الجمعة الأولى من جمعات الإصلاح الإلهي (6-4)
بسم الله العزيز المقتدر
اللهم صلي على محمد أصدق عبادك وعلى آله خير من دافع عنك وإجعلنا من خيرة أتباعهم
الحمد لله الذي ذخر وليه لإحياء دينه ، والحمد لله الذي وعد بإظهار وليه ونصره وتمكينه ، والحمد لله الذي أذن بخروج وليه وهو حافظه وهو الذي يعينه ..اللهم نسألك أن تنشر علينا بوليك أسباب رحمتك ، وتحيي به ما قد مات من عطايا خيرك ، وترد به ما قد فات من حقك ، وتفتح به ما لم يأتي من أسرار دينك .. اللهم ونسألك أن تجعله سقيا رحمة وبركات ، وتجعله هداية مباركة هنيئة زاكية ، ينعش به الإيمان الضعيف في عبادك ، وتثمر به القلوب التي يبست ، وتورق به أغصان العقول .. اللهم إجعله باباً الى كل خير لنا ولكل الطيبين ، وافتح به علينا بركاتك الواسعة وعطاياك الجزيلة ، وأنقذ به بريتك الضائعة الغافلة ، وأنزل به من سمائك مدراراً من الكرم والغفران يهطل على القلوب والعقول ، فيدفع عنها كل سوء وباطل وظلم ويرجع إليها كل خير وحق وعدل ، فتحيا النفوس بعدما أماتتها الغفلة وشغلتها الدنيا وقتلتها الأوهام ، ولا يكون في الأرض إلا جميل ذكرك وهناءة العيش بحبك ..
والسلام على مهدي الله وعلى أولياء الله وأنبيائه والصالحين ..
إن على جميع المؤمنين في العالم وكل الذين يحبون الله سبحانه مهما كانت إنتماءاتهم الدينية التي ورثوها من آبائهم أو صنعوها في أيامهم أن يفهموا أن مهدي الله هو الخير الكبير لهم ، وبه يكون المخرج من كل فتنة ، والخلاص من كل شر ، والتحرر من كل ظلم ، والإسقاط لكل باطل ، والكشف لكل زيف ديني ، والإرتقاء عن كل تدين متدني ، والتصحيح لكل تأويل خاطئ ، فلينفتحوا بقلوبهم على الله وليطلبوا النجاح الكبير مع مهدي الله القادم حتماً وقريباً بقوة الله .
وعلى جميع المؤمنين أن يعلموا أن مهدي الله هو أولى الناس بآدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وزكريا ويحيى وموسى وعيسى، وهو أولى الناس بمحمد وآل محمد ، فلا يجوز لأحد أن يحاججه بما ورد عنهم وصدر منهم ونزل فيهم ، فهو أدرى الناس بشعاب الله ، وأعلم الناس ببيت الله ، ولا أحد أحرص منه على دين الله ، وهو وارث ما عندهم ومكمل له بالأمر الجديد من ربه.
وعلى جميع المؤمنين أن يفهموا أن مع مهدي الله الأمر الجديد من الله ، فهو ينسخ الكثير ويأتي بالتغيير ، وهو متم الرسالة الإلهية ، لا بمعنى التشدد في ما كان وإنما الإنتقال بالإيمان الى مقام آخر من الإرشاد الإلهي والتشريع الإلهي ، يُدخل به البشرية في طريق التكامل والتقرب الى الله ، ويُبين ما نـُسخ سابقاً ويكشف ما يُمحى الآن ويتحدث بما يريده الله في كل لحظة .
وعلى كل المؤمنين أن يتعهدوا بالولاء لمهدي الله ولاءاً مطلقاً فيحبوه أكثر من أنفسهم وأهليهم وحياتهم ، ويدافعوا عنه بكل ما عندهم وبأغلى ما يملكون ، ويعتبروه شرفهم وعهدهم وقائدهم وحزبهم ، ولا يبقون مع أي قيادة أخرى ، ولا يطيعون إلا من يأذن خليفة الله بإطاعته ، وعليهم طلب النجاح الكبير مع مهدي الله ، ولا يكون النجاح إلا بصدق الحب لله والطلب للآخرة والنبذ للدنيا والإنكار للذات والتصديق بأمر الله والتسليم المطلق لله سبحانه ..
وعلى جميع المؤمنين في العالم أن يفهموا أن الله سبحانه هو الهدف الحقيقي من حركة المهدي خليفة الله في أرضه ، وهو قضية ثورته ، وهو رسالة معركته ، ولا يكون أي شخص قريباً من ساحة المهدي إلا بقدر قربه من الله وحبه لله وتسليمه لله وتصديقه بالله وطلبه لله ، وقبوله في الله ومن الله ، وإخلاصه في الطريق إليه سبحانه .
فنحن اليوم لا نعيش في مرحلة طلب تعجيل الفرج الإلهي وإنما نعيش في مرحلة ترقب حدوث هذا الفرج العظيم في أي لحظة ، وفي هذه المرحلة الطلب الصحيح من الله سبحانه هو أن نطلب النجاح الكبير مع خليفة الله ، وأن نطلب النجاح في كل خير معه ، ونطلب النجاح في التقرب العظيم لله منتفعين من تربيته وبركاته وفيضه وشفاعته ونوره أرواحنا فداه .
والحمد لله صاحب الفتح المبين والنصر العظيم
رد مع اقتباس
