+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 8 من 20

الموضوع: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

  1. #1
    فراتي فضي علي إبراهيم is on a distinguished road الصورة الرمزية علي إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    لندن
    المشاركات
    735

    افتراضي قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    منتديات الفرات ..[/URL]

    قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء



    وقائع أحداث هذه القصة عن زميلة لنا ومعاناتها حين ذهبت لتحضر أمها التي تودع الحياة وهذا أول جزء من خمسة أجزاء سأكتبها لكم بالتتابع. أن شاء الله تعالى
    تهيأت نسرين لحمل حقيبة سفرها لتتوجه لسيارةالأجرة التي تنتظرها لتقلها إلى مطار لندن ، كان ذلك في الساعة العاشرة ليلاً وحين جلست في السيارة جرّتْ نفساً عميقا ، أخيراً أنا في طريقي
    إلى المطار ، تذكرت معاناتها في الحصول على التذكرة فقد كان ذلك في الشهر السادس ومع بدء العطلة الصيفية وكم كان صعباً الحصول على تذكرة إلى سوريا وفي مثل هذا الوقت ، وكم من
    الساعات الطويلة قضتها نسرين في البحث والدوران على مكاتب عديدة للخطوط الجوية دون جدوى حتى كادت تيأس . كم كانت قلقة ومتعبة بعد أنْ تلقّتْ نداءً من أختها في الإسراع بالحضور لأن والدتها في أيامامها الأخيرة وهي تطلب رؤيتها ، وأخيراً وبعد أربعة أيام من البحث المتواصل
    وبمساعدة الأصدقاء حصلت على هذه التذكرة ومن شركة خطوط تركية . كان الألم يعصر قلب نسرين وهي تتذكر معاناة أمها ومرضها الطويل والذي تسبب في انسداد
    شرايين الساق ومشاكل مؤلمة ، ثم إصابتها بعجز في الكلى وكانت الأم رغم مرضها على إتصال دائم بانتها المقربة إلى نفسها لتغرّبها ومن سنين بعيدة . وعدتها نسرين بأنها ستكون عندها في
    العطلة لانشغالها الشديد قبل ذلك . في أحدى المكالمات الأخيرة أخبرتها والدتها بأنها كانت مع العائلة لحضور احتفالات عيد العمال رغم إنّ مكان الاحتفالات لم يكن قريباً ، وقد أسعد ذلك
    نسرين ولكنها شعرت في المكالمة بأن أمها قد تقصّدت في إطالة الحديث معها رغم إنها تبدو متعبة وقد اقلقها ذلك كثيراً . أحسّت نسرين بغصة في صدرها حين تذكرت كل ذلك وهي في
    طريقها للمطار . حين وصلت كان لديها وقتاً طويلاً فموعد طائرتها في الساعة الثانية صباحاً . جلست لتنتظر ، أفكار متضاربة أخذت تدور في راسها ، فهي رغم كل ما حدث لم تكن يائسة
    وقد فكّرت بأنها قد تستطيع مساعدة والدتها لتتحسن حالتها .أخذت معها الكثير من الأدوية وبمساعدة بعض الأصدقاء من الأطباء . ولكن النداء يقول إن أمها في وضع ميئوس منه
    فكيف ستتحسن؟ كانت تتمتم يا إلهي أرجوك ساعدني فقط لألحق أمي في ساعات الوداع
    الأخيرة ، حاولت حبس دموع ساخنة أخذت تحرق وجنتيها ، كاد قلبها يتفجر بين جنبيها حين جال بخاطرها بأنها قد تُحرَم من ساعة الوداع الأخيرة هذه ، لا تدري لمَ هذه الفكرة تسيطر عليها فجأة ، أهو القلق ، اهي اللهفة والحزن الشديد ، أم هي بعد المسافات ، أم ماذا ؟
    وعادت لتتمتم ساهمة ولكن يا إلهي كل ما أرجوه ولتأخذ الحياة كل ما تريده مني لتمنحني فقط
    لحظات لإلقاء نظرة وداع أخيرة على أمي التي تنتظرني . صعدت نسرين الطائرة وفي الساعة السادسة صباحًا وصلت أنقرة . كان عليها الانتظار لعدة
    ساعات ، بعدها استقلت سيارة متوجهة إلى ديار بكر وقد وصلت في الساعة الثانية عشرة ظهراً . من هناك أخذت سيارة أخرى لتوصلها إلى منطقة نصيبين في الحدود التركية السورية .
    سارت الأمور مع نقطة المرور بصورة طبيعية . عبرت إلى القامشلي حيث أهلها هناك في الانتظار وحين وصولها رأت من خلف نقطة التفتيش أختها وابنة أختها الأخرى . طلبوا منها أنْ
    تحاول الإسراع في الخروج فقد هيأوا سيارة وهم بالإنتظار ، كانت آثار التعب بادية على وجوههم وفهمت منهم بأن وضع الأم سيء للغاية وهي تفتح عينيها فقط لتسأل عن ابنتها إنْ كانت قد وصلت
    أم لا .سلمت نسرين جوازها إلى الضابط المسئول وهذا بدوره أخذه إلى المسئول الأكبر وبعد قليل عاد ليقول أنا آسف يا نسرين أنتِ لا تستطيعين الخروج لأن هناك أمراً من الجهات العليا في الشام باعتقالك
    وهناك تقارير إخبارية عنك .
    صعقت نسرين عند سماعها ما قاله الضابط وتقطعت الكلمات على لسانها وهي تردد ، تقارير، معتقلة، ثم أفاقت فجأة حين تذكرت والدتها لتقول : ولكن أرجوك يا حضرة الضابط دعني أذهب ولو لساعة واحدة
    فقط لأرى أمي التي تحتضر ، أتوسل إليك أن تساعدني ، فلم يعد يهمني شيء سوى رؤية والدتي ، ثم لكم ما شئتم ، إعتقال ، قتل ، فقط امنحوني هذه الفرصة القصيرة . أجاب أحدهم ولكنها أوامر عليا وأية مخالفة معناها الطرد من العمل



