ليس للتعصّب الديني هوية.
"لكل شخص الحق في حرية التفكير والدين ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده إمّا بمفرده أو على شكل مجموعة و كذلك في نطاق عام أو خاص و كذلك في إظهار دينه أو معتقده في التعليم ، الممارسة والعبادة والاحتفال. "-- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
يوصف التطرف كإجراءات أو إيديولوجيات لأفراد أو جماعات سياسية خارج التصوّر المعتاد للمجتمع أو بفهوم أخر كانتهاك للمعايير الأخلاقية المشتركة.
على مرّ التاريخ تبنّت العديد من المجموعات المتطرفة العنف كوسيلة لحل المشاكل وسبّبت الرعب في حملاتهم الارهابية. ليس للتطرف دين أو عرق أو لون وقد وفعت كل الأديان ضحايا للمتطرفين و قد أصبح فسك الدماء كقاعدة لتحقيق مكاسبهم السياسية في حين كان الدّين مجرد وسيلة وشعارا لتوحيد أتباعهم.
ويوجد العديد من الجماعات المتطرفة التي روّعتنا وبغض النظر عن من يمثلون فقد قامو بهزّ جوهر الكثير من المجتمعات و زعزعو السلام فيها. هنالك جماعات متطرفة علمانية و متدينة بديانات الاسلام و المسيحية و اليهودية والهندوسية والبوذية و لهم قاسم واحد و هو الجنون.
يعدّ التطرف العنيف مرض و قد وصفه علماء النفس على أنّ مرضاه ينهجون الارهاب و القتل للشعور بأنّهم أحياء.
عادة ما تغذّي الأيديولوجية المتطرفة التطرف العنيف، على سبيل المثال هنالك العديد من المنظمات المتطرفة في كل الديانات والمذاهب، وبطبيعة الحال القس المعتوه من كنيسة صغيرة ذات 50 شخصا و الّتي عزمت حرق القرآن الكريم في ذكرى 11 من أيلول.
وقد ذهلت للإدانة الجماعية لهذا السلوك المقيت والغير الحسّاس في جميع أنحاء العالم بما في ذلك البيت الأبيض و الجنرال بترياس و الفاتيكان و الزعماء الاوروبيين وبالطبع جميع الدول الإسلامية. وينبغي لنا أن نضع في اعتبارنا أن إجراءات هذه الكنيسة الصغيرة لا تمثل العادات الأمريكية أو الشعب الأمرية أجمعه .
ونقلت بعض الأخبار أن القس تيري جونز أستفاد من المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة لإجراء فعله الشنيع الّذي يخوّل له حرية التعبير، و قد سبق و طرد هذا القس من كنيسة ألمانية قبل سنوات بسبب آرائه المتطرفة.
و أعرب جيران جونز في مدينة غاينيسفيل عن عدم رضاهم و اشمئزازهم لهذا التصرّف، وبالمناسبة تضم هذه المدينة 125،000 نسمة و تعرف بجامعة ولاية فلوريدا و حرمها الجامعي.
و في محاولة للتعبير عن رفضهم لهذا التصرف فقد قام ما لا يقل عن عشرين كنيئسة مسيحية ومعابد يهودية ومنظمات إسلامية في المدينة بتنظيم مهرجان لاشعال شموع المحبة و نبذ التعصب الديني و يتخلل ذلك قرائة القرآن الكريم في عطلة نهاية الاسبوع.
يجب علينا أن نشجب كل أشكال التطرف الديني والمشاركة في حملات تربوية في جميع أنحاء العالم لتثقيف الناس حول التسامح والتفاهم بين الأديان. وفي هذه المناسبة ينبغي أيضا أن أغتنم الفرصة لإدانة أي محاولة من جانب وأي طرف أو بلد مجاور لتقسيمنا واثارة الطائفية بيننا هنا في العراق.