صراع شركات الاتصال بين هدم الاستثمار والمشترك
يعد التقدم التقني في الاتصالات بالعالم سببا رئيسيا في جعل العالم اصغر من القرية كونها وسيلة لتواصل بين الاحبه ومعرفة الاحداث التي تدور في العالم والتواصل معها .. كل هذا معروف لدى الجميع ولكن الغير معروف لدى اغلب المشتركين في خدمة شركات الاتصال هو الصرعات التي تحدث بين الشركات المنافسه في جميع العالم ولكن المنافسات تؤدي بعض الاحيان اتباع سبل غير نظيفة في سبيل اقصاء تلك الشركة او تلك والهدف سيادة الشارع وخلق امبرطورية للاتصالات محسوبه لشركة بعينها .. وكل شركة لها اذرع طويلة في مفاصل الدولة يمكنها ان تستخدم تلك الامكانيات وتوظيفها في خدمتها وفي صناعة امبراطورية للاتصالات ومحاربه الشركات الاخرى .. هذا ليس بالافتراءى على شركة معينة وانما هي حقيقة واضحه وملموسه للجميع بدلا من اتباع اسلوب المنافسة الشريفة التي تتمحور في توفير خدمات اتصال سليمه وجيده وهو الاسلاح الاجمل وانظف في بلوغ كل شركة امبراطورية حقيقية ليس مستنده على استغلال نفوذها في محافل السلطة والدولة .. يقودني هذا الكلام الى ما يحدث حاليا في الساحة العراقية والتنافس الخفي بين اهم شركتين للاتصالات هما شركة (زين) وشركة(اسيا سيل) .. وهذا الصراع الخفي يقع ضحيته المشترك العراقي الذي من حقه ان يطلع ويفهم ما يدور في كواليس الصراع الشركات للاتصالات في بلده بعد ان اخذ المشترك المواطن العراقي الذي يتسلق مجد الانفتاح الحضاري والتقني والعلمي .. بعد عزله عن العالم دامت اكثر من ربع قرن ان يتطلع الى العالم ويتواصل معه .. وبعد التقصي والبحث وجدنا جمله من الامور يمكننا ان نطلق عليها تسمية المنافسة الغير نظيفه ..
· قبل الولوج في تفاصيل المنافسه نتطلع الى سيرة كل شركة بصوره مختصره :-
شركة زين هي احدى الشركات التي جأت الى العراق بعد التغير وتمكنت في خلال فترة وجيزة ان تغطي اغلب مناطق العراق وتعدمن أكبر مشغل لخدمة الإتصالات المتنقلة في العراق.. ولاقت تحديات كبيرة منذ بدء عملها في العراق عام 2003 من قبيل التعرض للمخاطر الأمنية وغياب النظم المؤسساتية التي يمكن التعاطي معها لتوفير خدمات أفضل في مجال الإتصالات المتنقلة في العراق ، ومع هذا حققت (زين العراق ) في تلك الفترة نجاحات باهرة كانت مدعاة فخر للدولة العراقية في باب حرية الإتصال والتنقل وإدخال التقنيات الحديثة ،بعد التغيير الذي حصل في نيسان 2003 .
(زين العراق) التي واجهت العنف بجودة الأداء وواجهت عزوف المستثمرين بسبب تردي الوضع الأمني والبيروقراطية واجهت ذلك بزيادة حجم إستثماراتها من خلال شراء أو مايعرف إقتصادياً بـ(الإستحواذ) حصة شركة "عراقنا" وضم ملاكاتها لـ(زين العراق) حفاظاً على فرص عملهم وإيماناً من شركة(زين العراق)بأن العراقيين يستحقون الأفضل وأن السوق العراقية سوق واعدة.

شركة اسيا سيل ايضا هي من شركات المهمه في العراق ولعبت دورا ومنذ تأسيسها استطاعت شركة آسياسيل ان تستخدم تقنياتها لتوفر خدمات الاتصالات الخلوية وخدمات القيمة المضافة. وهي اليوم تخدم ما يزيد عن 8 ملايين مشترك موزعين على جميع محافظات العراق .