    قصة لها لقاء اخر بعون الله

  2. #2
    فراتي فضي علي إبراهيم is on a distinguished road الصورة الرمزية علي إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    لندن
    المشاركات
    735

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    2قتلوا لحظات الوداع ـ الجزء الثاني


    قادني الآخر ليجلسني في مكان قريب قائلاً سأكتب الآن إفادتك ، ثم همس إنّ وضعك يا نسرين صعب . حينذاك تذكرت إنّ معي تلفون نقال مع أرقام كثيرة لأصدقاء في لندن ، طلبت الذهاب
    إلى الحمام ، كنت مرتبكة جداً ، بمن سأتصل ؟ اختلطت الأرقام أمامي واشتبكت مع صور أهلي المنتظرين في الخارج .. وأمي التي تحتضر ولشدة ارتباكي خُيّل إليّ إني نسيت كل الأصدقاء .

    بعد قليل تمالكت نفسي ، إنها فرصتي الوجيدة والتي قد لا تتوفر لي غيرها . تذكرت إنّ أحد الأصدقاء صحفي ومحامي بريطاني ، اتصلت .. ميكائيل أنا نسرين ذكرت أسم المكان الموجودة
    فيه واكملت أنا يا ميكائيل بوضع صعب ولا أعرف سبباً لكل ما يحدث لي ، شرحت له كل شيء بسرعة وأخبرته عن وضع أمي ، أجابني الصديق العزيز .. نسرين اطمأني وتشجعي فسأتصرف.

    وبأسرع ما يمكن . ثم اتصلت بصديق آخر من السياسيين فلم أجده، تذكرت صديقتي ، اتصلت بها أرجوك اتصلي بفلان واشرحي له ما حدث لي ثم أخبرتها وبسرعة عن كل شيء ، أجابتني صديقتي.

    سافعل ذلك حالاً ، كوني قوية يا نسرين ولا تخافي ، نحن جميعا معك . في قامشلي أخذوا مني إفادة قصيرة ثم قالوا بأني سأُنقل إلى الحسكة حيث الأمن السياسي هو المخوّل
    لأجراء التحقيق . اخذوني إلى سيارة ، ركبت مع المسلحين ،نظرت حوالي ، لتلك الوجوه الصامتة والسحنات التي فقدت التعبير عن أي إحساس ، والمصير المجهول الذي ينتظرني وأمي ..حينذاك

    خرجت من دوامة الصمت والتفكير لأقول : ارجوكم أتوسل إليكم ، خذوني في طريقكم لأرى أمي ولو لدقائق فالبيت لا يبعد كثيراً، وجوبهت بقسوة الرفض القاطع فقد كان الضباط يخافون العقاب.

