والسلام ) يقول : " من أصابه هم او غم أو سقم أو شدة ، فقال : الله ربي ، لا شريك له ، ولا اشر كبه شيئا كشف ذلك عنه " .

_ سيد الخلق ( عليه الصلاة والسلام ) يقول : " دعوات المكروب : اللهم رجمتك أرجو ، فلا تكلني إلى طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت " .

.. عالمك حال مرضك ..

كي تطمئن من الجميل أن تحاول تغيير نظرتك إالى الأشياء الموحية بالمرض من حولك إالى معان تدعم روح الشفاء بداخلك ..

وإاليك الامثلة ..

_ السرير الابيض : المطهر ( مكان غسل الذنوب ) ..
_ الممرض أو الممرضة : أخوك أو اختك الذي يسهر على راحتك ..
_ سماعة الطبيب : لمسة الحنان ومفتاح المنان ..
_ جلسة العلاج : جلسة الذكر ..
_ الطبيب المعاج : الحكيم ..
_ غرفة العمليات : أرض تظهر فيها قدرة الخالق ..
_ نتيجة الفحوصات : قدرة اله وعظمته ..
_ الصيدلية : بستان النعم ..
_ المستشفى : بيت التراحم ..
_ الادوية : مقويات لذكر الله وشافيات بقدرة الله ..
_ رداء المريض : المذكر ( درع المعركة ) ..
_ وخز الابرة : كفارة للذنوب ( كالشوكة يشاكها ) ..
_ غرفة المريض : خلوة مع الله سبحانه ..
_ مرارة الدواء : الصبر على المشاق ..
_ زوار المريض : المبشرون بالعافية ..
_ مراجعة الطبيب : اللجوء إالى أخيك ، حصن نفسك ..
_ الالم : استحقاق رتبة أعلى .
_ وأخيرا الصبر مفتاح الفرج