مقال لصحيفة «خليج تايمز» بعنوان: «كم من مشكلة تعانيها إيران في الحقيقة الآن؟»

مقال لصحيفة «خليج تايمز» بعنوان: «كم من مشكلة تعانيها إيران في الحقيقة الآن؟»

صحيفة «خليج تايمز» - 3 يناير/كانون الثّاني 2010 بقلم:كلود سلحاني فقط بالضبط ما مقدار مشكلة النظام في طهران يواجهها حقًا؟ هذه بداية النهاية للثورة الإسلامية أو هو فقط توّاقة تفكير من ناحية أولئك الذين يودّون أن يروا النظام الديني استبدل بحكومة أكثر اعتدالا؟... طهران ليس لها أي أصدقاء حقيقيون على القارة القديمة وبالكاد دمعة ستراق إذا اختفى النظام الحالي في طهران فجأة. جيران إيران - على الأقل الأغلبية الواسعة - ستبهج إذا أدى العنف الحالي إلى سقوط الملالي... هناك سيكون أربعة استثناءات: العراق الذي إيران تشترك معه في حدود حوالي 600 ميل... ولبنان حيث حزب الله الذي سيعلن الحداد على خسارة راعيه ومجهزه... على نفس النمط في غزة حيث يحكم حماس فبعد سقوط النظام الإيراني سيشعر بقلق من أن تطرد بقوة من قبل فتح. ، وأخيرا سوريا، التي تعتمد على الجمهورية الإسلامية سياسيًا ومن ناحية الدعم المالي... للمرّة الثانية من هذه السنة تشهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنفًا أهليًا جدّيًا ذلك يكمن في طياته خطر هز دعائم هذا النظام الديني لأن عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجت إلى الشوارع في المدن الرئيسية واشتبكت مع قوّات الأمن مما أدى - حتى الآن - إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. ومنعت الصحافة الأجنبية من دخول البلاد وأولئك الذين دخلوا من الصحفيين ممنوعون من تغطية الاضطرابات، والأخبار الوحيدة عما يجري حاليا داخل إيران تجيء من مواقع الإنترنت للإيرانيين المستقلين الذين يعيشون في الخارج وهم على اتصال مع الأصدقاء والعوائل في الموطن الأصلي، بالإضافة إلى المعارضة داخل البلاد وفي الخارج... كانت هناك تقارير واسعة الانتشار عن الاعتقالات الهائلة أثناء الدورة الأولى والدورة الثانية من الاضطرابات وقوات وجماعات حقوق الإنسان والمعارضة الإيرانية ذكرت أنّ عددًا من المعتقلين تعرضوا للتعذيب في السجون. هذه الاشتباكات الأخيرة قادت بعض المحلّلين للاستنتاج بأنه هذه الدورة الجديدة من المواجهات تبشّر ببداية نهاية النظام الديني أو نظام الملالي الحاكم في إيران «ولاية الفقيه»... لكن بينما تتواصل الاشتباكات كلّ شيء تصبح محتملاً. إن المواجهات التي وقعت في الآونة الأخيرة جددت الضغوط على الحكومة في طهران المرهقة بالمشاكل المتعدّدة من داخل إيران وخارجها. داخليًا، الحكومة تواجه صعوبات متزايدة باستفحال واستشراء البطالة والاضطرابات، خصوصا في أوساط الشباب دون 25 عامًا الذين يكوّنون الأغلبية من سكان البلاد البالغ عددهم 66 مليون... أما الجانب المقلق فإنّ الحكومة الإيرانية لا تنوي التنحي عن السلطة بدون معركة ضارية وهذا يعني إراقة دماء أكثر.

انشاء الله يصيب ايران من نفس الكأس الذي سقت منه العراق ويجعل تدبيرهم تدميرهم