عندما اكتب عن إيران والعراق ، فأنني لست ضد ايران شعبا وجيرة وثقافة وحضارة ، انني لست اتحدث عن الشعب الايراني ان حال أهل ايران ، كحال بقية الشعوب التي لا يمكن أن تكون مسؤولة عن سياسات بلدانها ، ولا دخل لها في رسم استراتيجياتها التي قد تتفق وقد تختلف معها لكن ينتابني استياءا عندما اسمع المسؤولين الايرانيين و كأنهم يتحدثون بلسان الشعب و الحكومة العراقية أكد رئيس مجلس شورى الدولة في إيران علي لاريجاني، الاثنين، أن أميركا ضعفت في العراق وأفغانستان وباءت محاولاتها لخلق التفرقة وتعطيل تشكيل الحكومة العراقية بالفشل، لافتا إلى أن مصير المنطقة بات يكتب اليوم بأيدي أبنائها لا بيد أميركا والدول الكبرى في العالم.
موضحا أن "إستراتيجية بلاده تقوم على أساس أن استقرار وأمن المنطقة يكون بواسطة دولها، حيث تسعى إيران لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق". يشار إلى أن أعمال الجمعية البرلمانية الآسيوية بدأت الأحد في دمشق، باجتماع عقدته اللجنة التنفيذية للجمعية وأقرت فيه معظم مشاريع القرارات التي تناقشها الجمعية على مدار أربعة أيام بغياب العراق عنه حيث ان لاريجاني يتحدث و كانه له حق تقرير مصير العراق و سياستها , و يجب على العراق ان ينتظر موافقتها و استشارتهم في علاقته الدولية . هل ان الحكومة العراقية عاجزة عن تقرير سياساتها و هل ان الحكومة العراقية عاجزة عن قول ذلك ؟ انني اقول الى لاريجاني " روح العب غيرها " لا يوجد في العراق من يسمعك و يسمح لك ان تتحدث نيابة عنه . العراقيون يدركون جيدا ان ايران اليوم تمارس دورا خطيرا في منطقتنا كلها ، وهي تعترف بذلك من دون أي احراج ، ان اغلب العراقيين يتمتعون بوعي عميق بمخاطر ايران في العراق ، ليس لما فعلته في العراق على امتداد سبع سنوات مضت ، بل يمتد طويلا لالف سنة سبقت ، وتوارث العراقيين بقايا الصراع والعداء الايراني للعراق والعراقيين .
ان العراقيين يدركون ان بضاعة ايران السياسية في العراق خائبة وتفسد دوما ، ولا يمكنها ابدا ان تجد لها سوقا لتسويقها على كل العراقيين .
فاغلبهم يرفضون رفضا قاطعا أي وجود ايراني او غير ايراني على أي شبر من تراب العراق ، بل ولا يريدون ايران او غيرها تفرض وصايتها على العراقيين .. وهذا ما نلاحظه ايضا على امتداد التاريخ . إن إيران تعتقد أن مصير العراق قد أصبح بيديها ، وإنها هي القادرة الوحيدة على فرض أجندتها على العراقيين .. وان الساحة العراقية أصبحت بقبضتها لتنفيذ ما تريده على التراب العراقي .. وان أجهزتها تخترق العراق من شماله حتى جنوبه ، بحكم علاقة بعض الأحزاب والمليشيات , انها واهمة ان العراقيين اليوم يتمتعون بدستور قوي و حكومة رشيدة اختارها الشعب لتمثله و ترسم سياساته و لن يدعوا احد يتدخل بشؤونهم عسى ان ترتدع ايران عن تدخلها في شؤون العراق و اهله و ان تتوقف التحدث نيابة عنه لان العراق حكومة و شعبا يعرفون التحدث جيدا و يعرفون كيف يدافعون عن انفسهم.