رئيس قائمة أحرار: إيران تدير الأحزابالحاكمة في العراق بالريموت كونترول
النائب العراقي جمال الدين لـ «الشرق الأوسط»: البعثلم يستطع طوال 35 عاما اجتثاث «الدعوة».. فكيف يستطيع المالكي اجتثاث البعثيين؟



لندن: شذى الجبوري

دعا النائب العراقي البارز أياد جمال الدين إلى إجراء حوار مع البعثيين ممن تلوثت أياديهم بدماء الشعب العراقي، وأكد أن طهران تدير الكثير من الأحزاب الحاكمة في العراق بواسطة «الريموت كونترول».

ودعا جمال الدين، في حوار خص به «الشرق الأوسط» لدى وصوله إلى العاصمة البريطانية لندن في زيارة خاصة، إلى «إجبار» الحكومة العراقية والبعثيين إلى الحوار لحقن دماء العراقيين، ولخص المشكلة في العراق على أنها «صراع سلطوي بين فريقين، الأول فريق السلطة الذي وصل بواسطة الدبابة الأميركية، والثاني فقد السلطة أيضا بواسطة الدبابة الأميركية أي البعث»، وأوضح أن «الذين بيدهم السلطة يرفضون الحوار والمصالحة الوطنية لان أساس تشكيلة السلطة الحالية المحاصصة الطائفية، ولا مكان للبعث على طاولة فيها ممثلو الطوائف لأن البعث حزب ولا يمثل طائفة»، مضيفا «أما حزب البعث فهو حزب شمولي إقصائي ديكتاتوري حكم العراق 35 عاما بالحديد وبالنار يرفض الاعتراف بالآخر، وبالتالي يرفض الحوار والمصالحة والوطنية. وهكذا فإن كلا الفريقين يرفضان الحوار والمصالحة، والضحية هو الشعب العراقي».
وقال جمال الدين، أحد أبرز الوجوه الداعية إلى تبني النظام العلماني في العراق رغم أنه رجل دين شيعي بارز، إن البعث موجود في كل مفاصل الدولة منذ الإطاحة بالنظام العراقي السابق، مؤكدا أن «لا مشكلة مع من يده غير ملوثة» بل إنها مع الذين تلوثت أياديهم بدماء العراقيين.
ولدى سؤاله عن استعداده للحوار مع عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، أجاب جمال الدين «أنا مستعد للحوار مع إبليس لوقف نزيف الشعب العراقي»، غير أنه أضاف قائلا إن «الحوار لا يعني عودة عزت الدوري إلى الحكم، عليهم البدء بالحوار ثم لكل حادث حديث».
وقال جمال الدين إن «حزب البعث حاول لمدة 35 سنة وبكل جبروته اجتثاث حزب الدعوة الذي تألف من 300 شخص، ولم يستطع رغم كل قدرة صدام، فكيف يريد حزب الدعوة الآن اجتثاث حزب البعث؟ هل قدرة حزب الدعوة في الحكم الآن مثل قدرة صدام في الحكم؟». ويتزعم حزب الدعوة الإسلامية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
وحول علاقة الحكومة العراقية بالمحيط العربي، قال جمال الدين إن «شخصا يعرف نفسه بأنه من رجال إيران، فكيف يتوقع نفسه أن تستقبله دول أخرى بالأحضان؟»، في إشارة واضحة إلى المالكي.
وشن جمال الدين هجوما على الأحزاب الحاكمة في العراق قائلا إن «كثيرا من أحزاب السلطة الآن أحزاب إيرانية فكرا وتوجها ونشأة وفكرا وتمويلا وعقائد، فلماذا يستقبلك نظام عربي ليس له علاقة حسنة بإيران؟ إن السلطة العراقية الجديدة لم تبرهن على انفصالها عن إيران وهذا ما يعرقل احتواء العرب لها»، غير أنه استدرك قائلا إن «هناك مواقف مسبقة من الدول العربية التي قد تشك بكل ما هو شيعي، وتتصور أنه من عملاء إيران، ولكن قبل أن نعاتب الناس يجب أن نعاتب أنفسنا، فهل استطاع النظام العراقي أن يثبت لنفسه ولشعبه أنه نظام مستقل وغير تابع ولا تحركه إيران بالريموت كونترول؟ أعتقد أنه من الصعب إثبات ذلك». إلى ذلك، قال جمال الدين، رئيس قائمة أحرار، التي انسحبت أخيرا من القائمة العراقية، بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، حول أسباب انسحابه، لقد «حدث انحراف خطير لدى توجه القائمة العراقية باتجاه إيران وهذا ما أثار عندي الريبة، بل اليقين، وآثرنا فك الارتباط بالقائمة العراقية لكي لا نتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والتاريخية لمثل انحدار خطير كهذا».
وحول مشاركة «أحرار» في الانتخابات القادمة، قال إنها تضم «ضباطا في الجيش العراقي السابق وأكاديميين وشخصيات معروفة محليا وليس على المستوى الوطني، وما يميزها نظافة اليد واللسان وليست محسوبة على البعث». وتوقع حصول قائمته على 35 مقعدا في البرلمان العراقي القادم كحد أدنى، بحسب خبراء أجانب محايدين، وأضاف «نحن واثقون من الفوز، لكننا لسنا واثقين من أحداث التغيير الذي نتمناه ويتمناه كل العراقيين».
ورجح أن تكون قائمته ضمن خانة المعارضة، مستبعدا مشاركتها ضمن الحكومة القادمة، قائلا «أحرار لن تكون شريكا للصوص أبدا، لكن إذا شكلت حكومة بناء على محاربة الفساد وفق أسس علمية، فسنكون جنودا فيها». كما نفى رغبته الحصول على منصب في الحكومة القادمة، ودعا إلى محاربة الفساد وإلى إجراء إصلاحات، مؤكدا أن الإصلاح يبدأ بتعديل الدستور والثاني بإجراء الإحصاء السكاني.