حكومة المالكي تدير سجونا سرية بالمنطقة الخضراء وتتولى تعذيب الخصوم السياسيين
منتديات الفرات


15 / 05 / 2012
بغداد – العرب أونلاين: قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الثلاثاء ان السلطات العراقية ماتزال تدير سجنا أعلنت عن اغلاقه منذ أكثر من عام بعد تقارير تحدثت عن ضرب السجناء وصعقهم بالكهرباء، وذلك في مسعى من المنظمة إعادة تسليط الضوء على هذا الملف المفتوح منذ سنوات في العراق.


واتهمت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها ومنتقدون آخرون حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإعادة العراق الى الحكم الشمولي بمواجهتها للاحتجاجات والتحرش بالمعارضين وتعذيب المحتجزين.


وذكرت هيومن رايتس ووتش ان السجن الذي يعرف باسم معسكر الشرف يوجد داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد وهي منطقة بها معظم المباني الحكومية والسفارات الاجنبية.


ومعسكر الشرف هو قاعدة عسكرية امريكية سابقة بها اكثر من 15 مبنى تسلمتها القوات العراقية عام 2006 . وغادر آخر جندي امريكي العراق في ديسمبر/ كانون الاول.


وقال متحدث باسم وزارة حقوق الانسان العراقية ان المعلومات التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش غير صحيحة ولها دوافع سياسية. وقال المتحدث كامل أمين ان معسكر الشرف اغلق في بداية عام 2011 وانه تم نقل كل النزلاء الى سجون رسمية أخرى.


وأضاف انه في الاسبوع الماضي توجه فريق من المراقبين تابع لوزارة حقوق الانسان الى مركز الاحتجار بمعسكر الشرف ووجده خاليا تماما.


وذكرت هيومن رايتس ووتش ان تقريرها الاخير يستند الى مقابلات أجرتها مع 35 سجينا سابقا وشهود ومسؤولين حكوميين.


ويزعم التقرير انه بالاضافة الى معسكر الشرف يوجد أيضا سجنان سريان آخران داخل المنطقة الخضراء.


وصرح أمين بأن وزارة حقوق الانسان لم تكن ستقف مكتوفة الايدي اذا وصلتها تقارير عن منشآت احتجاز سرية.


وقالت هيومن رايتس ووتش انه منذ اكتوبر تشرين الاول عام 2011 قامت الحكومة بعدة حملات اعتقال حاصرت خلالها أحياء وقامت بعمليات تفتيش من منزل الى منزل ومعها قوائم بأسماء أناس مطلوبين.


وقال جو ستورك نائب مدير منطقة الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش في بيان "قوات الامن العراقية تحتجز الناس في غياب القانون دون محاكمة او تهمة معروفة وتخبئهم في مواقع لا يمكن الاتصال بهم فيها."


ودعت المنظمة الحكومة العراقية الى الكشف عن اسماء كل السجناء واماكنهم والافراج عن كل من لم توجه له تهمة بعد وتشكيل سلطة قضائية مستقلة لمحاكمة من وجهت لهم تهم.


وذكرت المنظمة في تقرير لها صدر في فبراير/ شباط استنادا الى مقابلات أجرتها مع سجناء سابقين ان قوت الامن العراقية تعذب المسجونين في معسكر الشرف.


ويقول مراقبون إن هذا التقرير الجديد لهيومن رايتس ووتش يربط الصلة بمحتوى تقارير سابقة اصدرها حول تواصل وجود سجون سرية في العراق موروثة عن عهد الاحتلال الأمريكي وإلى حد الآن حتى بعد خروج القوات الأمريكية الظاهر من العراق.


ويقول مسؤولون عراقيون ومصادر دبلوماسية ان قوة من الأمن الخاصة التابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي تحتجز المعتقلين في ظروف سيئة لأشهر من دون السماح لهم بالاتصال بمحامين أو أسرهم، بالرغم من تعهد المالكي في أكثر من مرة بكبح جماح الوحدة الخاصة التابعة له والتي تسمى "لواء بغداد".


وفي 2010 أعلنت المنظمة الأمريكية اكتشاف سجون سرية "منها وأخرها معتقل مطار المثنى" حيث تدور في هذا السجن السري أعمال تعذيب وحشية، بعلم السلطات الحكومية.


وتقول المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها أجرت مقابلات مع 42 سجيناً بمركز احتجاز الرصافة في حينها، وكانوا من بين 300 محتجز نقلوا من مركز احتجاز سري في مطار المثنى القديم غربي بغداد إلى الرصافة، في مجموعة من 19 زنزانة كبيرة على شاكلة أقفاص حديدية، بعد أن انكشف أمر وجود السجن السري، ونشرت صوراً لأشخاص تلقوا تعذيباً وصفته التقارير الأوربية بأنه وحشي وهمجي.


ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، يدعو ستورك الحكومة العراقية إلى مقاضاة جميع المسؤولين عما وصفها بـ "الوحشية الممنهجة"، لكن يبدو أن حكومة المالكي لا تلقي بالا إلى هذه الدعوات.