    لم يسمحوا أنْ آخذ معي سوى حقيبة اليد الصغيرة والتي كان فيها قليل من النقود البريطانية ، ولكن التلفون النقال لا يزال معي ، وجاءني نداء من إحدى الصحف البريطانية ، صحيفة أكسبريسن اليومية
    المسائية واسعة الانتشار ، سالوا : اين أنت يانسرين قلت أنا على الحدود وفي سيارة مسلحة .. لماذا اعتقلوك .. لا اعرف الأسباب ولم يخبروني سوى عن تقارير كُتِبَتْ عني وقد منعوني من رؤية
    أمي . وبعد قليل وأنا في السيارة وصلني نداء آخر من السفارة الريطانية ، أين أنت يانسرين؟ أين سيأخذوك ؟ قلت لا أعرف أين وإلى أين ولماذا ؟ أنا هنا لا أعرف اي شيء عن مصيري ،
    وأخبرتهم عن وضع أمي وكيف منعوني من رؤيتها . لا تخافي يا نسرين سنحاول مساعدتك وبكل ما نستطيعه عن طريق وزارة الخارجية ، هذا الخبر بعث الطمأنينة لقلبي . وطلبوا مني
    رقم الهاتف لأهلي . وبعد قليل عادوا واتصلوا بي من صحيفة أكسبريسن . ذلك الاهتمام وتلك النداءات كانت كيد سلام اعادت الأمان لقلبي الخائف المرتجف . وعدت لأتمالك نفسي لكي

    أستطيع مجابهة ما سيحدث لي . وبعد ساعة وربع وصلت الحسكة وكانت الساعة الخامسة مساء أدخلوني بناية الأمن لأجلس قرب منضدة كانت أمام احد الضباط ، وكانت خلفه صورة كبيرة
    للرئيس . سلّم الضباط الذين جاءوا معي الملف الخاص بي للضابط المسؤول . إنهال هذا الأخير عليهم بالسباب والشتائم وقد فهمت بأن السبب كان لتساهلهم معي والسماح لي باستعمال التلفون
    النقال والاتصال بالندن ، واضح إن الأخبار كانت قد وصلته . حين سمعت سبابه أدركت أنّ هذا التلفون وتلك الاتصالات هي أملي الوحيد في الانقاذ ولولاها فهم قادرون أنْ يصيروني خبراً لكان .

    الى اللقاء في حلقة اخرى
    التعديل الأخير تم بواسطة علي إبراهيم ; 15-01-2010 الساعة 09:46 PM

  3. #3
    فراتي مهم جدا امير الاحزان: is on a distinguished road الصورة الرمزية امير الاحزان:
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الرمادي
    المشاركات
    7,473

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    لايسعني هنا امام هالت تلك الكلمات الا ان اقدم لك شكري وامتناني وانا استمتع بالحدث
    لحظة بلحظة وبكل تفاصيلة
    لا اريد التعليق..فمحتوى القصة بحلقاتها كفيلة بان تقدم لنا ما نصبوا للوصول الى نهايته
    وحتى اخر حلقة من حلقات نسرين التي تروي واقع الحال
    انا سأكون بالانتظار
    مودتي يا استاذنا الرائع

  4. #4
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    نحن بشوق ايها الرائع لسرد باقي الأجزاء
    فقد قادنا التشويق لنرجوك لتسرع في اكمال لنا باقي القصة

    نحن بالإنتظار
    مع تحياتي لك

  5. #5
    فراتي فضي علي إبراهيم is on a distinguished road الصورة الرمزية علي إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    لندن
    المشاركات
    735

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء(الجزء الثالث


    الجزء الثالث

    في تلك الأثناء دق جرس التلفون واذي لا يزال معي ، كان النداء من صحيفة آفتون بلادت
    فلم يسمحوا لي بإكمال المحادثة واستولوا على التلفون . دخل ضابط آخر ، ثم بدأ احدهم بالتحدث وتصنّع رنّة لطفٍ في صوته بعد ان سأل ، شاي
    قهوة ، أجبت : لا أريد ، استمر قائلاً اسألي نفسك لماذا أنت هنا ؟ فانت ذكية ومثقفة وأعتقد بأنكِ تعرفين سبب وجودك هنا . عجبت من هذا السؤال الغريب وأجبت مندهشة ، أنا لا أعرف

