+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرد على الغلاة ...

  1. #1
    عضو مشارك m_ali is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    187

    101 الرد على الغلاة ...

    الله صلِّ على محمد وآل محمد


    الرد على الغلاة





    لما اكرم الله جلَّ جلاله صفوة خلقه بالكرامات الباهرة ، وجعل لهم الولاية التكوينية على جميع مخلوقاته ، وفوض لهم الإحياء والإماتة بإذنه ، كما كان نبي الله عيسى (ع) يحيي الموتى بإذن الله وكما كان سيد المرسلين (ص وآله) يتكلم مع الجمادات والحيوانات كما هو معروف في سيرته ، فكذا كان أوصياؤه عليهم السلام .


    ومع هـذه الكرامات التي حباهم الله تعالى بها ، لم يشاؤا عليهم السلام إظهار جميع فضائلهم وكرماتهم ، لأنّ عقولهم البشرية فوق عقول الناس ، فالإناء لا يملأ فوق طاقته .

    فرأوا عليهم السلام إظهار الكرامات بين الحين والآخر أولى ، لشدة قلوب شيعتهم ، وهداية من شاء الهداية .


    وقد حذّر في مقابل ذلك أهل البيت عليهم السلام مراراً من الغلو ، فقال الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل ان يتخذني نبياً (1) وقال الإمام علي (ع) " هلك فيّ رجلان : محب غالٍ ، ومبغض قال " . (2) ــ وقال الصادق (ع) لكامل التمّار " يا كامل اجعل لنا رباً نؤب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم " .(3)

    ومع ذلك التحذير المستمر فقد ظهرت الغلاة تدعي كونهم عليهم السلام آلهة ، وعلى رأسهم أبو الخطاب الذي تنتمي إليه الفرقة الخطابية .


    كان أبو الخطاب الأسدي محمد بن ابي زينب ، مستقيماً في بادئ أمره ، ولكنه مما أعير الإيمان كما ورد على لسان الإمام ، وكان قبل أن يفـسد يحمل المسائل لأصحاب الإمام عليه السلام ويأتي بجوابها ، ثم غالى بالإمام الصادق (ع) فطرده وتبرّأ منه ولعنه .


    قال زيد النرسي : لما ظهر ابو الخطاب بالكوفة وادعى في أبي عبد الله عليه السلام ما ادّعى دخلت على ابي عبد الله (ع) مع عبيد بن زرارة فقلت له : جعلت فداك لقد ادعى ابو الخطاب واصحابه فيك أمراً عظيماً ، إذ لبى بلبيك جعفر ، ولبيك معراج .

    وزعم أصحابه أنَّ ابا الخطاب أسرى به إليك ، فلما هبط الى الارض دعى إليك ، ولذا لبّى بك .


    قال فرأيت أبا جعفر عليه السلام قد أرسل دمعته من حماليق عينيه وهو يقول : [ يا ربّ برئت إليك مما ادّعى فيّ الأجدع ، عبد بني أسد ، خشع لك شعري وبشري عبد لك ابن عبد لك ، ثم أطرق ساعة في الأرض كأنه يناجي شيئاً ، ثم رفع رأسه وهو يقول : أجل أجل عبد خاضع خاشع ذليل الى ربه ، صاغر راغم من ربه ، خائف وجل ، لي والله رب اعبده لا أشرك به شيئاً ، ماله أخزاه الله وأرعبه ، ولا آمن روعته يوم القيامة ، ما كانت تلبية الانبياء هكذا ، ولا تلبيتي ولا تلبية الرسل ، إنما لبيت بلبيك اللهم لبيك ، لبيك لاشريك لك لبيك ] .

    ثم قمنا من عنده فقال : يا زيد إنما قلت لك هـذا لأستقرّ في قبري ، يا زيد استر ذلك عن الاعداء .(4)
    ولم يكتفي ابو الخطاب بادعائه الوهية جعفر عليه السلام بل ادعى النبوة ، وأنه مرسل من قبله عليه السلام .

    فدعا عليه الإمام (ع) فقال : اللهم العن ابا الخطاب ، فإنه خوّفني قائماً وقاعـداً ، وعلى فراشي ، اللهم أذقه حر الحديد .(5)

    وقال عليه السلام لمفضل بن يزيد : يا مفضّل لا تقاعدوهم ، ولا تؤاكلهم ، ولا تشاربهم ، ولا تصافحهم ، ولا توارثوهم .(6)

    وبهـذا قطع الإمام (ع) أواصر العلاقة بينهم وبين أصحابه ، كي لا تمتد يدهم الخؤونة ، وألسنتهم الملعونه ، بسوء إلى الإسلام ، وبهـذه المقاطعة البتة ، جعلهم ينضوون على أنفسهم ، فأحجم أمرهم ، وتقلّصت دعوتهم ، فهم كفار نجسون ، لا يجوز التزوج منهم ولا تزويجهم ولا تحل ذبيحتهم ، ولا يدفنوا في مقابر المسلمين ، ولا يرثون من مسلم آخر ما للكافر من أحكام عند المسلمين .

