كلنا نعرف الزنبور الاحمر الكبير المخطط بالاصفر
انه من اشد الزنابير ضراوة على الاطلاق
ولي معها حكايات وحكايات باعتباري اسكن في منطقة ريفيه
وبيتنا داخل بستان كبير كل اشجاره مثمره وجالبه لمثل لهذه الانواع من الحشرات
فاشجار العنب والرمان والتين والاجاص والسفرجل والنخيل كغابة تحيط بالمنزل .
كانت هناك غرفة للابقار
اختارتها الزنابير للتخذ من جزء من سقفها, ومن الداخل خلية لها ..
في بداية الامر
الزنابير لم تشكل خطوره على الابقار او على الوالده حين تدخل تحلب الابقار او تخرجها للرعي او تخرجها من اجل تنظيف المكان ..
لكن وفي شهر تموز كبرت الخليه وصارت الزنابير تشكل خطوره على الابقار وعلى الوالده وعلى كل افراد الاسره ..
وذات يوم من ايام شهر تموز
لازلت اذكر انه يوم اربعاء
كنا جالسين انا وفلاح يعمل في بستاننا الله يرحمه اسمه صالح
كنت اناديه عم صالح
ولازلت كلما ذكرته لا اقول الا عم صالح ,,,
قلت كنا جالسين انا والعم صالح في البستان حين جاء الوالد وقال لنا عليكما ان تتصرفا حيال الزنابير التي باتت تشكل خطر حقيقي
وامامكما خيارين اما تزيحان سقف الغرفه وتسقفانها من جديد
او ان تهدمانها وتبنيانها في مكان اخر ...
فقال له العم صالح سنبدأ العمل صباح الجمعه بعد غد ان شاء الله .
في صباح الجمعه استيقظت على صوت الوالده وهي تقول اصحى ابوك والعم صالح ينتظرانك لتفطر معهما وتبدئان عملكما
فنهضت على عجلة من امري
وبعد ان غسلت وجهي وتناولت الفطور معهما
توجهنا للغرفه انا والعم صالح ’’
الغرفه كانت عاليه ولم يكن هناك درج للصعود فوقها
ولم يكن لدينا سلالم خشبيه او معدنيه .
استعنا للصعود عليها ببرميل سعة 240 لتر التي تستخدم لحفظ الزيوت او الوقود واضعين فوقه علبتان معدنيتان واحدة فوق الاخرى (تنكات) او الصفائح المستخدمه لحفظ الدهن النباتي ..
المهم
صعدت انا في البدايه
وتناولت المجارف من العم صالح
ثم امسكت بيده وسحبته بعد ان صعد فوق البرميل والصفيحتين..
صرنا فوق سطح الغرفه التي فاتني ان اذكر انها من الطين .
وبسرعة خاطفه اتجهت ناحية خلية الزنابير ووضعت المجرفه ودستها بقدمي فتسللت الى داخل الخليه
ووالله سمعت صوت ازيز الزنابير كلن مرعبا بصراحه
وقبل ان اهم برفع ما كنت ابغي ان ارفعه من التراب حانت التفاتة من العم صالح ناحيتي
فركض الي وامسك بيدي وقال اباك ان ترفع التراب
اسحب المجرفه بهدوء فسحبتها وداس فوق المكان كي لايسمح للزنابير بالخروج من خلال ما احدثته المجرفه من اثر ..
وقال لا تتصرف تصرفا فرديا عليك اتباع اوامري فلست ذو خبره في ميدان الزنابير قلت له حاضر ياعم امرك ..
يجب الاشاره هنا الى ان حشود من صبية وشباب الجيران بدأو بالتوافد وصارو جمهور لا بأس به وهم مدججين بالاسلحه التي هي عبارة عن سعف النخيل والالواح الخشبيه والعصي والكل ينتظر ما سيحصل بعد قليل وليقاتل كل من موقعه .
نعود لما حصل فوق خط العم صالح خط بالمجرف فقسم الغرفه نصفين وقال اختر القسم اللي تريده فاخترت القسم الذي تقع فيه الخليه وبدأنا العمل وصار عالعجاج يحيط بالغرفه بسبب ما ننثره من اتربه من فوق السطح
دخلت الزنابير في حالة انذار صار الزنبور الذي ياتي من الخارج يبقى بالداخل لا يخرج ثانية .. انجزت مهمتي الا من متر مربع واحد قال لي العم صالح اياك ان تتجاوز هذا الخط
انجزت مهمتي قبله حوالي ربع ساعه لاني ولله الحمد قوي البنيه وقلت له الا اساعك قال لا دعني وشأني ولا تقرب ناحية الخليه فقلت حاضر .