    أي سبب لوجودي معكم ولم يخبرني احد لماذا أنا هنا وعن أي شيء تتكلم ، وكل ما أريده الآن هو أن تسمح لي بالذهاب لرؤية أمي ، ولكنه غيّرَ الحديث بعد أنْ ضحك مستهزئا ولم يأبه بما قلته

    وأنا جالسة كنت ارى على شاشة التلفاز القريب احد افلام فيديو عن العراق ،كانت المناظر مرعبة قتل ، وذبح ولا أدري من أين جاءوا بها وأعتقد بأنهم تقصدوا عرض مثل هذا الفلم لإثارة الرعب
    في قلبي ، درت رأسي كي لا ارى هذه المناظر ،وعاد ليقول أنا أعرف بريطانيا جيداً وقد كنت هناك
    وذهبت إلى المكان الفلاني وعندي أصدقاء وأقارب وأخذ يذكر لي أماكن غريبة لم أسمع بها قط . فقلت إن هذه الأماكن لا وجود لها ، أجاب كلا إنها موجودة وأنا بنفسي رأيتها ، قلت ولكني لا ادري
    عمَّ تتكلم وكل ما ذكرت لا وجود له ، ثم اضاف ولكني اعرف كل الأخبار عنكم وعن مَنْ في أوربا والأخبار تصلنا باستمرار . كان معك في العام الماضي كتاب كردي ، مَنْ أعطاكِ إياه أهو فلان وأين

    هو ، قلت : منذ زمن ترك لندن ولا أعرف أين ذهب ، ثم سأل فجأة : هل التقيت مع الط.... ، مع البا.... ، مع ... مع ... أجبته أنا لست حزبية ولا أعرف احداً وارتباطي مع السياسة الريطانية
    فأنا بريطانية وأعمل مع المنظمات الإنسانية ومع الحزب الاشتراكي البريطاني وأدعم أي إنسان ومن أي جنسية في ا بريطانية وهذه هي مبادئ الحزب الذي أعمل معه . هنا قاطعني ليقول ولكنهم يقولون
    في أوربا وفي بريطانيا ، الجميع يحتقر ذوي الشعر الأسود ، اجبت ولكن دستور اوربا يعامل الكل سواسية ونظامهم لا يفرّق بين احد . هنا أخذ يزعق : كلا بل إن نظامهم عنصري ونحن فقط هنا
    اصحاب النظم الديمقراطية ، لم أهتم لما قاله ، ثم اخذت أوضح حرية تأسيس الجمعيات في بريطانيا وتكلمت عن التقاليد الجيدة في انظمتهم التي يتبعونها من سنين طويلة فهم بلد مستقر ولم يمر بحروب
    تُربك استقراره .فجاة اخذ يصرخ بغضب ، أنت تقولين هذا ، أتعتبرين نفسك شيئ أنت حقيرة ، أنتِ حذائي ، أنتِ لا شيء ، قلت ولكنك أنت الذي طلب مني التكلم ... أسكتي وانهال علي بسيل من
    الكلمات البذيئة التي يقشعر لبذاءتها البدن وكان حين يتعب يتدخل الضابط الآخر ليكمل السباب والإهانات . كان صوته يرتعش من شدة الغضب .. هذا المجرم ، وكان يدّعي اللطف . بدأت اشعر بعتمة وظلام التف بها كل كياني ، ثم أخذت أرتجف إذ احسستُ بحمّى شديدة تحرق
    دمائي ، ثم فجأة تحولت الحمّى لبرودة وقشعريرة تدك عظامي وتصطك لها أسناني ولم أعد أرى أمامي غير صورة امي التي تموت وتذكرت صديقتي العزيزة الدكتورة أم ش... والتي سمعت

