جمعة كشف زيف الاحتلال من مدربين وشركات امنية 14 ذي الحجة 1432هـ

والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائمهم يارب العالمين ...
قبل البدء بالخطبة المباركة الشريفة وتأكيدا على رفضنا وشجبنا للاحتلال الأمريكي الكافر لأرض العراق الطاهرة وتأييدا لموقف مرجعية سماحة آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام الله ظله المبارك) برفضه للاحتلال بكافة أشكاله من مدربين وشركات أمنية مأجورة رددوا معي ثلاث:

كلا كلا احتلال...كلا كلا أمريكا.....كلا كلا للشركات الأمنية الأمريكية...كلا كلا للمدربين الأمريكان...كلا كلا للباطل

أَللَّهُمَّ اجْعَلْ رَغْبَتِي فِي مَسْأَلَتِي مِثْلَ رَغْبَةِ أَوْلِيَآئِكَ فِي مَسَائِلِهِمْ، وَرَهْبَتِيْ مِثْلَ رَهْبَةِ أَوْلِيَآئِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي فِي مَرْضَاتِكَ، عَمَلاً لاَ أَتْرُكُ مَعَهُ شَيْئاً مِنْ دِيْنِكَ مَخَافَةَ أَحْدٍ مِنْ خَلْقِكَ. أللَّهُمَّ هَذِهِ حَاجَتِي، فَأَعْظِمْ فِيهَا رَغْبَتِي، وَأَظْهِرْ فِيهَا عُذْرِي، وَلَقِّنِي فِيهَا حُجَّتِي وَعَافِ فِيْهَا جَسَدِيْ.بحق محمد وآله الأطيبين الأطهرين ...عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ..واتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون

إن مايتداول هذه الأيام من ضرورة وجود مدربين وشركات أمنية ماهي إلا حقيقة واحدة وما هذا ألا وجه جديد للاحتلال وعنوان آخر لتبرير وإيهام الناس تحت صمت الزعامة الدينية والسياسية ومثقفي الأمة وعلمائها ومنها سوف تكون النتائج الوخيمة وما لايحمد عقباه على الدين والدنيا معا ...لذا فان المدربين او قوات آمنية اوشركات أمنية او أي مسمى أخر يعني احتلال تحت عنوان جديد وأكذوبة جديدة واستخفاف بالعقول واستهانة بالجميع وعليه على كل إنسان عراقي غيور ان يأخذ العبرة ويتعض وينتفض لكرامته وإسلامه وثرواته ومستقبل أجياله بان يرفض كل أنواع الاحتلال ولقد أصبح من المعيب والمخزي سكوت أو تغاضي الكثير من الجهات عن استمرار الوجود المريب لما يعرف بالشركات الأمنية التي دخلت العراق تحت ظل الاحتلال و أخذت تمارس أدوارا مكملة لمهام قواته وتشكيلاته الأخرى لا سيما ونحن نسمع كلام الكثير من الجهات الحكومية أو الدينية حول أهمية تحقيق الانسحاب ( المزعوم ) و استكمال الشروط الأساسية لتحقيق السيادة الكاملة على التراب العراقي على حد زعمهم ..!!!! ولاستنكار وشجب هذا الصمت المهين صلّوا على محمد وال محمد ..... لا بد من معرفة ماهية تلك الشركات ، وأي الجنسيات تحمل ، ومن هم إفرادها ، وماهي مهامها و طبيعة عملها , وماهي المخاطر السياسية والأمنية المتوقعة لأستمرار وجودها على ارض العراق ويكون الكلام بهذه الخصوص بنقاط:

النقطة الأولى: إن هذه الشركات الأمنية هي عبارة عن مؤسسات ربحية اجنبية هدفها جني الأموال من خلال تقديم خدماتها ( القتالية ) عبر توظيف عناصر تحترف العمل المسلح تحمل جنسيات مختلفة و تمارس أدوارا عسكرية حساسة كان من المفترض ان تتولاها الأجهزة الأمنية الوطنية حصرا مع العلم ان هناك أكثر من 60 شركة أمنية أجنبية تعمل في العراق وليس فقط شركة بلاك ووتر، وجميعها منظمة في اتحاد واحد تحت اسم "اتحاد الشركات الأمنية في العراق ، ويقدر عدد الأفراد العاملين في هذه الشركات ما بين 30 إلى 50 ألف مرتزق، وهم بذلك يشكلون القوة العسكرية المحتلة الثانية بعد الولايات المتحدة .. وقد وجدت هذه الشركات أصلا نتيجة لتداعيات تخصيص قطاع الأمن في عدد من دول العالم وتنشط عادة في الدول التي تعاني من ارتباك أوضاعها السياسية وتشيع بين قياداتها أجواء الريبة والشك وعدم الثقة وخصوصا في الدول الإفريقية او دول أمريكا الجنوبية حيث الصراعات الدامية على السلطة والثروة ....

