نحن الاعراب امة لا تقرأ ولا تعرف ان تقرأ ولا تتعلم ولا تريد ان تتعلم فمنذ نشاتنا ككيانات عندما خلع منشئؤونا الاول " الاوربيون " صفة الدول علينا ؟!!! ونحن نمضي من خطأ الى مشكلة ومن مأساة الى كارثة ومن مصيبه الى فتنة حتى يومنا هذا فلو تصفحنا تاريخ هذه الكيانات على مدى الثمانين عاما الماضية منذ عشرينيات القرن الماضي لوجدنا العجب العجاب في تعاملها مع بعضها البعض اولا ثم العالم ثانيا فهذه القطع الممزقه تتسابق فيما بينها في السقوط والانحطاط والتخلف على كافة الصعد ومختلف المستويات الى ابعد ما يمكن للمرء ان يتصوره فمع بداياتها التي اقيمت على السذاجة والغباء والبلاهه حاول المنصبون عليها وبمساعدة اربابهم ثم اتباعهم من المنتفعين واللصوص وشيوخ العشائر ادارة تلك الاقطاعيات بنظام غريب عجيب يستند على فكرالبداوة وتخلفها من جهة و بعض الافكار المستوردة التي جاء بها الرب الاعلى المنشئ لها من جهة اخرى ولن اقول المحتل لان المحتل هو من يستولي على دولا جاهزة في كل شيئ بينما لم يكن للاعراب ذلك الكيان على اي حال ..
فانشغل هؤلاء المنصبون واتباعهم في خلافات تافهة لتوزيع مناصب الادارة بين من يكون الاقرب فالاقرب من الرب الاعلى مستخدمين شتى الوسائل والطرق الاجرامية لتحقيق هذا الهدف بدئا من الرشوة وحتى القتل للوصول الى منصب ثانوي تافه كوزيراو نائب اوسفير متناسينا نحن البدو الذين يقتلنا الفقر والعوز والفاقة والبطالة والجهل وهو ما كان اولى ان يلتفتوا اليه اولا وقبل كل شيئ ولكنها البداوة وتخلفها ..
على اي حال ما ان استقر هؤلاء ولانهم بلا ضمير يذكر وليسوا في ميزان البشر التفتوا الى اوربا بلدان اربابهم وارادوا ان يقلدوها ان يستنسخوها في اقطاعياتهم متناسين ان المنطق يرفض بل لايسمح بذلك فأنى للجنين ان يركض كما البالغ ، ولكن لكون صفة الغباء والبلاهه متغلغلة فيهم الى الحد الذي يصعب معه اي حل تخيلوا ان بامكانهم وهم الناشئون الجدد الذين لم يقو عودهم على الانتصاب بعد ، تخيلوا ان يقفزوا درجات سلم التحضر والمدنية والتطور في سنوات عدة بل اقل بكثير مما امضته اوربا حتى للوصول الى تلك النتيجه مع ان العقل والمنطق ناهيك عن الدين يحتم بأن على مالك الدار ان يبدأ بالاهتمام بحالة اهلة وقومه وتحسين احوالهم وجبر كسرهم وانتشالهم من كل كوارثهم واصلاح امورهم قبل حتى ان يشرع في تصليح وبناء ما تهدم او تعطب من اركان منزله اما الشروع بخطوة غبية حمقاء كبناء الحديقة والاهتمام بها قبل اي شيئ اخر فهذا هو الانحطاط البدوي الذي لا علاج له .
فراحوا يصرفون الاموال التي انهالت عليهم من مصادر شتى سواء من ثروات الاقطاعية او الرشاوي الخارجية او نظام السرقة والنصب والجزية الذي فرضوه على بقية البدو اشباههم بما يسمى زورا ضرائب حكومية حيث يجبون او قل يسرقون الاموال بمسميات عدة ما انزل الله بها من سلطان فتارة بفكرة تثبيت الانتماء للاقطاعيه بما يسمى الجنسية وشهادة الجنسية وهوية احوال مدنية وبطاقة شخصية وتموينية وشهادة زواج وميلاد ووفاة واوراق اخرى غريبة الاسم والمعنى والهدف ، مع ما يستلزمها من طوابع واختام وتواقيع لا حصرلها وتصديقاتها وصحة اصداراتها الى غير ذلك مما ابتلينا به من سخف ادراي لا شبيه له في العالم اجمع الذي استغنى عن المعاملات الورقية منذ اكثر عشر عقود او يزيد واستعاض عنها بنظام الرقم الشخصي لكل فرد يحمل كل معلوماته منذ ولادته .. " يبدو انه هذه المخلوقات لم تسمع بلغة الارقام من قبل " .. يظن الاوغاد ان الامن لا يتحقق الا بهذه الطريقة السمجه ؟!!!!!