    وأنا في السيارة في طريقي إلى قامشلي بأنها قد فارقت الحياة إذ كانت مريضة . تجسدت صورتها هي الأخرى امامي ، حينذاك شعرت وكأني مصابة بخدر كامل أنساني مَنْ اكون وأين كنت وكل
    شيء عن حياتي السابقة والسنين الطويلة التي عشتها من حياتي في لندن . وفقدت كل إحساس يربطني بالحياة . حينذاك أدركت بأنني مهيأة للموت . قررت السكوت فلم أعد اجيب عن أي سؤال
    يوجه لي .بقيت على حالتي هذه حتى قاربت الساعة الثامنة مساءً أو اكثر بقليل .شعرت فجأة بطاقة كبيرة أمدتني بقوة غريبة وإحساس هائل يحفزني على الصمود والمقاومة والتحدي ، تلك
    المشاعر جعلتني أرى هؤلاء السفلة أمامي على حقيقتهم التافهة فقد بدوا جميعاً اصغر من اي شيء صغير وأحقر من أي شيء حقير . عجبت لهذا الاحساس الجديد الذي تقمصني وأنا التي كنت أتوسل
    بهم وبحق كل الأديان وبحق الدين الإسلامي الذي يجمعنا وبحق الإنسانية إنْ كانوا لا يؤمنون بالدين فقط ليدعوني أذهب لرؤية امي . ولكني ومع تلك القوة التي نزلت علي فجأة شعرت باني فقدت كل امل
    لرؤية امي فقد صارت بعيدة ( وكان ذلك هو نفس الوقت الذي توفيت فيه الأم ــ
    الى لقاء اخر باذن الله

  6. #6
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    الله يعطيك العافية
    بالرغم من عدم وجود احداث مثيرة في هذا الجزء
    لكننا عشنا المشهد المؤلم في ذلك المكان
    بانتظار جودك القادم وباقي القصة عزيزي

    مع تحياتي لك

  7. #7
    فراتي فضي علي إبراهيم is on a distinguished road الصورة الرمزية علي إبراهيم
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    لندن
    المشاركات
    735

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء


    الجزء //4

    ـــعند ذلك ضربت يدي ببعضهما بقوة وقلت بتحدي: والآن ماذا تريدون مني ولماذا أنا هنا
    أريد تفسيراً ، صرخ أحدهم بعد أن دفعني بقوة وضربني بشدة من الخلف ، صرخت بكل
    قوتي قائلة : المرأة لا تُضرب هكذا أيها الأنذال ، دفعوني إلى غرفة صغيرة كان فيها ثلاثة
    من المخابرات كريهي الشكل كانوا يدخنون وينفثون دخانهم النتن فوقي . شعرتُ وهم
    ينظرون إليّ وكأني أريد أن أستفرغ كل ما في جوفي ، هل سيهينني هؤلاء السفلة ، هل
    سأتعرّض للإعتداء ، ولكني سأعرف كيف أدافع عن نفسي ، إحساس بالقوة في داخلي
    جعلني أشعر كلبوة تستعد للهجوم ، صرخت وبأعلى صوتي بالضابط الذي كان يروح ويأتي
    أمام الباب : أخرجني من هنا وبسرعة واطلب لي محامي فأنا بريطانية والكل يعلم بوجودي
    عندكم . انهال الضابط بالشتائم ثم دفعني لغرفة صغيرة أخرى وكان الضوء يُطفأ ويُعاد
    بالدقائق لإرهابي .


    بعد ذلك نقلوني إلى سجن المنطقة ، قبل أن ادخل رأيت بين جدار السجن والجدار الخارجي
    عدة مشانق منصوبة . تلك المشانق اعادتني حين كنت طفلة إذ كنت مع أهلي لزيارة والدي
    الذي سجنوه في هذا المكان وكان من الوطنيين الأكراد ، وقد رأيت نفس هذه المشانق وسمعت
    إنهم يشنقون السياسيين هنا .


    أرسلوا على المسئولة عن النساء ، اخذتني إلى غرفة كان فيها حوالي 25 إمرأة وطفل وكانوا
    عوائل عراقية حُجِزوا هناك ومن لغتهم الغريبة عرفت إنهم من الشبك ، أوصتهم المسئولة
    كي يتعاملوا جيداً معي وكانت تأمل أنْ أكافئها على تلك الوصية التي أرعبت النساء فقد
    ظنوا باني جاسوسة وكنت أسمع هذه الكلمة منهم ، حاولت التقرّب إليهم لكنهم لم يأمنوا جانبي
    كانت القذارة في كل مكان والروائح الكريهة من التواليت الموجود في الغرفة والصراصر
    والجرذان تتطافر هنا وهناك وقد لاحطت أن الجميع يحك رأسه .