النقطة الثانية :ومن هذا يمكن أن نستخلص أن هدف تلك الشركات الأمنية الرئيسي هو كسب المال من خلال العقود الكبيرة التي تبرمها مع الجهات المستفيدة من تواجدها على ارض العراق حيث تتجاوز أجور أفرادها في الشهر الواحد الخمسة وعشرون ألف دولار للمرتزق الواحد بغض النظر عن الإضرار البالغة التي تلحقها بالأمن والسيادة العراقية أو ما يتوقع أن تقوم به مستقبلا من خلال ملاحظة بعض من ممارساتها في عدد من دول العالم التي وقعت في فخاخ استقطابها .. فيا ترى من يدفع هذه الأموال الباهضة من الدولارات وممن يستقطعون هذه الأموال؟؟

النقطة الثالثة: تشير الوثائق إلى تورط هذه الشركات الأمنية بشكل مباشر في الصراعات المحلية و مشاركتها بقوة في تدبير وقيادة الانقلابات العسكرية في عدد من البلدان وليس آخرها محاولة الانقلاب التي اعترف مارك تاتشر ابن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة بتدبيره و قيادته وبمشاركة مجموعة مرتزقة من مواطني جنوب أفريقيا التي ينتظم عدة ألاف من مواطنيها في الشركات الأمنية العاملة في العراق ..!!

النقطة الرابعة :تقوم هذه الشركات الأمنية بتجنيد وتدريب المليشيات المسلحة و ارتباط أكثر عناصرها بالعصابات الخطرة المتخصصة بتجارة المخدرات و تهريب الآثار و عمليات التجسس وتشير بعض التقارير إلى أن هذه الشركة هي المسئولة عن أنشاء وتدريب احد المليشيات التابعة لشخصية سياسية مهمة في العراق لذا فهم مجموعة من المرتزقة والخارجين عن القانون في دولهم التي ينتمون اليها ....

النقطة الخامسة: تشير التقارير الى ان بعض الدول التي كان لها الدور الكبير في غزو العراق و احتلاله هي الحواضن التي توفر بيئة ملائمة لنمو وتكامل تلك الشركات ثم إرسالها للعمل في العراق جنبا الى جنب مع جنودها المحتلين حيث تأتي الشركات الأمريكية بالمرتبة الأولى من حيث العدد و القوام ثم تليها بريطانيا وتحل بالمرتبة الثالثة دولة جنوب أفريقيا .. وبالرغم من ان هذه الشركات مسجلة في هذه الدول الا ان اغلب افرادها من جنسيات دول أخرى او جنود سابقين في الجيش الأمريكي او البريطاني المحتل سبق وان خاضوا عمليات قتالية في مناطق متعددة من العراق جرى تسريحهم من الخدمة الرسمية ليعاد توظيفهم بشركات الحماية التي حصلت على عقود للعمل في العراق لحماية عدد من الشخصيات او تأمين الطرق وحماية بعض المنشآت وكل ذلك طبعا لصالح القوات المحتلة قبل ان يكون لصالح الدولة العراقية !! ...

النقطة السادسة: اما الوضع القانوني للشركات الأمنية الأمريكية في العراق فقد أصدر بول برايمر الحاكم المدني في العراق سابقاً قراره المرقم (17) في 27/6/2006 والذي بموجبه منح حرية متكاملة للشركات الأمنية الأمريكية ومنحها حصانه ضد القانون وعدم المسؤولية .... ان هذا الوضع يسوده الشك والشبهات حيث لم يحدد الأمر من هي الجهة المسئولة ومن الذي يحق له مسألتها في حالة وقوع تجاوز على القوانين ...؟ مما دفع هؤلاء الى القيام بإعمال ذات طابع إجرامي لشعورهم انه غير خاضعين للمحاسبة وانهم فوق القانون ولذلك أزهقت أرواح بريئة وسفكت دماء زكية للعراقيين على طاولة التلذذ والاستهتار الذي يسود هولاء المرتزقة .

