لماذا لا تدوم الألفة بين الازواج؟
كاميل صبري
بعد انقضاء شهر العسل وفترة الانفعال العاطفي التي تليه في بداية سن الزواج. تحاول المرأة الحصول على استقلالها. وهذا ليس بالامر السهل. لان الزوج يتمتع بشيء من النفوذ نظراً لكبر سنه وكونه رب الاسرة من الناحية الاقتصادية، ويتمتع بحقوق وتفوق معنوي واجتماعي لذلك يستطيع وان كانت زوجته خيراً منه من ان يثبت انه على حق وهي على باطل. فيؤدي ذلك الى تفاقم شقة الخلاف بينهما وفي نهاية الامر لا يبقى للمرأة سوى الصمت والدموع أو العنف، يقول (شاردون): (كثيراً مايبقى بغض الرجل مختفياً طول الحياة. ويحل محله ما يسمى بـ (المزاج السوداوي) او غيره. وتعبر الزوجة عن شعور الخصام ببذل الجهد في رفض تحكم الزوج). ان الشكل التقليدي للزواج آخذ في التحول. الا انه لا يزال نوعاً من الاضطهاد يحس به الزوجان بصورة مختلفة. واذا لم تأخذ بنظر الاعتبار سوى الحقوق المجردة فانهما اليوم متعادلان تقريباً. فهما اكثر حرية من ذي قبل في اختيار بعضهما. ويمكنهما الانفصال عن بعضهما بصورة اسهل من الماضي. ولأن كانت العبودية الزوجية اكثر استفزازاً للرجل فانهما اكثر عمقاً بالنسبة للمرأة. وان وجه الاختلاف الاساسي بينهما هو ان تبعية المرأة (مستنبطة) فهي مستعبدة وان تصرفت ظاهراً بحرية. ان مطالب الزواج تتصف بالازدواج. ليس من شك ان كثيراً من الازواج ينجحون في الوصول الى نوع من التوازن والاتفاق. الا ان هناك (لعنة) تحل بهم ولا يتحررون منه الا نادراً. الا وهي الشعور (بالسأم). فاذا لم ينجح الزوج في ان يجعل من زوجته (صدى وصورة) لشخصه او انزوى كل منهما في عالمه الخاص فلن يكون بينهما بعد بضعة اشهر او سنين اية مشاركة او تجاوب الحقيقة انه اذا تباغض زوجان دون ان يستطيع احدهما (الاستغناء) عن الاخر، فالعلاقة بينهما لا تستدعي الا الشفقة. والحل الامثل الا يرتبط زوجان الا بالاتفاق الحر بينهما. غالباً ما تداعب الاوهام نفس المرأة في الاعوام الاولى فتحاول ان تعجب بزوجها اعجاباً مطلقاً. وان تمنحه حبها بغير تحفظ وان تحس بنفسها (ضرورية) لزوجها واطفالها. ثم تطالعها مشاعرها الحقيقة فتدرك ان زوجها يستطيع الاستغناء عنها وان اطفالها عندما يكبرون سينفصلون عنها تدريجياً. وحين تكف الحياة الزوجية عن حمايتها وعن حريتها الفارغة ترى نفسها منعزلة مهجورة. ان مأساة الزواج لا تكمن في انه لا يؤمن لها السعادة الموعودة، لان ضمان السعادة امر مستحيل، وانما لانه ينذرها للتكرار والرقابة المملة، لا تنساق نساء كثيرات مع ذواتهن الا في غياب ازواجهن. هناك اسباب عديدة تخلق الخلافات الزوجية والتعاسة وسوء التفاهم بين الزوجين اذكر منها ما يلي:
1- اهمال الزوجة لنفسها ومظهرها وزينتها داخل البيت.
2- مشاكسة الزوجة لزوجها وخلق المشاكل في وجهه من اتفه الاسباب.
3- مكابرة الزوجة الزائدة وتدخلها في كل صغيرة وكبيرة في شؤون الزوج ومحاسبته في ذلك.
4- الغيرة القاتلة المستندة الى الاوهام والظنون وتضييق حرية الرجل.
5- اسراف وتبذير الزوجة غير الواعية وعدم اهتمامها بدخل الزوج المالي وميزانية الاسرة.
6- قسوة الرجل وهيمنته وتسلطه على المرأة واضطهاده لها.
7- سوء معاملة الزوج لزوجته ونظرته الخاطئة اليها على انها (مجرد اداة متعة وخادمة في البيت) واجبها تحقيق رغباته الشخصية في التو واللحظة بدون اي معارضة.
8- معاملة الزوج لزوجته بانانية مفرطة وتجاهل حقوقها الزوجية ورغباتها واحاسيسها الانثوية في (العلاقة الزوجية).
9- تذمر الزوجة والشكوى الملحة عن الاطفال والبيت.
10- عدم توفير اجواء الالفة والانسجام والراحة والاستقرار للزوج العائد متعباً الى البيت، كل هذه الممارسات الخاطئة هي التي تخلق سوء التفاهم بين الزوجين والتعاسة الزوجية واحالة العش الزوجي الى جحيم لا يطاق.
رد مع اقتباس
رد: لماذا لا تدوم الألفة بين الازواج؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصفورة الاحزان