بعد ان انجز ما مخصص له جلس واشعل سيكارا وهو يتامل الحشد الواقف تحتنا والمتعطشين لحرب الزنابير ,, حقيقة خلت الفترة التي قضاها العم صالح في تدخين سيجاره طويله جدا لاني متحمس لرؤية ما سيحدث لنا بعد قليل.
نهض العم صالح من مكانه وقذف بعقب سيجاره المهترئ من فوق السطح
وبدأ بعمل لثمته بغترته ثم نزل اكمام قميصه بعد ان كان مشمرا عن ساعديه .. كنت ارمقه بنظرة وقلت في نفسي انا لم اتلثم وجسمي مكشوف للزنابير لاني كنت ارتدي تيشيرت نصف كم وبينما انا افكر بالامر انقض العم صالح على الخليه وبدأ بنتر التراب والقش من فوقها وهالني المنظرفوالله ما رأيت منظرا خطيرا كاللذي رايت رأيت الزنابير تنطلق كعاصفه لها دوي وازيز ربما يسمعه الذي على بعد عشرات الامتار كانت سحابة حمراء تشق طريقها الى عنان السماء كيف اصفها كانت على شكل مخروطي من السفل رفيعة ومدببه كالقلم المقطوط ومن الوسط عريضه ومن فوق مخروطية كذلك كانت بحجم سياره لوري بالضبط وربما اكبر والله ... ما علينا
انا ول ما صعدت هذه البلوى قفزت من فق السطح للارض وظل العم صالح يهرول فوق الغرفه جيئة وذهابا وهو يصيح من اين نزلت يا يونس والكل يصرخ به ان اقفز يا عم صالح اقفز كما قفز يونس لكن شجاعته خانته فظل يدور كالاعمى فوق السطح
بدأ الهجوم واقسم ان الزنابير اعطته وقتا كافيا للنجاة فلم يستغله كانت عالية جدا نزلت بشكل منتظم غيرت في تشكيلها عدة مرات ونحن نراقب صارت اسطوانيه ثم هلى شكل كره ثم مخروطيه واشكال عديده وهي تتمايل يمينا ويسارا حتى صار العم صالح اكبر من حجم نعمان اللي يطلع في برنامج الاطفال بمرتين صار كرة حمراء فوق السطح لا نراه اطلاقا نسمع صوته فقط وهو يقول من ((اين نزلت يا يونس)) هذه الجمله لن انساها ما حييت .
المهم بعد ان لسعته الزنابير قفز قفزة غير نظاميه فوقع على الارض جالسا لكنه نجى من الكسور بفضل ماكان بين مؤخرته والارض من الزنابير كان كمن قفز على فرش من الاسفنج لكثرة مامات بين جسمه والارض من الزنابير ,,, وبدأ الهجوم المعاكس ما ان وصل العم صالح للارض انهال الصبية والشباب بالضرب فوق جسم العم صالح ومن كافة الاتجاهات كان يصرخ ياويلي ياويلي والناس تضرب نهض وركض فدخل المطبخ والحشد خلفه والزنابير فوقه فاخرجوه من المطبخ بقوة السلاح وهم لا يهدأون او يفترون وتأبى الزنابير ان تتركه ركض بكل الاتجاهات لينجو فلم يفلح وعاد للبيت ودخل المضيف(الربعه) والكل خلفه الا انا لقد كنت مذهولا غير مصدق ما ارى كنت ارى والدي حاملا بيدي تكرمون (نعاله المصنوع من الجلد الخالص السميك والثقيل ومن الحجم الكبير) كان يحمله وهو في مقدمة الحشد فاخرجو العم صالح من الربعه وهم خلفه يضربون وزار كل غرف البيت غرفه غرفه وهو يصيح باعلى صوته ياويلي ياويلي ياويلي وفي الاخير سقط العم صالح على الارض وهو يولول وكان لايبدو ان هناك زنابير لقد انتهت فقال له الوالد مابك ياصالح هل بقي تحت ملابسك زنابير فقال دعو الزنابير تاكلني انا متت من ضربكم ياناس هههههههه,,, ومن الجدير بالذكر ان الزنابير اخرجت العديد من الصبيه من المعركه بعد ان ورمت عيونهم وشفاههم وانوفهم وآذانهم ...
نعود للعم صالح فقد بقي اكثر من اسبوعين طريح الفراش بسبب الضرب وكل هذه الزنابير لم تلسعه الا لسعتين فقط .
هذه حكايتي واقعيه والله لم ينسجها خيالي او يحكيها لي احد
الكناري
يونس الجبوري