أيها الأخيار الأنصار ايتها الزينبيات الطاهرات أيها الموالون الإبرار

يا أبناء العراق الغيارى .. بعد أن تعرفنا بصورة موجزة على طبيعة عمل هذه الشركات هل يبقى لدينا أدنى شك في مدى الخطورة المحدقة بالأمن والاستقرار العراقي في حال استمرار وجودها ؟؟؟ هل يمكن أن نأمن على حياة سياسية مستقرة تزدهر بأجواء آمنة كما يتخيلها البعض تحت أسنة حراب محترفي القتل و ممتهني الجريمة المنظمة او قادة الانقلابات العسكرية بالنيابة !!؟؟ خصوصا اذا عرفنا ان عملية استقدامها جاء بصورة مخالفة للقانون حيث يعد استقدام مرتزقة وإيكال مهام سيادية إليهم انتقاصا لسيادة الدولة وتخليا عن جزء مهم من صلاحياتها لصالح هؤلاء المرتزقة حيث انه تخلي عن أهم مكونات السيادة في الدولة كما أشارت لذلك العديد من التوصيفات القانونية الدولية لذلك ومنها المعاهدة الدولية لاستقدام وتدريب المرتزقة الموقعة في عام 1989 فهل التفتت الحكومة الى هذا التنازل السيادي الخطير ؟؟؟. لقد أشار بعض المسئولين في الحكومة العراقية بإشارات خجولة في بعض التصريحات الصحفية حول خطورة تلك الشركات و مدى مخالفتها للتعليمات على حد وصفهم و أعلنوا عن نية الحكومة في عدم استقدام شركات أمنية أخرى جديدة !!! بدلا من ان تعلن عن عزمها بإنهاء تواجد هذه الشركات بصورة نهائية وإيكال مهمة حفظ الأمن والنظام الى القوات العراقية فأي ضعف و وهن أصاب طريقة تفكير و أسلوب عمل هؤلاء المسئولين !!؟؟ ايها الأخوة و الأخوات ... ان خطورة هذه الشركات لا تقل عن خطورة القوات النظامية المحتلة لأرض العراق ما دامت تمتلك القدرة على التأثير السلبي في شكل المشهد الأمني والسياسي فضلا عن قدرتها على خرق الأنظمة والقوانين دون رادع يردعها او يحد من تجاوزاتها السافرة وليس آخرها ما وقع في ساحة النسور حيث ذهب ضحية استهتار عناصرها عشرات العراقيين الأبرياء وما دام عملها منصبا على تقديم الدعم والإسناد للقوات النظامية المحتلة.. فهل يبقى لدينا ادنى شك بكونها الوجه الآخر لقوات الاحتلال ؟؟ ولنا ولكم ان نتساءل او نوجه أسألتنا الى المعنيين في الحكومة العراقية .. الى أي فترة زمنية قادمة ستبقى هذه الشركات على ارض العراق ؟ و لماذا الإصرار على ربط وجودها بوجود القوات المحتلة ؟؟ وما هو الضمان القانوني لعدم قيامها بأعمال تهدد الأمن والاستقرار في المستقبل خصوصا بعد أن أصبح تأريخها الإجرامي معروفا على مستوى دولي ؟؟ ومتى ستكون قواتنا جاهزة لحماية امن العراق برأيكم ؟ وأين ذهبت المليارات من الدولارات المخصصة لتدريب عناصرها طيلة السنوات الماضية ؟ وكم تحتاجون من أموال لتأهيل القوات الأمنية العراقية في المستقبل ؟ أسئلة تبث عن إجابات موضوعية مقنعة .... ولرفض وإدانة بقاء الوجه الأخر للاحتلال البغيض من مدربين وشركات أمنية مأجورة نهتف وبصوت مدوي:



كلا كلا احتلال...كلا كلا أمريكا.....كلا كلا للشركات الأمنية الأمريكية...كلا كلا للمدربين الأمريكان...كلا كلا للباطل

.. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم بسم الله الرحمن الرحيم ((اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا ))صدق الله العلي العظيم وصدق الرسول الكريم لذكره الشرف والتسليم والصلوات



الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الأنام محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرج قائمهم يارب العالمين....اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ وَأمِينكَ وَرَسُولِكَ إِلى خَلْقِكَ وَبِحَقِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الوَصِيَّ الوَفِيَّ وَالصِّدِّيقِ الأكْبَرِ وَالفارُوقِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالشَّاهِدِ لَكَ الدَّالَ عَلَيْكَ وَالصَّادِعِ بأَمْرِكَ وَالمُجاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هذا اليَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ العَهْدَ فِي أَعْناقَ خَلْقِكَ وأكملت لَهُمْ الدِّينَ مِنَ العارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ وَالمُقِرِّيْنَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشْمِتْ بِي حاسِدِي النِّعَمِ، اللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الأكْبَرَ وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّماء يَوْمَ العَهْدِ المَعْهُودِ وَفِي الأَرْضِ يَوْمَ المِيثاقِ المَأخُوذِ وَالجَمْعِ المَسْؤُولِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْرُرْ بِهِ عُيُونَنا وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنا وَاجْعَلْنا لأنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرينَ يا أرْحَمْ الرَّاحِمِينَ وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .... ....اللّهُمَّ َصَلِّ عَلى محمد المصطفى وعَلِيٍّ المرتضى وفِاطِمَةَ الزهراء، وَصَلِّ اللهم عَلى إِمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ ، وَعَلى أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري وَالخَلَفِ الهادِي المَهْدِي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وأمنائك فِي بِلادِكِ صَلاةً كَثِيرَةً دائِمَة يغبطهم بها الأولون والآخرون...اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات انك مجيب الدعوات انك على كل شيء قدير

آية للموعظة قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )المائدة67

ستمر علينا بعد أيام قلائل ذكرى عظيمة لحدث كبير في تاريخ البشرية ألا وهو يوم عيد الغدير وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد (عليهم السلام)، وهو أعظم الأعياد ما بعث الله تعالى نبيا إِلاّ وهو يُعيّد هذا اليوم ويحفظ‍ حرمته، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود، فيوم الغدير الأغر كان ثمرة ونتيجة لتضحيات جسام ومحصلة لجهود النبوّة الخاتمة المتمثلة بالرسول الأمين (صلى الله عليه واله) ، وان هذا اليوم كان ومازال يقوض عروش الظالمين المتربصين والفراعنة الغاصبين والآلهة المصطَنَعين، وان هذا اليوم مهم جدا ويجب أن يكون راسخا في أذهان الأجيال لتعرف أهميته، فلم يكن حدثا عابرا هذا العمق التاريخي ليوم الغدير يوم الولاية بل إنه المسؤولية الإلهية العظيمة للهداية والإرشاد وتصحيح الأعمال والأفعال متمثلةً بخط الإمامة، فقد ورد في الخبر عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في حديث ذكر فيه فضل يوم الغدير قال: يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، إلى أن قال: والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشرة مرات الحديث. وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال: وإنه (أي يوم الغدير) ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الإخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان».فهو عيد لمن عرف هذا اليوم حق معرفته والعيد لمن اطاع الله وطاع من فرض علينا طاعتهم ....



ولكي تكون القضية واضحة في أذهان الأجيال وتكون الحجة بالغة على الجميع يمكن القول إن معرفة ذلك يتبين لنا من بعض مواقف الرسول الخاتم (صلى الله عليه واله) في ذلك اليوم إضافةً لبعض القرائن المكانية والزمانية والفعلية التي صاحبت ذلك، أما المكان فقد كان غدير خم : أي كلما ذُكر هذا المكان انصرف الذهن مباشرة لهذا الحدث، وأما الزمان فهو بعد انتهاء مناسك الحج : وقد دُعيّ الألوف في ذلك الهجير وأُمر بإرجاع من تقدم والتحاق من تأخر فكل ذلك لابد من انه يشير إلى وجود حدث عظيم وأمر خطير ... وأما الفعل فهو لنبي الأمة (صلى الله عليه واله) : فقد خطب بابي وأمي (صلوات الله وسلامه عليه) خطبته المعروفة في تلك الأجواء وتلك الظروف، وسأنقل لكم نص الخطبة من مصادر إخوتنا أهل السنة والجماعة من الأنصاف لهم ولتكون الحجة ابلغ : ((( أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع على صحته عن زيد بن أرقم قال: خطب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم تحت شجرات فقال: (( أيها الناس يُوشكُ أن أدعى فأجيب، واني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجاهدت ونصحت فجزآك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وأن ناره حق،وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت،وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث مَن في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال:اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فَرِطِكُم (الفرط يعني السبق)، وإنكم واردون عليّ الحوض ؛ حوضٌ أعرض مما بين بصري إلى صنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضة، واني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين، كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل ، سببٌ طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض)) ...وكما قلنا أيها الأحبة إن يوم الغدير حدث عظيم وتأتي العظمة من خلال القراءة الموضوعية لذلك الحدث فالمبلغ خاتم الأنبياء واليوم يوم الحج والمبلغ عنه إمام الموحدين وسيد الوصيين هذه العوامل الثلاثة تشير إلى خطورة وعظمة وأهمية الموقف فالرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم ) يمثل ذروة العقل البشري الذي سمى ووصل قاب قوسين او ادنى وهو خير الكائنات والسبب لوجود الكون ومافيه . والحج الفريضة المقدسة التي تربوا إليها جميع العيون وتعلقت بها جميع القلوب والإمام علي غني عن التعريف لما أفصح عنه القرا ن والسنة وخير شاهد على ذلك يوم الراية ويوم الخندق , وآيات الولاية والتطهير …

