كل هذا الغيم

رَاحِلٌ مِنّيْ إلَيَّ
كَاتِبٌ فِيْ رِقِّ أَحْلامِي غَداً شِعْراً بَهيَّا
تِلْكَ كَانَتْ فَوقَ أَعْنَابِيْ سَرَاباً
ثُمَّ صَارَتْ فِيْ مَدَى الأحزَانِ لَحْناً
مِنْ حِكَايَاتِي شَجِيَّا
أَنْتَ قُلْتَ الأمْسَ لِيْ أَنَّ النَّوَارِسْ
سَوفَ يَأْتُونَ عَلَىْ خِصْرِ الفَتَاةِ
حِيْنَ يَرْمِيْ كُحْلَ أَبْيَاتِ الحَيَاةِ
بَازِغاً نِدّاً عَفِيَّا
والممَالِيكُ الّذِيْنَ
قَدْ تَنَادُوا
عِنْدَمَا الأَمْوَاجُ جَاءَتْ
مِنْ بَرَاحِ العَازِفِيْنَ طَمْيَ أَيّامِ الجَفَافِ
يَحْرِثُونَ العُمْرَ قَمْحاً
سُنْدِيَاناً
يَاسَمِيْنَا
يَكْتُبُونَ الأمْرَ فِعْلاً مِنْ مَواتٍ صَارَ حَيَّا
تِلْكَ كَانَتْ واسْتَبَاحَتْ
حِيْنَ ظَنَّ اللِّصُّ أَنِّيْ
مِنْ هَوَامِ الأَرْضِ أَمْضِيْ
نَحْوَ خَوْفِيْ ، نَحْوَ أَمْنِيْ
تِلْكَ بَاحَتْ مااسْتَبَاحَتْ
بَاحَةُ البَيِتِ الكَبِيْرِ
شَفَّعَتْنِيْ فِيْ ضِيَاءٍ كَانَ رِيَّا
أَمْهَلَتْنِيْ طَلْعَةَ النَّخْلِ الأَسِيْرِ
ثُمَّ أَوْحَتْ فِيْ الكَنَارِيْ
أَنْ يَصِيْرَ الكَهْفُ لَيَّا
بَعْدَ أرْضٍ زَلْزَلُوْهَا
بَعْدَ لأْيٍ ذلَّلُوْهَا
جَاءَ كَهْفٌ مِنْ مَدَارِيْ طَاوِياً رَمْزَ انْكِسَارِيْ فِيهِ طَيَّا
أَيُّهَا المَحْمُولُ فَوقَ الغَيْمِ نُوراً
حَوْلَكَ الأَفْلاكُ تَسْرِيْ كالعَذَارَى
فِيْ بَهَاءٍ مِنْ خُيُوْطِ الوَجْدِ تَسْبِيْ
وَالجَوَارِيْ سُنْدُسُ الأَوْتَارِ مِنْهَا
قَدْ تَوَارَتْ فِيْ حِجَالٍ مِنْ عَقِيْقِ الأُقْحُوَانِ
نَاقِراً دُفَّ الهَوَى نَقْراً طَرِيَّا
كُلُّ هَذَا الغَيْمِ أَضْحَى
كَاليَمَامَاتِ اللّوَاتِيْ بِتْنَ فِيَّ
أَيُّهَا المَبْعُوْثُ فِيْنَا وَرْدَةً مِنْ قَيْظِ أَرْضِيْ
فِيْكَ مِنْ أوتَارِ قَلْبِيْ ضِحْكَةُ البِنْتِ التِيْ خَافَتْ غِيَابِيْ
حِيْنَ قُلتُ اليَوْمَ رَحْلِيْ
فِيْكَ مِنْ أشْجَارِ حَقْلِيْ
بُرْتُقَالاتٌ عَلَىْ خِدْرِ الشِّفَاةِ
بَعْدَ أَنْ نّامَتْ فَتَاتِيْ فَوْقَ كَفِّ الأُغْنِيَاتِ
حِينَ صَاحَ الفَجْرُ هَيَّا
تِلْكَ كَانَتْ واسْتَفَاقَتْ
سَوْسَناً حُلْوَ المُحَيَّا


د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر