بسم الله الرحمن الرحيم
الجميع يعرف بأن من جمالية هذه الحياة هي الصداقة والألفة بين الأصدقاء الأوفياء رغم قلتهم أو في بعض الأحيان قسوتهم ، كم يعيش الإنسان تحت ظل تلك الصداقة فأحيانا تآنسه وتفرح قلبه وأحيانا أخرى تصفعه على خده فينطرح يبكي مستبدلاً الدمع بالدم0

الصداقة أهي عنوان وفاء ومحبة أم الم تجرعنا مرارته ، غشتنا سحائبها بغدرها ، وأظلتنا أشجارها ميتة الأوراق والأغصان ، فما أقسى الخيانة من الصديق ، وفي المقابل ما أجمل وفاء الأصدقاء ، وما أروع جلوسهم بيننا نتسامر ونتبادل الضحكات ، متصافية قلوبنا تحدونا سلامة النيات ، نترجم معاني الصداقة الحقيقي فيما بيننا ، ولكن ثمة أحكام لابد أن نطبقها لكي نتعرف على من حولنا أهم أصدقاء أم أعداء 0

فقال الأول:-

إذا المرء لم ينصف أخاه ولم يكن ** له غائباً يوماً كما هو شاهد
فلا خير فيه فالتمس غيره أخا ** كريماً على فضل الكريم يعاهد
وإن غبت يوماً أو حضرت فوجهه ** على كل حال أينما كنت شاهد

ويقول المثل الانجليزي :-

( لاتسخر أبداً من صديق بنكتة ، مالم تكن النكتة أفضل من الصديق )

وقال قائل :

( تخسر أصدقاءك بكثرة زيارتهم وبندرتها )

فالصداقة من منظور إجتماعي شي جميل إذا أحسن المرء إختيار الصديق فهذا بنيامين فرنكلين يقول:-

( كن بطيئاً بإختيار الصديق ، وأبطأ في تبديله )

ويقول جبران :-

(الصديق المزيف كالظل يتبعني في الشمس ويهجرني في الظل )

فهذا هو حال الكثير من صداقات هذه الأيام التي بنيت على مصالح دنيويه فالغدر عنوانها والخيانة مبدأها

عطاء بن رباح يسمع رجلاً يقول : انا في طلب صديق منذ ثلاثين عاماً فلم أجده 0 فقال له : لعلك في طلب صديق لتأخذ منه شيئاَ ، ولو طلبت صديقاً تعطيه شيئاً لوجدت0


إذا قيل في الدنيا خليل فقل نعم ** خليل اسم شخص لا خليل وفاء
وإن قيل في الدنيا جواد فقل نعم ** جواد ركوب لا جواد عطاء


ويقول المثل :

( الصديق الذي اشتريته بالهدايا ، سوف يأتي يوماً ويشتريه غيرك )

فيجب أن تتجسد فينا مفاهيم الصداقة الحقيقة وعلينا أن نفرق بين الصداقة والحماقة فلا نشتري الأصدقاء بالمال ولا بحب الدنيا بل نشتري الأصدقاء بالوفاء والتعامل الحسن وطيب السجية وتبادل المحبة والشعور النبيل المخلص

فكما يقول أفلاطون:

( إذا صادقت رجلاً وجب أن تكون صديق صديقه لا عدو عدوه )

فلابد لنا أن نهتم بالأصدقاء فمن شدة صداقتنا لهم نصادق حتى أصدقائهم نبادلهم التضحية ولين الجانب نبادلهم مشاعر الأخوة الحقة بدل أن نكيد لهم ونحيك لهم المؤامرات

يقول هشام بن عبدالملك :-

( أكلت الحلو والحامض حتى لم أجد لواحد منهما طعماً ، وشممت الطيب حتى لم أجد له رائحة ، وأتيت النساء حتى لا أبالي امرأة أتيت أم حائطاً ، فما وجدت شيئاً ألذَ لي من جليس تسقط بيني وبينه مؤونة التحفظ )0

فهكذا كانت نظرتهم عن الصداقة فهي شي أساسي تنير لهم الطريق وتبعد عنهم الوحشة فما ألذ الصداقة الحقة ، ولكن حال بعض صداقتنا اليوم حال يرثى لها تطاولتها الشرور من كل جانب فماتت المشاعر الصادقة وانقلب الوفاء عزاء فلا نريد مثل تلك الصداقات التي تسببت لنا بالألم والجراح التي لا تضمد فجرح صديقا لا يداويه ثمن 0

يقول وليم بلايك:

( كثيراً ما آلمتني صداقتك ، فكن عدوي بأسم الصداقة )


ختاماَ

اعد لصديقك بذلك، وأعد لعدوك عذلك

والله ولي التوفيق