السومرية نيوز/ بغداد

شكل الاعتماد على اللاعب الجاهز إحدى العلامات الفارقة التي ميزت الدوري العراقي في ظل إهمال واضح للفئات العمرية ووأد المواهب الكروية، لاسيما بارتفاع بورصة أسعلار استقطاب المحترفين التي جعلت من الاندية تتخلى عن صناعة اللاعب الموهوب، الامر الذي ألقى بضلاله على المنتخبات الوطنية وأثر على المستوى العام للكرة العراقي.

الخضوع للعاطفة

يقول المدرب هادي مطنش في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "من اهم أسباب الاعتماد على اللاعب الجاهز هو فشل التخطيط والإدارة العامة في الأندية فالإدارات تريد أن تأخذ استحقاق غيرها عبرامتلاكها الأموال بدعم وزاراتها ومؤسساتها"، مؤكدا أن "النادي الذي ليس له فئات عمرية فهو أول نادي يسقط، فنحن في السبعينيات تدرجنا في الفئات العمرية حتى الوصول للدرجة الأولى وبالتالي خضعنا لعملية تغيير وتدرج طبيعية".

ويضيف مطنش أن "ليس من مصلحتنا الاعتماد على المحترفين او اللاعب الجاهز رغم ان هذا ما يعتمد في أوروبا لكن الأمر مختلف هناك حيث يكون خاضعا للدراسة والتخطيط الممنهج"، مشيرا إلى أن "اعتماد الاعب الجاهز واهمال الفئات العمرية والمواهب ياتي من الخضوع للعاطفة وعدم وجود رؤية مسبقة والعملية برمتها تؤثر على المنتخبات الوطنية".

كارثة بتأثيرات سلبية

بدوره يرى المدرب عبد الأمير ناجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "في العراق لا توجد لدينا صناعة لاعب حاليا، حيث يتم الاعتماد على اللاعب الجاهز بدليل أن كل الأندية ليس لديها لاعب فئات عمرية"، لافتا إلى أن "محاولات البحث عن اللاعبن تحت 20 عاما في الدووري لن تفرز سوى ثلاثة او اربعة لاعبين وهذا ناتج من انعدام الفئات العمرية لسنوات طويلة".

وشدد ناجي على"ضرورة إعادة الروح للفئات العمرية لتتمكن الأندية والمدارس الكروية من صناعة اللاعب الذي سيكون سلعة نافعة إذا ما تم توفيرالاهتمام به والمبالغ المالية واقحامه في البطولات والتدريبات مع الفريق الأول" معتبرا أن "مسألة الاعتماد على اللاعب الجاهز كارثة وتاثيرها سلبي على الكرة العراقية وهو ما نلمسه اليوم بدليل أن هناك لاعبين في المنتخبات الوطنية لم يكن بناؤهم صحيحا لعدم المرور بدوري الفئات العمرية".

آفة التزوير

من جهته أكد الأكاديمي كاظم الربيعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الفئات العمرية هي التي تصنع اللاعبين بالدرجة الأساسية، إلا أن الأندية والمدربون أهملوا الفئات العمرية واتجهو للتزوير"، واصفا "عملية التزوير بـ"الآفة"، و التي تقضي على المواهب".

وعزا الربيعي "لجوء المدربين لهذا الطريق بسبب تفكيرهم بالنتائج قبل صناعة اللاعب التي تعتمد أيضا على وعي الإدارة"، مبينا ان "حلقة التفكير بالمواهب مفقودة لوجود عنصر التزويرباعتماد المدربين على اللاعب الجاهز حيث اصبح اعتماد الاندية الكلي عليه".

وتابع الربيعي "لو نبحث في الدوري نجد أن 40 لاعبا هم يتنقلون بين نادي وآخر وبشكل مدور ولايوجد من يفكر بايجاد لاعب موهوب يكون احتياطيا ومن ثم في المرحلة الثاية يترقى للأساسي"، داعيا إلى "إيلاء الفئات العمرية اهمية بالغة وتنظيم مسابقاتها حيث سيكون لها دور كبير في معالجة المشكلة فلابد من وجود دوري للشباب على أقل تقدير تسبق مبارياته مباريات الفريق الأول كي يكون رافدا له كما كان معمولا به في السابق".

يذكر أن العديد من الأندية المحلية تعاقدت مع اللاعبين المحليين الذين تنقلون بين الاندية فضلا على استقطاب عدد من اللاعبين المحترفين من دوريات ايرانية وسورية واردنية وافريقية وبرازيلية، فيما لم يعتمد إلا القليل من الاندية على لاعبي الفئات العمرية.