وقفة على شواطئ الطفوف

قِفْ بالطّفُوفِ ومَوطِنِ الإشْجانِ... واسْكبْ دُموعَك في لَظَى الأحْزانِ

فهُنا قَضَى السِّبْطُ الشّـهيدُ وآلِهِ... صَرْعَى بـِرُمْح ٍ أوْ بـِطَعْن ِ سـِـنانِ

أأبَا البُطولَةِ أنتَ أعْظَـمُ فـارِسٍ... يَسْـمُو عَـلَى الأبْطـالِ والفـُرْسَـانِ

مَرْحَى ليـَوْمِـكَ زاهِرٌ مـُتَجَـدّدٌ... مُـلِـئَتْ بـِهِ الـدّنْـيَا شـَذىً بـِجـُمـَانِ

تَرْقىَ بسـاحِ الحَرْبِ لا مُتَهيّبًا... حـّزّ السُـيُوفِ ولاَسَــعـِيرَ طـِعـَانِ

للهِ د َرُّكَ مِـنْ أبـيّ خــَالــِد... لَـيْـث يـُقـَارِعُ شـَـوْكـَةَ العُــدْوانِ

شَرُفَتْ وِدْيانُ الطفُوفِ بِطَـلْعَةٍ... تـِبْـقـَى مُعَـطـّرَةً مـَدَى الأزْمَـانِ

يَا مُلْهِمَ الإبْداعِ يَا وَهْج الضُحَى... يـَا نـَفـْحـَةَ النـّسْرينِ والـرّيْحـَانِ

بُورِكْت من بـَطـَلٍ يَشـعُ كَرامَةً... وَيـَـد ٍ تـَجـُودُ بـِرِقـّة وحـَنـَان

قَالُوا الطّفُوفَ فَقلتُ تِلْكَ مَدارِسٌ... لِـلـْبـَذْلِ والتـَوْحِـيـد والـغـُـفْـرِانِ

تَهْفُـو القُلُوبُ إلى بَرِيق سَمائِها... وتـُضِيـفُ لِـلألَقِ الجَمِـيـل مِعَـانـِي

يا ابْنَ البَتُولِ ويَا حَبيبَ المُصْطفَى... أحْيَيْـتَ مُجْـدِبَ رَوْضَتِـي وجِنَـانِي

أطـْلـَقـْتَ كـُلّ عـَوَاطـِفٍ جـَيّاشــَةٍ... كانَـتْ تـَجـُولُ بـِخـَافـِقـِي وكـِيـانِي

وَأَنَا المُـتـَيّمُ بالحُسَـيْنِ وَلا أَرَى... أحَـدًا يـُدَانـِيــهِ بـِكــُلّ زَمـَـانِ

هو أوّلٌ في التضحيات ولم نجد... في التّـضْـحِيَاتِ لـه مـَثـِيلٌ ثـَانِ

بأبـِي المُخـَضّبَ بالدِمَا أنْفاسُـهُ... أنفاسُ مَكْلـومِ الحـَشَا عَطـْشانِ

بأبي الّذي تعدُو الخيولُ بصدْرِهِ... وبهِ التَـقَـى التـّوحِيدُ بالإيمـانِ

شـَيْخُ الفَضائلِ والمَحَامِدِ كُــلّهِا... كَهفُ المُرُوءَةِ صَفْوَةُ الرّحْمَـنِ

لا غرْوِ أنْ أصْبَحْتَ صَرْحا شامِخًا... وبـَدَتْ لـهُ زُهْـرُ النُجُـومِ دَوَانِ

لا غـَرْوَ أنْ تـاهَ الزّمَانُ بِذِكْرِكُم... وَهَوَتْ صُرُوح الشّرْكِ والطُغْيانِ


منقول من
د. جبار جمال الدين