هاتان الشركتان كغيرهما من شركات في العالم نشىء بينهم منافسه يخفى على الجميع طبيعة هذه المنافسة المستخدمه بأتجاه شركة زين هو من قبل شركة ما توصلنا اليه وبشكل ملموس يوضح جانب مهم هو ترصد واضح لشركة زين واغض النظر عن الاخرى .. انطلقت بداية الصراع من قبل قرار (هيئة الإعلام والإتصالات) بفرض غرامات على شركة (زين العراق) جاء بعد سلسلة كتب ومخاطبات رسمية طلبت من خلالها (زين العراق) السماح لها بإستخدام نطق أرقام جديدة لتغطية حاجة سوق الإتصالات العراقية إلا أن جميع هذه الطلبات جوبهت بالتسويف تارة وبالرفض أخرى من قبل (هيئة الإعلام والإتصالات) بداعي عدم استعداد (زين العراق) من الناحية الفنية لفتح نطق الأرقام المطلوبة وهو مالم تطلع عليه الهيئة من جميع النواحي وفي مقدمتها التقنية والفنية ،إلا من قبل كتب رسمية كشفت عنها صراحة بالإستعانة بمعلومات إحدى الشركات المنافسة وهي معلومات لاتمت للحقيقة والموضوعية بصلة!؟.. وهذا ما يؤكد بالمنطق الذي لايقبل الشك ان هناك نوايا غير سليمه في محاربه زين .. ويبقى سؤال الى هيئة الاعلام والاتصالات المستقلة (كيف يمكنك ان تستعيني بمعلومات تخص شركة ما من خلال شركة منافسه لها .. فأين الاستقلالية والنزاهة في الموضوع؟!.
هذا من جانب ومن جانب اخر إن إستقاء (هيئة الإعلام والإتصالات) الموقرة لمعلوماتها من مصادر منافسة لـ(زين العراق) يشكك بإستقلالية وحيادية الهيئة لا بل يطعن بهما صراحة كون الهيئة إستقت معلوماتها من طرف واحد دون الاطراف الأخرى وإستندت على معلومات مظللة وغير دقيقة في إتخاذ قراراتها.
كل هذه الخطوات المتسارعة في اتخاذ العقوبات بحق شركة زين العراق محاولة لاحباط مشروعها القادم في أعلان خدمتها في مناطق كردستان .. وفرض الغرامات اللامنطقية وعدم السماح باستخدام نطق ارقام جديدة يهدد المنافسة لشركات في كوردستان العراق خصوصاً والمناطق الأخرى على وجه العموم ولمصلحة من تقوم الهيئة بحجب نطق الارقام عن (زين العراق)في كوردستان!؟..
وجهت اصابع الاتهام نحو شركة اسيا سيل كونها استغلت نفوذها وتوظيفها في وضع العراقيل امام زين ولكن من جانب اكدت او نفت شركة "آسيا سيل" للاتصالات وفي الاسبوع الماضي، وجود أية مشاكل بينها وبين شركة "زين العراق" للاتصالات، مشيرة الى انها قطعت الترابط البيني بستة ملايين رقم لزين تنفيذا لقرار هيئة الاعلام والاتصالات.
وأشار المدير التنفيذي لشركة اسيا سيل ، "لاتوجد مشاكل بيننا وبين شركة زين العراق لكن الذي حصل هو ان الاخيرة طبعت ستة ملايين رقم غير مرخصة من قبل هيئة الاعلام والاتصالات وطرحتها في السوق، مما تسبب بضرر كبير لشركات الاتصالات العراقية الاخرى ".
وتابع القول: "ان الهيئة قررت تغريم شركة زين وألزام الشركات الاخرى بوقف الترابط البيني بينها وبين هذه الارقام غير المصرحة، والتزاما بذلك نفذت آسيا سيل القرار بعد ابلاغ شركة زين بذلك".
هذا الكلام يتنافى مع قرار الهيئة بحق هذه الشركة يعد مخالفا للمادة 14 ب بعدم تقديمها سياسات أو إجراءات التي يجب أن تحدد من وقت لآخر بموجب المادة 14 ب من عقد الترخيص ، وما يؤكد على ذلك هو أن هيئة الإعلام ترفض السماح لـ(زين العراق)بإستخدام نطق أرقامها وفق لمطالبات رسمية يرجع تاريخها لعام 2009.
يبقى السؤال الاوحد الذي يطرح نفسه هل ما تعرضت له زين من غرامات يتناسب مع مقدار مخالفتها .. هذا السؤال تبقى الاجابه عليه من خلال تقصينا ومتابعتنا الى خدمات زين للمواطن طيلة هذه الفترة ..

وهذا يقودنا بالتالي الى حقيقة حجم الضرر جراء غض الطرف عن مخالفات الشركات الأخرى المنافسة لـ(زين العراق)
ان هذه العملية الغير مستندة الى اسس قانونية منصفه من خلال فرض الغرامات بطريقة كيفية وغير خاضعة لسياسات وضوابط معينة تهدد واقع الإستثمار في العراق ، فلمصلحة من أطلاق هذه الإجراءات.؟
تبقى مرحلة اخيرة هي ان نضع النقاط على الحروف وكشف المستور وانصاف الحق واظهار الحقيقة بعيدا عن الاستعانه الى الاستغلال لمفاصل الدولة وتوظيفها لخدمة جهة ما على جهة اخرى !...