وتارة اخرى لقاء ما يحصل عليه من خدمات ناقصة او معدومة في بعض الاقطاعيات " كهرباء ، ماء ، هاتف ، غاز " المفترض ان تكون مجانا او على الاقل باسعار رمزية كونه شريكا في الاقطاعية لا اجيرا ولكن العكس هو ما يحدث اذ تحسب عليه باسعار باهضة وفي بعض الاحيان بضعف سعرها الحقيقي .
وتارة مسميات لا علاقة لها بمنطق .. " ضريبة مبيعات ، قوى عاملة ، دخل ، عقار الى اخره .
حتى ان مسكين هذه الاقطاعيات لايمكنه ان يثبت وجوده كأنسان الا اذا كان يحمل اوراقا ومستندات تؤكد انه دفع الاتاوة ، ويا ليته يصل الى مراده بل ربما العكس في بعض الاحيان نظرا لانحطاط ودناءة الموظف الحكومي ، مما فتح الباب للفساد من شتى الانواع والالوان رشوة ، محسوبية ، واسطه ، تزوير ، دعارة حكومية الى اخر قائمة النذالة وبيع الذمم حتى يتخلص او يصل الى مراده ، وفي كل الاحوال هو الخاسرالوحيد بسبب حظه العاثر الذي اوجده في لحظة نحس ضمن قاطني هذه الاقطاعية او تلك .
المهم ان الاوغاد راحوا يصرفون تلك الاموال على ما سموه زورا خطط تنموية خمسية كانت او عشرية او حتى مئوية ثم لم نرى الا مزيدا من التخلف فالاموال راحت تصرف لبناء ملاعب ونواد ومنتخبات وملاه ومسارح ودور سينما ومنتجعات ومقرات لاجتماعات البرلمان ورئاسة الحكومة ومقرات الرئاسة ووزارات ومشيخة وسلطنة وسجون ومقرات مخابرات ودهاليز للاستجواب والتحقيق والتصنت وقصورا لشيخ العشيرة وابنائه وجيوش جرارة لا تنفع الا للاستعراض امام شيخ العشيرة واتباعه وما يستتبع كل ذلك من مرتبات لجنود الحراسة وكلاب الحراسة واوغاد الحراسة ومركبات الحراسة ولاجل ذر الرماد في العيون الرمدة اصلا حد العمى صرفوا بمبالغ لاتساوي حتى الثلث على مدارس وجامعات ودور رعاية وشق الطرق التي تحتاج الى صيانة اسبوعية من اجل مزيدا من النهب والسرقة .
الاهم في كل ذلك ان هذا الحال كان منذ بدايات هذه الكيانات الى يومنا الكئيب هذا ومعه ظل حالنا نحن الفقراء من البدوالمتعبون المغلوبون على امرنا التفهاء السفهاء على حاله من الفقر والجهل والتخلف والانحطاط واللصوصية دون ان يتغير بل وزادت اعبائنا وتعقدت حياتنا وفقدنا اسباب معيشتنا وطمئنينتنا وامننا وراحة بالنا ومستقبل عيالنا وما زاد الطين بله ان غالبنا بلغ حدا من العته والبلاده انه لا يزال يصدق الترهات القائلة ان غد لابد ان يكون افضل وهو يرى ان حالنا لم يتبدل لا مع من ادعى الوطنية او الدين او حتى الكفر ولعل ذلك اكبر دليل على اننا اقوام لا نقرأ ولا نعرف ان نقرأ ولا نتعلم ولا نريد ان نتعلم لا من اخطائنا ولا من اخطاء غيرنا .. اننا باختصار امة ميتة بانتظار الدفن ..