فأي أهمية وأي خطر في هذه الحادثة . اذا القضية واضحة وبعد معرفة هذه الامور تكون المسؤولية عظيمة وخطيرة على معرفتها فليس المهم هو الفرح واقامة الحفلات بل المهم هو معرفة الامتداد التاريخي لهذه المناسبة والنتائج التي يحصل عليها الفرد عند معرفته لعظمة ذلك اليوم والواجب الشرعي اتجاه ذلك الحدث وان الشيء المهم هو تطبيق نهج صاحب هذا اليوم والعمل بما أراد وبما يرضي هذه الشخصية لقول الإمام الحسين عليه السلام (رضا الله رضانا أهل البيت ) وفي النتيجة يكون الإنسان مؤهلا ليكون ممن يساهم بالتطبيق الكامل لأهداف ونتائج ذلك اليوم على يد قائم ال محمد وهذا لايحصل إلى عند الأندر الأندر ممن فهم ووعى ذلك اليوم والامتداد التاريخي لذلك اليوم من ادم (عليه السلام) الى قيام قائم ال محمد وهذا يتطلب جهد وجهد ومشقة وصبر وثبات أسال الله ان يجعلنا ممن سار على نهج امير المؤمنين بالقول والفعل وصدق بالعهد والميثاق

أيها الأخيار الأنصار أيها الموالون الإبرار...إن يوم الغدير حدث عظيم وتأتي العظمة من خلال القراءة الموضوعية لذلك الحدث وحديثنا عن الغدير وبيعته يجرنا الى الحديث حول مظلومية الإمام علي عليه السلام والحديث عنها عسير وصعب، فعليٌ لم يكن قائدا وبطلا للإسلام فحسب بل هو معجزة وقضية علمية ولغز إنساني، هو معجزةٌ برزت في التاريخ باسم إنسان، وان مَن يصف هذه المظلومية هو الذي لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى الرسول (صلى الله عليه واله) وهو يقول: يا علي إنها فتنة يشيب لها الرضيع.. وكأنه (صلى الله عليه واله) اختصر كل ما يحدث من آهات وآلام في خط الرسالة .. نعم أيها الأحبة والموالون لم نتحدث عن مظلومية شخص من الجانب العاطفي إننا نتكلم عن آهات ومعاناة آلاف الأجيال التي تدفع الثمن الباهض لتلك المظلومية آهات المحرومين والمستضعفين جيل بعد جيل ، فعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذه المظلومية التي سارت وتسير مع كل نهج صالح كما يعبر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله العالي) عن هذه القضية التي ننتمي أليها بالدليل العلمي بعد التعليق على رسالة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) فيقول: ... وصلت هذه القضية إلى هذه المرحلة بإعجاز ...وألان نسال أنفسنا وغيرنا يسال هذا السؤال اذا كمل الدين وتمت النعمة لماذا هذا التشتت والذل والهوان والخضوع والخنوع والاستسلام لاعداء الإسلام وارتفاع حكم الله عن أرضه وبين عباده إن السبب يرجع إلى ان الناس لم تميز ولم تنتصر للحق كما يريد الله أو تدعي الانتساب وتتكل على هذا الانتماء وتترك مافي ذمتها من تكليف ولم تعمل في أمر او نهي او رفض لاي باطل والله يقول ((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))وعليه يكون أكمال الدين وتمام النعمة لمن عرف الحق وانتصر له وصبر عليه ...اكتفي بهذا المقدار من الكلام في القول ونكمل ان شاء الله بقية الحديث عن الغدير في الجمعة القادمة أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
بسم الله الرحمن الرحيم ((قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ))
صدق الله العلي العظيم وصدق الرسول الكريم لذكره الشرف والتسليم والصلوات مدمج جمعة كشف زيف الاحتلال من مدربين وشركات امنية 14 ذي الحجة 1432هـ - منتديات المركز الاعلامي لمكتب السيد الصرخي الحسني - دام ظله