    أخذ الجميع نسوة وأطفالاً مكانهم على الحصير الوحيد المفروش ليناموا . كنت أحسّ بجوع
    وتعب شديدين ، جلست القرفصاء في ركن من أركان الحصير ، كنت أشعر وكأنني حيوان
    محاصر ومضطهد ، مهانة وبلا قيمة ، ولم يكن لي ذنب سوى إنني أحمل فكراً حراً ديمقراطياً
    يؤمن بخدمة الآخرين ، هذا الفكر الذي يقدس في اوربا هو السبب لوجودي في هذا المكان
    المهين .

    كان عمري ثمانية عشر عاماً حين ذهبت لبريطانية وقد قضيت 26 عاماً في هذا البلد المتحرر ،
    كنت مرشحة للبرلمان البريطاني يوماً ما وكان برنامجي الانتخابي لمناصرة المرأة المهاجرة
    ولمساعدة المهاجرين وللعدالة الاجتماعية وقد تعرضتُ لبعض المضايقات من العنصريين
    ولكني أُسنِدتُ بحملة تضامن من كل البريطانيين الطيبين الذين يقدسون الفكر الديمقراطي .


    وقد انتخبت من قِبَل صحيفة الأكسبريسن إمرأة لذلك العام على الشجاعة المدنية والحضارية
    وسداد الرأي .

    وأنا مع أفكاري حاولت غمض عيني لأرتاح ولكني شعرت بشئ يدبي في رأسي وحكة شديدة
    وكان القمل الذي انتقل إليّ. في حوالي الساعة الخامسة صباحاً فتحت الباب ودخلوا ليجروني
    من مكاني ولم أكن أدري إنْ كانوا سيأخذوني في هذا الصباح الباكر إلى المشنقة أو سينقلوني
    لمكان آخر ، كان الأمر سيان عندي فلم يعد يهمني شيء ،فقد سيطر علي الإحساس بأنني
    بلا قيمة ، ولا أدري كيف قتلوا المشاعر التي كانت تحسسني بأنني حرة ، كنتُ كالطير الحر
    أنتقل من بلد أوربي لآخر ، وها أنذا مهانة وذليلة وبلا قيمة .

    دفعوني إلى سيارة مسلّحة وقالوا بأني سأحجز في العاصمة ، كان الطريق طويلاً وصحراوياً
    شعرتُ بجفاف شديد بفمي ولم أعد أفكر بالجوع الذي أعانيه . طلبت ماء ولكن لا ماء معهم
    وحين لاحظوا الشحوب الشديد على وجهي والإعياء الذي بدا واضحاً علي ، أوقفوا السيارة
    قرب بئر وقادني أثنان من المسلحين لأغسل وجهي وأشرب قليلاً من الماء .

    عدنا إلى السيارة وصلنا.....في الساعة الثامنة صباحاً ، هناك أوقفوا السيارة قرب أحد المحلات
    الصغيرة في السوق لشراء ما يلزمهم ، كان بين الناس الواقفين قرب المحل إمرأة ، لا أدري لِمَ
    شدّتْ تلك المرأة بصري وبقوة ، تطلعتً بوجهها ، ولكن وكأني أرى وجه أمي متوحداً مع
    وجه تلك المرأة ، يا إلهي : هل أمي هنا لتودعني أم إنني جننتُ! أم ماذا ! ولكن أمي هي التي
    كانت هنا للحظات ثم ذهبت . هكذا سيطر علي هذا الهاجس ليتملك كل إحساسي.

    الى لقاء اخر مع الحلقة الاخيرة

  8. #8
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: قتلوا لحظات الوداع من 5 أجزاء

    شكرا للجهد والسرد الجميل
    وشكرا للتصوير المميز لكل جزء من اجزاء القصة

    نحن بانتظار ماتبقى ايها الكاتب الرائع

    حبذا لو يكون باقرب وقت

    ممتنة لك

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك