الخبراء يضعون المخططات الأولى للحفاظ على موقع بوذا في باميان (أفغانستان)




وضع مسؤولون أفغان وخبراء دوليون خططًا للحفاظ على مستقبل المشهد الثقافي والبقايا الأثرية في وادي باميان (أفغانستان) خلال اجتماعين عقدا في مقر اليونسكو، في باريس، بين 2 و4 آذار/مارس. وجاء هذان الاجتماعان في الذكرى العاشرة للتدمير المأسوي لتمثالي بوذا العملاقين في باميان.

بعد الاستماع إلى مقترحات كثيرة قدمتها فرق من الخبراء من ألمانيا وإيطاليا واليابان عن طريقة الحفاظ مستقبلاً على تجويفي تمثالي بوذا وعرضهما، اتفق المشاركون - ومنهم وزير الإعلام والثقافة الأفغاني، ووزير التنمية الحضرية وحاكم مقاطعة باميان - على النقاط التالية:
  • ليس متوقَّعًا إعادة بناء كاملة لتمثالي بوذا في الوقت الراهن، نظرًا إلى المعطيات العلمية الراهنة والتقديرات المتعلقة بكلفة العملية والموارد المتاحة.
  • سيتم تدعيم التجويفة الغربية الكبرى على أن تترك فارغة كشهادة على العنف الماضي، فيما ستحدد دراسة جدوى هل تشكل إعادة تجميع أجزاء من التمثال الشرقي خيارًا للسنوات المقبلة.
  • يجب بناء متحف مركزي في باميان، ومتاحف صغيرة داخل الموقع، لحفظ الاكتشافات التي تمت في الوادي، وعرضها.
  • يجب مواصلة الأعمال للحفاظ على مجمل المشهد الثقافي في وادي باميان، مع الأخذ في الاعتبار كل العناصر الأثرية والهندسية اللازمة لتنمية باميان المستقبلية.
  • ينبغي وضع خطة شاملة بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية. وستكون بمثابة مرجع لكل التدخلات في المستقبل.
ومنذ العام 2003، تاريخ تسجيل المشهد الثقافي والبقايا الأثرية في وادي باميان على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وضعت اليونسكو مشروع حماية للموقع على مراحل ثلاث. وتمّ التركيز على صيانة الآثار الباقية بعد التدمير المتعمد للتمثالين، والحفاظ على أمن الموقع، خصوصًا بعد تنفيذ عمليات معقدة وناجحة لإزالة الألغام منه.

ورأى فريق الخبراء العامل المعني بباميان الذي عقد اجتماعه التاسع، أن موقع التراث يجب أن يكون جاهزًا للخروج من لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر بحلول العام 2013. ويأتي هذا الاستنتاج بعد تفحص التطورات المسجَّلة على صعد الأمن، والاستقرار الهيكلي لبقايا تمثالي بوذا العملاقين، وحفظ القطع الأثرية واللوحات الجدارية، وتطوير خطة إدارة الموقع والمشهد الثقافي العام.
وأكد المشاركون في الاجتماعين أن مأساة التدمير باتت من الماضي وأن وادي باميان - الفريد بتراثه الثقافي المادي وغير المادي - ومجتمعاته المحلية تشكل بيئة يتعلم فيها المرء تحويل الفعل المدمر فرصةً لتعزيز التسامح والسلام والتنمية من خلال الثقافة. وقد أكد المنتدى الدولي "نحو التقارب الثقافي والتسامح" الذي نظمته اليونسكو في 2 آذار/مارس، حيوية التراث الثقافي وإمكاناته الرائعة في ما يتعلق يتقارب الثقافات وتعزيز التسامح.
10.03.2011
مصدر: يونسكوبرس