منتديات الفرات


نظم مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل حفلا بمناسبة الذكرى 25 لتأسيسه، في قاعة المنتدى العملي والأدبي بجامعة الموصل بحضور رئيس الجامعة وعدد كبير من عمداء الكليات والأساتذة والمتخصصين والباحثين من داخل الجامعة وخارجها.. فضلا عن إقامة معرض للكتب والمجلات والنشريات التي أصدرها المركز والصور التذكارية التي التقطت لنشاطاته العلمية والبحثية خلال مسيرته.

وقال رئيس المركز أ.د.إبراهيم خليل العلاف : إن المركز “يهدف إلى تطوير علاقات العراق بدول الجوار”، مشيرا إلى أنه “أنجز 46 كتابا و700 دراسة وعقد ستة مؤتمرات و31 ندوة عملية”.
وأضاف أن عدد العاملين في المركز “يبلغ 25 باحثا في تخصصات التاريخ، السياسية، الاقتصاد والقانون”، مبينا أنه “يطمح أن يكون مؤسسة عملية وطنية مستقلة تخدم صناع القرار وتقدم لهم الدراسات والبحوث عن دول الجوار العربية وغير العربية”.
وأوضح العلاف أن المركز “وضع معيارين يزن بهما دراساته وبحوثه هما الرؤية العملية والثوابت الوطنية”، لافتا إلى أنه “يرسل كتابته وبحوثه ونشاطاته إلى أكثر من 70 جهة داخل العراق وخارجه”.
وأفاد أن المركز “بدأ في الآونة الأخيرة تلمس استفادة صناع القرار من مخرجات عمله”، منوها إلى أنه “يطمح لأن تكون الاستفادة أكثر حتى يكون القرار نابعا من رؤية علمية للحفاظ على مصالح العراق الوطنية العليا”.
من جانبه قال رئيس جامعة الموصل أ.د.أبي سعيد الديوه جي : إن للمركز نشاط “متميز في موضوعات نشاطه التي تخص علاقات العراق بدول الجوار على الأصعدة السياسية والاقتصادية والدينية وغيرها”، معربا عن أمله أن تكون المراكز البحثية في جامعة الموصل “منارة تضيء عمل الجامعة”.
وذكر أن المركز البحثية في الجامعة “باتت على علاقة مع دوائر الدولة وصناع القرار فضلا عن تماسها المباشر مع المجتمع”، مدللا على ذلك بالقول إن مركز البيئة يعمل الآن بصورة “جيدة مع دوائر المحافظة بما يتعلق بقضايا التلوث ونوعية مياه نهر دجلة”.
من جانبه رأى الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الموصل أ.د.هاشم يحيى الملاح، أن المراكز البحثية والعملية في العراق “ما تزال تحتاج إلى الكثير لتطوير عملها بنحو يتيح الاستفادة منه”، مبينا أن هذه المراكز ينبغي أن “تضم عددا من المتخصصين في شؤون كل دولة من الدول التي تتم دراستها تتوفر فيهم شروط إتقان لغتها للإطلاع على ما ينشر أو يكتب أو عند الدخول في حوارات معمقة مع متخصصيها فضلا عن ضرورة امتلاكها لخارطة طريق بشأن المصالح العراقية التي لا بد من متابعتها”.
وأوضح أن العلاقة مع تركيا مثلا، تقتضي “وجود متخصصين بالشؤون الاقتصادية والسياسية والمشاكل الداخلية التركية وجوانب أخرى كالأدب والفن والعادات والثقافة”، وتابع “حتى في بعض المسائل الحيوية مثل مشكلة المياه التي تعد من القنابل الموقوتة بين العراق وتركيا التي يمكن أن تتفجر في يوم ما وينطبق هذا على علاقتنا مع إيران والسعودية والأردن”.
وذكر الملاح أن بداية تأسيس مركز الدراسات الإقليمية كانت كغيره من المراكز عبارة عن “لافتات إعلامية للدولة”، وأردف لكن “وعي العاملين في المركز بدأ يتعمق يوما بعد يوم برغم عدم وجود خطط تفصيلية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى”.
وتأسس مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل في 24 آب أغسطس 1985 باسم “مركز الدراسات التركية”، ثم توسع اهتمامه ليشمل، فضلاً عن تركيا، جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية المنسلخة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي 17 أيلول سبتمبر 2003 أصبح اسمه “مركز الدراسات الإقليمية”، وتطور اهتمامه ليشمل البلدان المجاورة للعراق فضلا عن دول الشرق الأوسط.
ومركز الدراسات الإقليمية، مركز بحثي يهتم بإنجاز بحوث إستراتيجية عن شؤون العراق وجيرانه وبعض دول الشرق الأوسط بهدف تطوير العلاقات معها.. ويتألف المركز من مجلس يضم مديره ورؤساء الأقسام واثنين من ذوي الاختصاص.
وأقسام المركز العلمية هي الدراسات التاريخية، الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية وقسم الدراسات السياسية والإستراتيجية. ويرأس المركز حاليا الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف، ويصدر مجلة أكاديمية علمية هي “دراسات إقليمية”.
وللمركز علاقات تعاون مع مراكز متناظرة في الوطن العربي والعالم منها مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية ومعهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية ومركز الخليج للأبحاث في دبي .وقد استقبل عبر مسيرته الطويلة شخصيات سياسية وفكرية فضلا عن عدد كبير من طلبة الدراسات العليا داخل العراق وخارجه.
كما يحرص المركز على توفير البحوث والدراسات لمن يطلبها من الباحثين في الدول العربية.
وقد أتاحت الاتفاقيات التي عقدها المركز مع عدد من الجامعات العربية والإقليمية والدولية تفرغ عدد من باحثيه فيها لانجاز بحوث مشتركة.
ويطمح المركز إلى ترسيخ مكانته كمؤسسة علمية عراقية وطنية مستقلة بالشكل الذي يتيح للباحثين فيه تقديم دراساتهم بكل حيادية وموضوعية والسعي باتجاه وضع مشكلات العراق وتعقيدات العلاقات مع جيرانه تحت مبضع الباحثين بما يساعد على حلها، بحسب المسؤولين فيه.