    فقي رواية صحيحة عن الإمام ابي عبد الله الصادق (ع) : في قول الله عز وجل هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ، (تنزل على كل أفاك أثيم) قال : هم سبعة : المغيرة ، وبنان ، وصائد النهدي ، وحمزة بن عمَّارة الزيدي (البربري) ، والحارث الشامي ، وعـبد الله بن عمر بن الحارث ، وأبو الخطاب .(7)

    أما الغلاة وهو ابو الخطاب واصحابه فقالوا : بالوهية جعفر والوهية آبائه ، والألوهية عندهم نور في النبوة ، والنبوة نور في الإمامة ، ولا يخلو العالم من هـذه الانوار والآثار ، وجعفر هو الإله في زمانه ، وليس هو المحسوس الذي يرونه ، ولكنه لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة ليراه الناس فيها .(8)

    وكان البعض يرى في رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عنصراً ملكوتياً يميزهم عن سائر البشر تمييزاً جوهرياً ، أي هم مخلوقين من عنصرين بشري وملكوتي ، وقد قام (ع) بتكفير هؤلاء قائلا : إن جدي وآبائي خلقوا كغيرهم من الناس ، وإنّ القرآن يقول عـن رسول الله ، { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } فدحض هـذه الشبهات قبل ان يتفرق المسلمون كالمسحيين .(9) ، وكانت عاقبة أبا الخطاب عاجلة في الدنيا ، وآجلة في الآخرة ، إذ استجاب الله تعالى دعاء الإمام الصادق (ع) في حقه على يد عيسى بن موسى عامل المنصور على الكوفة فحاصره مع جماعة وكانوا سبعين رجلاً في مسجد الكوفة ، فقتلهم جميعاً ، فلم يفلت منهم إلاّ رجل واحد (10) ، أصابته جراحات فعدّ في القتلى فتخلص ، وحمل أبو الخطاب أسيراً فقتله عيسى بن موسى على شاطئ الفرات ، وصلبه مع جماعة منهم ، ثم أمر باحراقهم فأحرقهم ، وبعث برؤوسهم الى المنصور ، فصلبها على باب المدينة ثلاث أيام ، ثم أُحرقت .



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1) بحار الانوار 25 / 265 .

    (2) ميزان الحكمة ج7 / 280 .

    (3) بحار الانوار 25 / 283 .

    (4) بحار الانوار ج47 / 378 .

    (5) معجم رجال الحديث ج14 / 245 .

    (6) معجم رجال الحديث ج14 / 245 .

    (7) معجم رجال التهذيب ج14 / 250 .

    (8) دائرة المعارف القرن العشرين ج3 / 720 .

    (9) الإمام جعفر الصادق في نظر علماء الغرب 141 .

    (10) وهو سالم بن مكرم ، ابو خديجة ، ثم صار بعد ذلك من اصحاب الإمام الصادق الخلّص الثقات ، وكان فيما بعد ممن يروي الحديث .

    (11) معجم رجال الحديث ج14 / 256 ــ امام الصادق للمظفر ج1 / 54نقلاً من فرق الشيعة ص 69 .



    ولا تنسوني ووالدي من الدعـــاء









    التعديل الأخير تم بواسطة m_ali ; 13-02-2011 الساعة 05:01 PM

  2. #2
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: الرد على الغلاة ...

    وقد قام (ع) بتكفير هؤلاء قائلا : إن جدي وآبائي خلقوا كغيرهم من الناس ، وإنّ القرآن يقول عـن رسول الله ، { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } فدحض هـذه الشبهات قبل ان يتفرق المسلمون كالمسحيين


    سلام الله عليك يامولاي وابن مولاي

    فالغلو في كل شئ لايجوز
    فكيف اذا كان كما يدعي مثل هذا الإنسان

    شكرا لك عزيزي على هذا الموضوع والطرح الرائع والتوضيح بأننا لانغالي بحبنا لعلي وابناءه ولاننسب لأحدهم الألوهية كما يدعي البعض لأننا نعلم ان المغالاة هي بعيدة عن دين الإسلام

    انما حبنا نابع لهم من صلتهم بالله الواحد الحد ومن حبيبه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام
    فهم الوسيلة لنا للتقرب الى العلي العظيم

    مع تحياتي لك عزيزي
    وشكرا لك على الموضوع

  3. #3
    عضو مشارك m_ali is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    187

    افتراضي رد: الرد على الغلاة ...

    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

    اشكرك على هذا الايضاح والاملاحظة
    بارك فيك .. واشكر لك مرورك


+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على الموضوع قيمة مضافه
    بواسطة الامير الشهابي في المنتدى حوار ونقاش
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 02-06-2010, 09:06 AM
  2. ماهو شعورك عندما لايتم الرد على موضوعك ؟؟؟
    بواسطة egyptiantito في المنتدى حوار ونقاش
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-08-2008, 02:01 AM
  3. ماهو شعورك عندما لايتم الرد على موضوعك ؟؟؟
    بواسطة egyptiantito في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-08-2008, 08:49 PM
  4. ماهو شعورك عندما لايتم الرد على موضوعك ؟؟؟
    بواسطة egyptiantito في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 29-07-2008, 02:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك